قالت مصادر سورية مطلعة لـ «الحياة» إن المسؤولين العراقيين لم يقدموا الى الوفد السوري الذي زار بغداد الأسبوع الماضي «أي أدلة على نشاط للمقاومة» العراقية من سورية، ولا «أي عنوان أو رقم هاتف» يوجد عليه أعضاء في النظام العراقي السابق في الأراضي السورية.

وذكرت المصادر ذاتها أن زيارتي الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء إبراهيم الجعفري لدمشق « لا تزالان قائمتين، لكن موعداً لم يحدد». وأوضحت أوساط أخرى أن «الجعفري يريد زيارة دمشق، لكن ضغوطاً أميركية تمارس عليه لئلا يفعل ذلك»، مشيرة الى أن سورية تبلغت من الجانب العراقي أن ما قيل من أن الجعفري طلب من واشنطن ممارسة ضغوط إضافية على سورية «ليس كلاماً صحيحاً».

وكان وفد أمني - سياسي سوري برئاسة السفير محمد سعيد البني أجرى في الأيام الأخيرة محادثات في بغداد مع عدد من المسؤولين العراقيين، بينهم وكيل وزارة الخارجية حاتم البياتي ورؤساء الأجهزة الأمنية، بعد إعلان استئناف العلاقات الديبلوماسية التي قطعت بمبادرة من نظام صدام حسين قبل ربع قرن. وقالت المصادر إن الزيارة «تعبير عن رغبة الجانب السوري في التعاطي بجدية مع المسألة العراقية بعيداً عن المهاترات والاتهامات الأميركية، ومن بعض العراقيين، للوقوف على ما لدى الجانب العراقي من أدلة كي تستطيع سورية التعامل معها، والمساعدة في تجاوز المسألة الأمنية التي تشكل الهمّ الأكبر في العراق».

وأبلغ المسؤولون السوريون الجانب العراقي أن دمشق «بذلت جهوداً كبيرة لضبط الحدود، وأقامت أكثر من 500 نقطة مراقبة في ظل ظروف صعبة جداً، يعاني منها الجنود السوريون بسبب عدم توفر التقنيات اللازمة لمنع أي متسلل، بحيث أن ما فعلته سورية من إقامة ساتر ترابي وأمور أخرى يتجاوز إمكاناتها».

وأبدى الوفد السوري «الاستعداد للتدقيق في أي أدلة على اتهامات بوجود تسلل من سورية». وكشفت المصادر التي اطلعت على مضمون محادثات الوفد أن العراقيين «لم يقدموا أي أدلة أو وثائق على أي نشاط لمقاومة من سورية، ولا أي وثيقة أو اسم أو أرقام أو جوازات سفر تتعلق بأي اتهامات وردت في تصريحات سابقة». وأشارت الى أن حديث المسؤولين العراقيين «كان يتصف بالعموميات عن أهمية ضبط الحدود وتوقيف أعضاء النظام السابق».

وعن الاتهامات بوجود مسؤولين من نظام صدام في سورية، قالت المصادر الرسمية أمس إن الوفد «أكد عدم معرفته بوجود لأعضاء في قيادة النظام السابق»، وأنه عندما طلب الوفد من العراقيين «تزويده عناوين أو أرقاماً هاتفية يوجد عليها (المسؤولون البعثيون العراقيون) في سورية للتدقيق في ذلك، لم يقدم المسؤولون العراقيون أي شيء من هذا».

ونقلت المصادر عن المسؤولين العراقيين أن «المعتقلين العرب موجودون لدى الأميركيين، ورفضوا طلبنا التحقيق معهم».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)