أجندة واسعة للإرهابيين... والمال وحده لن ينقذ أفريقيا من الفقر

ماذا يريد الإرهابيون؟ وكيف يقرأ الكوريون الجنوبيون تفجيرات لندن؟ وما هو العائق الحقيقي لانتشال أفريقيا من الفقر؟ وهل يمكن تفادي وقوع مجزرة بشرية بحجم تلك التي وقعت قبل عشر سنوات في سريبرينيتشا؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن جولة موجزة في الصحافة الدولية.

ما هي أهداف الإرهابيين؟

مع كل هجوم إرهابي جديد يصبح العدو أكثر وضوحاً، لكن لا يزال هناك من يرفض ذلك؛ فالبرلماني البريطاني جورج غالاوي قال بعيد تفجيرات لندن: «قلنا إن الهجوم على أفغانستان والعراق سيزيد من التهديدات الإرهابية التي تتعرض لها بريطانيا». و“هاورد موسكو” رئيس لجنة المواصلات في مدينة تورنتو الكندية صرح في اليوم ذاته: «إنه ليس لدنيا أي قوات كي نسحبها من العراق». هكذا استهلت “روندي أدمسون” مقالها يوم الأحد الماضي في “تورنتو ستار” الكندية، مستهجنة تصريحات “غالاوي” و“موسكو” كونها تفيد الإسلاميين المتشددين الذين لا يريدون سوى عزل الولايات المتحدة عن أصدقائها في العالم المتحضر، خاصة بريطانيا. وفي حال تحققت هذه العزلة سيكون من الصعب جداً على أميركا مواصلة حربها الحالية ضد الإرهاب. الكاتبة نددت بخطف واغتيال الدكتور إيهاب الشريف السفير المصري في العراق على يد جماعة تنتمي إلى تنظيم “القاعدة”، واستغربت من الحجة التي استخدمتها هذه الجماعة الإرهابية لتبرير قتله وهي “أنه يمثل دولة متحالفة مع اليهود والنصارى”. “روندي”، وهي صُحفية كندية، ترى أن منفذي هكذا عمليات يريدون إعادة العالم إلى القرن السابع الميلادي، ويسعون إلى قتل كل من يرفض الإذعان لمطالبهم. وحسب الكاتبة، على الرغم من أن هناك أخطاء تم ارتكابها في الحرب على الإرهاب، فإن هذه الحرب تجاوزت عنصرين محوريين على طريق النصر، وهما التخلص من العناصر المتطرفة التي يستحيل إصلاحها، ومحاولة دفع الآخرين نحو الحضارة والتمدن. وضمن هذا الإطار جاء غزو العراق ليمنح العراقيين خيار تدشين أول دولة عربية إسلامية لا يحكمها رجال دين أو قادة مستبدون. وحول الموضوع ذاته نشرت “ذي أستراليان” الأسترالية يوم السبت الماضي مقالاً للمحلل السياسي الأسترالي “بول كيلي”، عدد خلاله الأهداف الجيوسياسية لمن أسماهم “جهاديين”، والتي تشمل: الإطاحة بالحكومات المعتدلة في العالم الإسلامي، وإزالة دولة إسرائيل، والتخلص من النفوذ الأميركي في منطقتي الخليج والشرق الأوسط، وتدمير الغرب.

سيئول وتفجيرات لندن

في افتتاحيتها ليوم السبت الماضي علقت “كوريا هيرالد” الكورية الجنوبية على تفجيرات لندن، قائلة: إن أحداث لندن لفتت انتباه حكومة كوريا الجنوبية لمسألتين: أولاهما، أن بريطانيا التي تعرضت لهجوم إرهابي بربري، هي حليف للولايات المتحدة، ولديها قوات في العراق. وإذا كانت سيئول لن تتلقى تهديدات مماثلة، كتلك التي تلقتها بلدان أوروبية كالدنمارك وإيطاليا، فإن على كوريا الجنوبية الاستعداد لتلقي التهديدات ذاتها، لا سيما وأن لدى الكوريين ثالث أكبر قوة مسلحة في العراق. المسألة الثانية تكمن في ضرورة أن تكون سيئول يقظة جداً لمواجهة الإرهاب، خاصة وأنها ستستضيف في نوفمبر المقبل القمة السنوية لتجمع "إيبك" منتدى آسيا والباسيفيك، وحسناً فعلت كوريا الجنوبية بمشاركتها مع اليابان في إجراء مناورات بحرية للتدريب على مواجهة هجمات إرهابية تأتي من البحر.

“كيف نساعد أفريقيا؟”

هكذا عنونت “ذي تشينا بوست” التايوانية افتتاحيتها يوم الأحد الماضي، لتلفت الانتباه إلى معلومة طريفة نسبتها إلى معهد “هدسون”، الكائن في العاصمة الأميركية، والمعني بقضايا الأمن والتنمية، مفاد هذه المعلومة أن القارة السمراء تلقت منذ عام 1979 وإلى الآن معونات قدرها220 مليار دولار أميركي، وهو المبلغ ذاته الذي تلقته الصين في صورة استثمارات خارجية مباشرة طوال الستة والعشرين عاماً الماضية. والأمر لا يتوقف عند المعونات الحكومية، بل تحصل أفريقيا على معونات خاصة يقدمها أثرياء العالم، وضمن هذا الإطار يقدم بيل غيتس معونات سخية لهذه القارة، ووصل إجمالي المعونات الحكومية والخاصة التي حصلت عليها أفريقيا خلال العقود الثلاثة الماضية إلى أكثر من تريليون دولار أميركي. وعلى الرغم من هذه الأموال الضخمة لا يزال الأفارقة يعانون من الفقر، في حين انتشلت الصين، خلال الفترة ذاتها، 300 مليون شخص من وطأة الفقر. الصحيفة ترى أن المال وحده لن ينقذ القارة السمراء من فقرها، فالمعونات تصل في النهاية إلى جيوب ساستها وحكامها الفاسدين، الذين يستخدمون الأموال لتعزيز سلطتهم فقط.

10 سنوات على مجزرة سريبرينيتشا

يوم السبت الماضي، وفي باب الرأي بصحيفة “إنترناشونال هيرالد تريبيون”، استبق “إليكساندر إيفانكو” ذكرى مرور عشر سنوات على مجازر سريبرينيتشا والتي وافقت يوم أمس الاثنين بمقال رأى خلاله أن ثمة درساً يتعين تعلمه من هذه المجزرة البشعة التي ارتكبها صرب البوسنة، وأودت بحياة آلاف المسلمين، وهو أنه لا يوجد سقف زمني لبقاء قوات حفظ السلام في مناطق النزاعات، وذلك كي تتمكن هذه القوات من الفصل بين الأطراف المتناحرة وتوصيل المساعدات الإنسانية وإقامة مناطق آمنة وتنظيم عملية تبادل الأسرى وتسليم جثث الضحايا، لكن هذه المهام المتعددة، في ظل موارد محدودة للأمم المتحدة، لن يكون فشل المنظمة الدولية في الحيلولة دون وقوع هذه المجزرة مدعاة للاستغراب. الكاتب وهو صحفي روسي عمل متحدثاً باسم الأمم المتحدة في سراييفو إبان سقوط سريبرينتشا في يد الصرب عام 1995، طالب بتشكيل مركز أممي لمنع نشوب النزاعات، بحيث يستغل الإمكانات الاستخباراتية والتحليلية والعملياتية الموجودة لدى المنظمة الدولية. وطالب أيضاً بتعزيز قوات حفظ السلام بإمكانات أكبر من الموجودة لديها حالياً، كي تكون قادرة على إلقاء القبض على المتورطين في جرائم الحرب وتسليمهم إلى محكمة لاهاي، خاصة وأنه من غير المعقول أن تفشل آلاف من قوات “الناتو” المتمركزة داخل البلقان في تحديد موقع بعض هؤلاء المتهمين الذين أصبحت وجوههم مألوفة على الصعيد العالمي!.

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)