قالت مصادر سورية مطلعة لـ“النهار” ان الرئيس السوري بشار الاسد أصدر أمس قراراً أعفى بموجبه كلاً من نائب رئيس الجمهورية السابق عبد الحليم خدام وعضو القيادة القطري السابق في حزب البعث سلام الياسين ومحرم طيارة القيادي في الحزب الوحدوي الاشتراكي من مناصبهم في القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية.

كما نص القرار على تعيين كل من عضوي القيادة القطرية في حزب البعث محمد سعيد بخيتان وهيثم سطايحي في القيادة المركزية للجبهة.

الى ذلك قالت مصادر ان التغيير الحكومي آت، لكنه يطبخ على نار هادئة.

وتأتي هذه التغييرات بعد مرور أكثر من شهر على انتهاء اعمال المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث، وبعد نحو 20 يوماً من تغييرات جرت في المؤسسات الامنية، كان أبرزها نقل رئيس الفرع الداخلي في ادارة المخابرات العامة اللواء بهجت سليمان الى المقر العام، وتعيين اللواء هشام الاختيار رئيساً لمكتب الامن القومي في القيادة القطرية لحزب البعث.

وأوضحت المصادر ان الاسد أصدر قراره بصفته رئيساً للجبهة الوطنية التقدمية، وهي ائتلاف حزبي يضم نحو ثمانية أحزاب بقيادة البعث كان آخر من انضم اليها الحزب السوري القومي الاجتماعي في أيار الماضي.

وكان نائب رئيس الجمهورية للشؤون الحزبية محمد زهير مشارقة قد أعفي من منصبه في وقت سابق، وعين مستشاراً للرئيس الاسد للشؤون الثقافية، وهي مرتبة أدنى من الموقع السابق. فيما كان النائب الأول عبد الحليم خدام هو من بادر الى طلب اعفائه من مناصبه في الدولة والبعث، في أول أيام المؤتمر القطري العاشر.

وعلى رغم التغييرات الاخيرة، استمر من الوجوه البعثية القديمة في الجبهة الوطنية التي تأسست عام 1972 عبد الله الاحمر الامين العام المساعد لحزب البعث، وسليمان قداح الذي خرج من منصبه في المؤتمر الاخير اميناً عاماً قطرياً مساعداً وخلفه محمد سعيد بخيتان، ولكن مع تسميته لاحقاً نائباً لرئيس الجبهة الوطنية التقدمية.

وعزت المصادر اخراج محرم طيارة القيادي في الحزب الوحدوي الاشتراكي من الجبهة الى فصله من الحزب عقب خلافات مع أمينه العام فابز اسماعيل.

وبموجب التغيرات، بات خدام خارج أي منصب في حزب البعث والدولة، ما عدا عضويته في القيادة القومية لحزب البعث، ويحتاج خروجه منها الى مؤتمر قومي لم يتحدد موعده حتى اليوم، على رغم مرور ربع قرن على آخر مؤتمر.

الى ذلك، قالت مصادر مقربة من خدام انه "يهم بالبدء في ترتيب الآلاف من أوراقه وملاحظاته التي دونها مدى اكثر من 35 سنة من عمله في الشأنين الحزبي والسياسي العام. وقالت انها ستكون من أهم المذكرات التي تلقي الضوء على مرحلة مهمة من تاريخ سوريا وعلاقاتها العربية والاقليمية، خصوصاً ان خدام اضطلع بدور أساسي فيها، اضافة الى ما جرى في سوريا من احداث داخلية.

وقالت مصادر مطلعة ان التغيير الحكومي يطبخ على نار هادئة وسيأتي تتويجاً لجملة من القرارات والتنقلات والتعيينات التي ستأخذ وقتاً. ورفضت تحديد تاريخ لهذا التغيير قائلة: «ليس المهم موعد اعلانه، اهم ما فيه انه سيأتي بأعضاء حكومة يكون همهم الأول متابعة تنفيذ توصيات المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث».

مصادر
النهار (لبنان)