أجرى الرئيسان المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد مباحثات هاتفية أمس الأحد انصبت على سبل تعامل البلدين مع مسألة اقامة علاقات دبلوماسية مع العراق، في ظل مقتل رئيس البعثة الدبلوماسية في بغداد ايهاب الشريف على يد “تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين” قبل أيام، ما اضطر القاهرة الى تخفيض عدد دبلوماسييها في بغداد، في وقت احتدم الجدل بين القاهرة وبغداد اللتين تتبادلان الاتهامات بتحمل مسؤولية الاغتيال.

وذكرت وكالة “أنباء الشرق الأوسط” المصرية، شبه الرسمية، ان مبارك والاسد بحثا الاوضاع في العراق وفلسطين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. لكن مصدرا مطلعا، رفض الكشف عن هويته، أكد أن الأسد تحدث بصراحة شديدة مع مبارك عن أن حادث مقتل الشريف ألقى بظلال كثيفة على القرار الذي كانت دمشق اتخذته بإرسال سفير الى بغداد.

وقال المصدر إن مبارك ناقش مع الاسد الاقتراح الذي تقدم به الرئيس العراقي جلال طالباني بعقد اجتماع طارئ لوزراء الداخلية العرب من أجل تنسيق امني عربي في سبيل مكافحة الارهاب، مشيرا الى ان مبارك وافق على الاقتراح خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه طالباني معه، لتعزيته في مقتل السفير المصري.

واحتدم الجدل بين القاهرة وبغداد على خلفية قتل الشريف, فبعدما قال ليث كبة الناطق باسم رئيس الوزراء العراقي الجمعة ان الحكومة العراقية تحقق "في ما اذا كانت مصر تحاول المساعدة على ايجاد حل سياسي في العراق باجراء اتصالات مع مجموعات ناشطة سنية بل مع متمردين كذلك", مضيفا ان «ذلك ربما يعطي فكرة عن الطريقة التي غادر بها (الدبلوماسي) منزله من دون حراسة وخطفه في الشارع»، رد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط امس معربا عن استيائه من تلك التصريحات ومؤكدا انها تبدو كمحاولة "لابراء الذمة".

ونقلت عنه صحيفة “الاهرام” الحكومية قوله: «في الوقت الذي تقتضي فيه الظروف تكثيف الجهود من اجل تعقب الجناة واحترام مشاعر الشعب المصري وحزنه العميق على فقدان احد ابنائه المخلصين وهو يعمل من اجل خدمة الشعب العراقي، تتلقى مصر تلك التصريحات التي تدعو الى التساؤل حول مغزاها وما اذا كان المقصود منها ابراء الذمة وتجاوز المسؤولية ام ترديد شائعات وتبريرات للمأساة التي وقعت».

وقال ابو الغيط كذلك في مقابلة نشرتها صحيفة “الوفد” امس ان «اي سفير عربي او اجنبي في اي عاصمة يجب ان يحظى بحماية هذه العاصمة ونحن لسنا في مجال العراك مع الاخوة في العراق ولن ادخل في نقاش حول مسؤوليات الحكومة المضيفة».

ونفى مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية أمس بشكل قاطع امام الصحافيين قيام الدبلوماسي الذي تم اغتياله باتصالات مع المجموعات المسلحة, واكد ان «كل اتصالات الشهيد الشريف كانت مع وزراء عراقيين واركان المؤسسات الرسمية العراقية وبعض رموز القيادات العشائرية والسنية التي هي على صلة دائمة مع الحكومة العراقية».

ومنذ اعلان اغتيال رئيس بعثتها في العراق اتخذت مصر مجموعة من الاجراءات ليس من شأنها ان تلقى ترحيب الحكومة العراقية. فقد اصدرت القاهرة الخميس توضيحا بشأن مستوى تمثيلها الدبلوماسي في العراق نافية للمرة الأولى تصريحات لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اكد فيها ان مصر رفعت مستوى بعثتها الى سفارة. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية المصرية «ليس لمصر سفارة في العراق وانما بعثة دبلوماسية يرأسها قائم بالاعمال».

واعلنت القاهرة الجمعة خفض عديد بعثتها الدبلوماسية في بغداد. ونقلت صحيفة “الاهرام” عن ابو الغيط قوله امس ان القائم بالاعمال المصري في العراق الذي سيعين خلفا للشريف لن يذهب الى بغداد وانما «سينتقل الى الاردن ليمارس مهامه الدبلوماسية من العاصمة عمان لفترة من الوقت».

من جهتها دعت بغداد الدول العربية والاسلامية الى عدم الخضوع للارهاب والى ارسال سفراء الى العراق رغم اغتيال الدبلوماسي المصري.

مصادر
صدى البلد (لبنان)