انتقد المعلق عكيفا الدار في“هآرتس” ربط رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بين تصاعد الارهاب الاسلامي ضد الغرب ومشكلة الشرق الاوسط. وكتب أمس: اثبتت ردود رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير صوابية هواجس أرييل شارون الذي طلب من وزرائه الاكتفاء بالتعبير عن حزنهم واسفهم وتمنياتهم بالشفاء للمصابين بالهجمات في انكلترا. فالاقتراحات العامة لوزير المال بنيامين نتنياهو والوعظ الاخلاقي لوزير الخارجية سيلفان شالوم لم يؤثرا في بلير. ففي المقابلة التي ادلى بها بلير الى الـ“بي بي سي”. لم تعد اسرائيل شريكة في المصير عينه، وانما باتت شريكة في التهمة،فقد اعلن ان معالجة الارهاب لا يمكن ان تقتصر على خطوات أمنية، وجعل موضوع السلام في الشرق الاوسط يحتل المرتبة الثانية على قائمة الاسباب العميقة للإرهاب الذي يجب اقتلاعه من جذوره.

في “10 داونينغ ستريت”، الارهاب يبدو مختلفاً، والسياسي مثل كل انسان يصبح اكثر قرباً الى نفسه. قبل سنة عندما قام شارون بزيارة الى لندن، استمع بلير اليه يقول ان القضاء على التنظيمات الارهابية وطرد ياسر عرفات شرط اي تقدم على المسار السياسي. حينها لم يعبأ بلير بمعالجة النزاع في الشرق الاوسط ولا بمشكلة جدار الفصل ولا المواقع الاستيطانية غير القانونية، فلقد كان كل اهتمامه موجهاً الى الهجمات على جنوده في العراق والى الانتقادات الموجهة له لأنه ترك جنوده يواجهون حرباً ليست حربهم...

في نهاية عام 2004 وقف بلير في البيت الابيض وهز برأسه عندما سمع تصريحات اخرى غامضة من شريكه في الحرب جورج بوش بشأن الاستعداد للتعاون مع زعامة فلسطينية تلتزم الحرب على الارهاب والإصلاحات الديموقراطية. عاد بلير الى لندن من دون الحصول على موافقة بوش لعقد مؤتمر دولي للسلام، واضطر الزعيم البريطاني، الذي أجبر على ابتلاع العديد من الاهانات بسبب تأييده حرب الولايات المتحدة المثيرة للخلاف على العراق، الى ابتلاع اقتراحه تسمية موفد رئاسي خاص رفيع المستوى من اجل دفع خريطة الطريق. ابتلع وصمت. قبل ستة اشهر، ولدى زيارة بلير للقدس، لم يكن شارون في حاجة الى اقناع ضيفه بأن معالجة موضوع الارهاب تأتي قبل حل النزاع. واعلن بلير في مؤتمر صحافي صعوبة قيام مفاوضات سلام ناجحة من دون وضع حد للإرهاب. وجاء في تقارير صحافية ان بلير كان أكثر وضوحاً في المجالس المغلقة. فقد اكد للفلسطينيين انهم اذا لم يضعوا حداً للإرهاب عليهم ان ينسوا المساعدة والدعم السياسي. وأبو مازن الذي كان يقوم بخطواته الاولى في المقاطعة خلع قفازيه ودان العنف في الانتفاضة. بلير مثله مثل كل زعماء أوروبا من مناصري خريطة الطريق، التزم الخط الذي رسمه بوش: ضرورة التزام الهدوء لإتمام خطة فك الارتباط. هيهات ان تشكل هجمات السابع من تموز نهاية الحادي عشر من ايلول بحيث تبدأ المعركة الصحيحة ضد الارهاب.

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)