افادت مصادر سياسية اسرائيلية امس، ان اسرائيل ستطلب من الولايات المتحدة مساعدة تبلغ 2,2 ملياري دولار، لتمويل انسحابها المزمع من قطاع غزة.

وقالت ان هذه المساعدة الخاصة ستستخدم في تمويل الانسحاب المقرر ان يبدأ منتصف آب المقبل من كل المستوطنات البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع ومن اربع مستوطنات معزولة في الضفة الغربية من اصل 120 مستوطنة، وفي اعادة توطين نحو تسعة آلاف مستوطن في مناطق قليلة الكثافة السكانية في اسرائيل.

لكن مسؤولاً كبيراً في الادارة الاميركية في واشنطن قال: «لم يطلبوا اي اموال. ولم نلتزم تقديم اي اموال». ولم يشأ الافصاح عما اذا كانت الولايات المتحدة يحتمل ان توافق على مثل هذا الطلب في المستقبل.

وقال مسؤولون حكوميون ان المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الامنية والسياسية، يعتزم ان يناقش اليوم توصية من وزارة الدفاع بابقاء القوات الاسرائيلية في المنطقة الواقعة شمال الضفة الغربية التي ستخلى فيها اربع مستوطنات.

ومن المرجح ان تثير هذه التوصية حفيظة الفلسطينيين، وهي تخالف على ما يبدو خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون “لفك الارتباط” التي تقضي بانسحاب القوات الاسرائيلية من كل المنشآت العسكرية في المنطقة واعادة الانتشار خارجها.

واوضح مسؤولون اسرائيليون ان الجيش الاسرائيلي يخشى اذا خرجت القوات الاسرائيلية من المنطقة، ان ينشئ الناشطون الفلسطينيون ورش لتصنيع الصواريخ ويشنوا هجمات على المدن الاسرائيلية القريبة.

وعلق مصدر سياسي اسرائيلي بارز على طلب المساعدة الاميركية قائلا: «هو امر لا يثير الدهشة نظراً الى النطاق الذي لم يسبق له مثيل لخطة فك الارتباط».

واوردت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية ان مساعدين كباراً سيقدمون الطلب رسمياً خلال اجتماع مع المسؤول في مجلس الامن القومي الاميركي اليوت ابرامز. واشارت الى ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش وافقت مبدئياً على المساعدة في تمويل خطة الانسحاب من غزة.

وتأمل واشنطن في ان يعزز الانسحاب هدنة بدأت قبل خمسة اشهر، وان ينشط المحادثات في شأن "خريطة الطريق" للسلام في الشرق الاوسط، التي تدعو الى اقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف الى جانب دولة اسرائيل.

ويعتبر تمويل الانسحاب من اكبر المساعدات الاميركية لاسرائيل منذ عام 1992، عندما دفعت واشنطن ثلاثة مليارات دولار لتعويضها الاضرار التي لحقت بها من جراء تعرضها لقصف صاروخي عراقي خلال حرب الخليج.

ويطلق شارون على خطة الانسحاب اسم “فك الارتباط” مع الفلسطينيين. وهو يواجه معارضة متزايدة من يمينيين متشددين نددوا بالخطوة باعتبارها تخلياً عن حق اليهود في الاراضي المحتلة بموجب وعود توراتية ومكافأة للناشطين الفلسطينيين.

وتقدر تكاليف الانسحاب من غزة، وهي المرة الاولى تزيل اسرائيل مستوطنات من الاراضي الفلسطينية المحتلة، بنحو ثمانية مليارات شيقل “1,74 مليار دولار”.

وشجعت الحكومة الاسرائيلية، الذين سيجلون عن المستوطنات في غزة، على الانتقال الى مناطق اقل نمواً مثل الجليل والنقب. لكن شارون قال ان ذلك يتطلب استثمارات كبيرة في البنية الاساسية الجديدة.

وستوزع الحكومة تكاليف الانسحاب على موازنات ثلاث سنوات لتجنب ظهور عجز كبير في الموازنة.

ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر حكومية ان التمويل الاميركي سيوجه الى مهمات عسكرية مثل نقل قواعد عسكرية الى اماكن اخرى وتطوير الجليل والنقب.

ويرحب الفلسطينيون الذين وعدتهم مجموعة الثماني هذا الاسبوع بمساعدات مقدارها ثلاثة مليارات دولار، بفكرة استعادة غزة، لكنهم يشكون في ان شارون يرمي بالانسحاب من غزة الى احكام السيطرة بصفة دائمة على اكثر مناطق الضفة الغربية.

مصادر
النهار (لبنان)