عدلت الشرطة البريطانية مواعيد التفجيرات الثلاثة التي استهدفت ثلاث محطات لمترو الانفاق في لندن الخميس، وقالت إنها دوت بفارق 50 ثانية تقريباً، وأوضحت أنها كانت قوية جداً الى درجة أنه لم يمكن التعرف الى أي من الجثث ال49 التي عثر عليها، وأن ثمة جثثاً لا تزال عالقة في أنقاض أحد أنفاق القطارات، وسط معلومات عن مئات المفقودين.وفيما أكد تنظيم “القاعدة” للمرة الثانية تبنيه لهذه الاعتداءات التي أوقعت أكثر من خمسين قتيلاً ونحو 700 جريح، رفضت الشرطة التعليق على تقرير عن طلبها مساعدة الشرطة الاوروبية لايجاد محمود الغربوزي المغربي المشتبه في أنه أحد قادة "الجماعة الاسلامية المقاتلة المغربية" والذي اختفى من منزله قرب لندن قبل أشهر.

وبعدما كانت مواعيد الانفجارات الثلاثة تحددت بين الساعة 8:51 والساعة 9:17 أي بفارق 26 دقيقة، صرح المسؤول الثالث في شرطة اسكوتلنديارد براين باديك ان «القنابل الثلاث في مترو لندن انفجرت بفارق ثوان نحو الساعة 8:50 (...) في الوقت نفسه تقريبا"، موضحاً أن التفجيرات الثلاثة وقعت خلال خمسين ثانية فقط، في حين ان الانفجار الذي استهدف أوتوبيساً دوى بعد ذلك بساعة، أي الساعة 9:47 ».

الى ذلك، رجح ان التفجيرات الثلاثة نتجت عن قنابل موقوتة وليس عن قنابل تشغّل يدوياً. وقال: «نرجح فرضية انفجار عبوات ناسفة موقوتة على فرضية التشغيل اليدوي للقنابل»، مع حرصه على توضيح ان كل الاحتمالات لا تزال واردة. وأكد ان المتفجرات التي استخدمت في الاعتداءات الثلاثة "هي من النوع الشديد القوة" وليست يدوية الصنع.

وفيما تشير الحصيلة الى سقوط أكثر من خمسين قتيلاً ونحو 700 جريح، بينهم نحو 20 خطرة، تؤكد عشرات العائلات انها تبحث عن اقرباء مفقودين، فيما تقول الشرطة انها غير قادرة على معرفة العدد الدقيق للجثث العالقة داخل احد انفاق المترو بين محطتي كينغز كروس وراسل سكوير على عمق ثلاثين متراً تحت الارض.

وقال قائد شرطة النقل البريطانية اندي تروتر ان الشرطة تجد “صعوبة كبيرة في سحب الجثث”، وخصوصاً أن «الغبار والحرارة يجعلان ظروف عمل المحققين في غاية الصعوبة، فالجو حار جدا» داخل انفاق المترو.

وثمة تقارير عن 100 مفقود، بمن فيهم خبير معلوماتي ومدقق حسابات وحلاق وطالبة تراوح أعمارهم بين 20 و47 سنة، يرجح انهم كانوا في طريقهم الى أعمالهم عندما دوت الانفجارات.ونشرت صورهم في العديد من الصحف البريطانية وحتى في شوارع العاصمة.

وأقر باديك بأن أي شخص لم يعتقل بعد في إطار التحقيقات لكشف مرتكبي هذه التفجيرات التي تزامنت مع انعقاد قمة مجموعة الدول الثماني في اسكوتلندا، فيما حرص تروتر على التحذير من أن تعرض لندن لهذه الموجة من التفجيرات «لا يعني انها لن تتعرض لاعتداء جديد».

ويدقق الخبراء الجنائيون في البصمات وسجلات الاسنان وتحاليل الحامض النووي “دي ان اي” في محاولة للتعرف على هويات الضحايا مع الاحتفاظ بالادلة في مواقع الجريمة.وطلب رجال الشرطة عينات شعر من ذوي بعض المفقودين.

ولم يقل المحققون ما اذا كانوا يبحثون عن مشتبه فيهم محددين ، الا أنهم كرروا القول ان الهجمات تحمل بصمات “القاعدة”.

وافاد مصدر في الشرطة ان ثلاث فرق من الشرطة الاسبانية ارسلت من مدريد لمساعدة البريطانيين في مطاردة مرتكبي اعتداءات لندن.

وفيما يستعيد اللندنيون تدريجاً حياتهم الطبيعية ، أشاد رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بـ«سهولة التأقلم الكبيرة» لمواطنيه بعد الاعتداءات. وقال: «كان للبريطانيين سهولة تلقائية في التأقلم مع الوضع وكان رد فعل سكان لندن مثيراً للاعجاب».

الا ان الحركة في شارع اوكسفورد التجاري الشهير كانت ضعيفة على رغم موسم التنزيلات.

“القاعدة”

وبعد تبن اول لتنظيم “قاعدة الجهاد في اوروبا” الخميس، اعلنت أمس مجموعة ثانية تطلق على نفسها اسم "كتائب ابو حفص المصري - لواء اوروبا" مسؤوليتها عن هذه الاعتداءات، وهي المجموعة نفسها التي تبنت اعتداءات مدريد في11 اذار 2004 التي اوقعت 191 قتيلاً، واعتداءات اسطنبول في تشرين الثاني 2003 التي اوقعت 25 قتيلا.

وابو حفص المصري هو احد قادة "القاعدة" وقتل في افغانستان في تشرين الاول 2001.

وقال البيان المؤرخ في التاسع من تموز والذي بثه موقع على شبكة الانترنت ان «ثلة من المجاهدين في كتائب ابو حفص المصري قامت بتوجيه الضربة تلو الاخرى في عاصمة الكفر عاصمة الانكليز فقتل من قتل وجرح من جرح».

الغربوزي

ورفضت اسكوتلنديارد أمس تأكيد معلومات صحافية تحدثت عن أنها طلبت من الدول الاوروبية معلومات عن المغربي المقيم في بريطانيا محمد الغربوزي الذي اختفى من منزله في شمال غرب لندن.

ويشتبه في أن يكون هذا الرجل احد قادة المجموعة الاسلامية المقاتلة المغربية التي نسبت اليها اعتداءات 16 من ايار 2003 في الدار البيضاء في المغرب، وتفجير قطارات مدريد.

مصادر
النهار (لبنان)