تقوم دمشق بتسليم مواطنين عراقيين معتقلين في السجون السورية الى بغداد ، واكدت المحامية منى خالد مراد في تصريح خاص لـ“ايلاف” ان السلطات السورية ألقت القبض على بعض العراقيين ، وهم موقوفون في سجن دمشق المركزي في عدرا على خلفية تهم مختلفة ، وهناك مراسلات بين وزارتي الخارجية العراقية والسورية بخصوص التسليم ، واشارت مراد الى انها تتابع قرار تسليم دمشق 5 معتقلين عراقيين الى بغداد متهمين بتهريب السيارات بين البلدين بصفتها وكيلة عنهم .

الى ذلك اعلنت اللجنة السورية لحقوق الانسان ، ومقرها المؤقت لندن، ان السلطات السورية اعتقلت في الفترة ما بين 20 تموز 2004 و27 تموز 2007 كلاً من عبد الرحمن خالد درويش و جلال عبد الرحمن محسن وابراهيم قاسم درويش ومحمد ابراهيم سرحان وخالد محمد درويش وعبد الباري عبد الرحيم محسن، من قرية عبادة قرب النشاشيبية.

و قالت اللجنة في بيان ، تلقت ايلاف نسخة منه ، انه لم ُيعلم عن اسباب الاعتقال سوى أن اثنين من أهالي قرية عبادة ذهبا مع زوجتيهما إلى العراق، ولذلك شنت السلطات الأمنية حملة اعتقالات على كل من كان قريباً منهما أو على صلة بهما.

واكد البيان انه على الرغم من مرور عام فلم يسمح لأسرهم بزيارتهم ، ولم يعرفوا بالتحديد مكان وجهة اعتقال أبنائهم، باستثناء الأخبار التي وردتهم من قبل أشخاص مفرج عنهم والتي تفيد بأنه جرى نقل المعتقلين من فروع أمن الدولة الى فرع فلسطين للتحقيق العسكري.

وأدان البيان اعتقال المواطنين على الشبهة، وطالب بإطلاق سراح المعتقلين فوراً وإلغاء كل الصلاحيات التي تسمح باعتقال المواطنين بدون مبرر قانوني حقيقي.

وفي هذا السياق أكدت مصادر سورية لـ“ايلاف” انه جرى مساء اليوم الافراج عن بعض الشباب الخمسين المعتقلين في مدينة حمص ، وسط سورية ، كما جرت اعتقالات اخرى، وذلك على خلفية البحث عن طلبة أردنيين لهم علاقة مجموعة الارهاب والسطو المسلح الاردنية التي تم القبض على جميع افرادها ، اثر اشتباكات وملاحقات عناصر الأمن السوري في جبل قاسيون فجر الاثنين الماضي مما اسفر عن مقتل ضابط وجرح اخرين والقاء القبض شريف عايد سعيد الصمادي و منال زوجة شقيقه محمد في حين فرّ أربعة آخرون قبضت السلطات السورية على اثنين منهم يوم الأربعاء الماضي وهما محمد إسلام بن عبد الرحمن أحمد الصمادي مواليد عمان 1975 ، و رحاب شهاب ، كما اعلنت دمشق الجمعة الماضية أنه «عثر على المطلوب الفار محمد عايد سعيد الصمادي من التابعية الأردنية متوفيا، وعلى شقيقته الفارة نسرين أثناء محاولتها مغادرة سورية إلى لبنان بصورة غير مشروعة»، وأكد الناشط الحقوقي عمار قربي في تصريح لـ“ايلاف” ان الصمادي الذي وجد مقتولا في منطقة العمارة قرب الحواش«30 كم خارج حمص» كان مراقبا من السلطات الامنية السورية وكان على صلة بالطلاب الاردنيين الذين كانوا يقيمون في ذات المنطقة التي تم فيها اعتقال الخمسين شابا سوريا ، والذي يرجح انتماءهم الى خلفية سلفية .

وفي بيان للتجمع الوطني الديمقراطي في سورية ، وهو مؤلف من خمسة احزاب معارضة ومحظورة في سورية، اكد على اقدام السلطـــات السورية وأحــد أجهزتها الأمنيـــة على اعتقـــــال حسن زينو في مدينــة حمص أمس ، بعد تفتيش حقيبة يحملها ، تحتوي على أعداد من الموقف الديمقراطي ، وهي النشرة التي يصدرها التجمع الوطني الديمقراطي في سورية.

ووجد البيان ، الذي تلقت ايلاف نسخة منه ، في هــذا الإجـــــراء استمراراً لأساليب الاعتداء على الحريــــات الأساسية في المجتمع ، ولأجواء التضييق على أحزاب المعارضة الوطنية الديمقراطيـــــة ومؤسسات المجتمع المدني ، المعبرة عن الــرأي الآخر، وعن طموح الشعب السوري في الإصلاح والتغيير ، واشار البيان الى ان هذا الاعتقال هو استمرار لاستـخدام حالة الطوارئ في محاولة إلغاء حرية التعبير عن الرأي ، وإنهاء أي نشــــاط سياسي مستقل ، لا يخضع لسياسات النظام وتوجيهاته، وراى في هذا الاجراء تقييداً لحركـــة التجمع في العمل الوطني العام ، في الوقت الذي تنتظر فيه البلاد انفراجات سياسية هي في أمس الحاجة لهـا .

وادان البيان هــــذا الإجراء التعسفي ، مطالــبا بالإفـراج الفوري عن المهندس حسن زينو ، الناشــط في إطار النضال الديمقراطي ، وعـن جميع المعتقلين السياسيين ، ووضـع حد نهائي لأي اعتقــال على خلفيــة التعبير عن الرأي ، والنشاط السياسي والثقافي المعارض ، واعتبر انه آن الأوان لطي صفحة الماضي وأساليبه ، ووقف كل شكل من أشكال الانتهاك لحقـــوق الإنسان والحريات الديمقراطية ، لتستعيد سورية عافيتها وطناً حراً لكل السوريين .

مصادر
إيلاف (المملكة المتحدة)