في تطور هو الأول من نوعه طوال ثلاثة عقود أغلقت السلطات السورية أمس نقاط العبور الثلاث للشاحنات على الحدود المشتركة مع لبنان. ونفت دمشق وضع العراقيل أمام التجارة اللبنانية.

وأرجع وزير داخليتها غازي كنعان سبب تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود لورود معلومات عن محاولات ادخال مئات الحقائب المفخخة إلى سوريا.

وأوضح مصدر وزاري لبناني لـ «البيان» فضل عدم كشف اسمه أن الإجراء السوري الذي طال معابر: العريضة والعبودية والدبّوسية (شمال لبنان) جاء عقب ضبط السلطات السورية شاحنات آتية من لبنان وعلى متنها أسلحة ومتفجرات.

وانعكس هذا التطور في طابور لعشرات الشاحنات اللبنانية المحملة بالبضائع والمتجهة إلى دول عربية على الحدود حيث انتظر سائقوها الذين نفد صبرهم تصاريح المرور عبر الحدود إلى الأراضي السورية.

ويرى المراقبون أن مثل هذه القيود تضع ضغوطا على لبنان لاسيما وأن هذا هو منفذه الوحيد إلى الأسواق العربية.وتعتقد مصادر سياسية أن القيود التي وضعتها سوريا على المنطقة الحدودية مع لبنان تهدف إلى أن تظهر للحكومة اللبنانية أنها تتحكم في الممر الوحيد الذي يستطيع لبنان من خلاله النفاذ إلى العالم العربي وأن بوسع دمشق إحكام قبضتها على الاقتصاد اللبناني في أي وقت.

كما تعتقد مصادر سياسية مطلعة أن أزمة الحدود هذه جزء من العلاقات المتوترة منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شهر فبراير الماضي.في هذه الأجواء، كشفت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية أن بعض الاتفاقيات الاقتصادية المعقودة مع دمشق ومن بينها الاتفاق الذي كان من المتوقع أن تزود بموجبه سوريا لبنان بالغاز الطبيعي الرخيص نحيت جانبا بعد انسحاب القوات السورية في إبريل الماضي.

وخلافاً للرواية اللبنانية فقد أكد وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان إنه تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة على الحدود مع لبنان اثر ورود معلومات عن محاولات لادخال مئات الحقائب المفخخة إلى سوريا.وأضاف كنعان في تصريح لوكالة أنباء الإمارات إنه تم اتخاذ إجراءات حدودية من قبل السلطات السورية لمنع التسريب عبر الحدود.واضافة لذلك وطبقاً لما نقله موقع «ايلاف» الالكتروني أمس فقد نفت سوريا بشكل قاطع نيتها وضع أية عراقيل أمام حركة الشاحنات والسيارات اللبنانية المقبلة إلى سوريا أو العابرة لأراضيها إلى دول الخليج العربي والدول الأخرى.

وبرر مصدر سوري بطء حركة الشاحنات اللبنانية على الحدود مع سوريا بأنه يعود إلى سببين الأول هو الزحام الشديد وتدفق البضائع اللبنانية على وعبر سوريا والثاني أمني يتعلق بالظروف التي تمر بها سوريا حالياً».وكشف المصدر الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه عن «ان هناك تهديدات ارهابية وردت إلى سوريا بعد اعتقال «34» مسلحاً على الحدود مع لبنان وسوريا أخذت هذه التهديدات على محمل الجد وستعمل كل ما في وسعها من أجل احباطها».

وتابع «إن أمن الشعب السوري خط أحمر ولا يمكن أن نتساهل به وسنقوم بالتفتيش الدقيق لكل السيارات القادمة إلى سوريا ريثما نتأكد بأن الخطر زال تماماً عن سوريا وعن اشقائها».واستغرب المصدر ما تبثه بعض وسائل الإعلام المغرضة حول تواترت في العلاقات مع لبنان داعياً من يروجون لذلك إلى التجول في المدن السورية ومشاهدة السيارات اللبنانية والمواطنين اللبنانيين وكأنهم في بلدهم دون أي تمييز.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)