لا يسعك وأنت تسبح في محيط الدماء إلا أن تتساءل عن قيمة الحياة وهل للحياة قيمة عندنا، هل بلغ الأمر حد اليأس النهائي، فلا القاتل الانتحاري وغير الانتحاري يرتوي ولا الضحية يفعل شيئا لتغيير الأسلوب. فالقتل والانتحار مدعمان بعشرات الفتاوى وسيل من التنظير هما الوسيلة الرائجة حاليا، لا يهم إن كان القاتل دولة أو نظاما أو فردا، ولا يهم المنتحر أن كان فردا أو مجتمعا، فنحن كمجتمع نمارس الانتحار.

لقد كانت الحياة حلما ثم أصبحت مشروعا مسكونا بعشق الحياة...مشروع قام على التضحية ولكنه لم يقم على الانتحار...ولأنه مشروع حياة كان عليه أن يخرق المحظور، وأن ينهي أسلوب الفتوى لقتل الحياة، وأن يشرع أبواب العقل الحالم بمجتمع يقوم على وحدة المواطنة وبدولة مفصولة عن الدين.

قبل ستة وخمسين عاما، وعلى شاطئ بحر من الماء وليس الدماء..... بضعة رصاصات كانت كافية لقتل الحلم ولتحويل البحر إلى محيط من الدماء.