النجم السياسي اليوم وفق المقالات التي يكتبها النشطاء السوريون هو “الأخوان المسلمون” ... فالكل يريد عفوا عنهم وإلغاء المرسوم 49، وإقحامهم في الحياة السياسية وذلك قبل أن يصبح هو، أي تيار معارض، ضمن الحياة السياسية.

لا يمكن لأحد ان ينكر حق أي جهة في المشاركة السياسية، ومن الطبيعي أن يتعامل النشطاء مع القضايا المطروحة للأحزاب والحركات .. والسؤال هل اصبح التكوين السياسي السوري على سوية واحدة، بحيث لا نجد افتراق ما بين ناشط كان ماركسيا وآخر يمثل تيارا ضمن “الإصلاح السلفي”؟!

السؤال اليوم ليس حقوق جماعة معينة في المشاركة السياسية، هذا على الأقل إذا كانت هذه الجماعة تؤمن بالمشاركة والآخر وغيرها من المفاهيم التي تغزو الخطاب السياسي اليوم ... وهذه المشاركة لن تكون على قاعدة سوية في إنشاء تكوين سياسي سوري إذا غدت كافة التيارات متوازية ومتطابقة، واعتبرناها طيفا ... لكنه وحيد اللون!!

مشاكل الطرح السياسي اليوم هو الغرق في مناقشة طروحات الأخوان، قبل التعامل مع المعطيات الاجتماعية لكل تيار، وإعادة صياغة آلياته ليستطيع تمثيل المصالح الاجتماعية ... ولكل النشطاء الذين يدافعون اليوم عن طروحات الأخوان فعليهم ان يطمئنوا، لأن البعد الثقافي لهذه الحركة لا يحتاج لكثير من العناء، فهي قادرة في أي لحظة على خلق تيارها بفضل اعتكاف أصحاب التغير الاجتماعي عن مزاولة دورهم ... وبفضل الغرق بقراء تاريخ الأخوان بدلا من قراءة تاريخ الحركات التجديدية.

النجم السياسي اليوم لا يحتاج لدفاع “المعارضة” ... فهو يملك من الوسائل ما يمكنه من التعامل مع قضاياه، وتاريخه يوضح ضخامة إمكانياته وقدرته على الكسب السياسي ... لكن أصحاب الثقافة الجديدة، بما فيها ثقافة الاعتراف بالآخر، هم الذين يحتاجون إلى من يدافع عنهم، ويعيد بناء نظرتهم وأفكارهم وأساليب حوارهم الوطني.