أكدت مصادر سورية مطلعة ان هناك نوعا من الاستقرار في أداء الحكومة الحالية برئاسة ناجي عطري‚ الأمر الذي قد يؤخر الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة وفق التسريبات والتكهنات التي راجت بعد انعقاد المؤتمر القُطري العاشر لحزب البعث الحاكم‚ مشيرة إلى ان مسألة التغيير الحكومي في سوريا ليست مرتبطة بأشخاص أو مناسبات محدودة بل هي على صلة بالتطورات والظروف التي تمر بها البلاد والمنطقة.

وأوضحت هذه المصادر ان الحكومة الحالية تقوم بإعداد وبلورة الخطة الخمسية العاشرة التي تشكل نقلة نوعية في أداء ومستقبل الاقتصاد السوري وذلك في ضوء العديد من التوجهات الجديدة‚ خاصة ما يتعلق بالأحزاب من اقتصاد السوق مؤكدة أنه لا يمكن التفكير بإحداث أي تغيير وزاري في الوضع الحكومي الراهن قبل الانتهاء من انجاز هذه الخطة ونفت المصادر أنه بموجب القرار أو التوصية التي صدرت عن المؤتمر القُطري العاشر لحزب البعث الحاكم والتي أكدت أنه لا يجوز الجمع بين المنصب الحزبي والمسؤولية الحكومية فإنه يتعين حل وضع عدد من الوزراء الحاليين في الحكومة الراهنة وهم أعضاء في القيادة القُطرية للحزب مشيرة إلى ان هناك ثلاثة وزراء ينطبق عليهم هذا التوصيف وهم وزراء الخارجية والدفاع والمالية‚ لكن نفس المصادر أكدت أنه يمكن استثناء وزير أو أكثر إذا ما اقتضت المصلحة العامة فعل ذلك.

وكان التغيير الوحيد الذي طرأ على حكومة ناجي عطري هو تعيين الدكتور عبدالله دردري نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وهو منصب كان قد غاب عن التشكيل الوزاري الأخير وكان يتم اعتماد ثلاثة نواب لرئيس الوزراء في الحكومات السورية السابقة ويبدو ان هناك اتجاها لزيادة عدد نواب رئيس الحكومة في المرحلة المقبلة من أجل تفعيل الأداء الحكومي نفسه‚ فإلى جانب منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية هناك منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وبالتالي فإنه لابد ان يتم ترميم هذا الموقع في الحكومة المقبلة‚ وأشارت المصادر إلى أنه يتم أيضا استحداث وزارة أو أكثر في التشكيل القادم تنفيذا لتوصيات المؤتمر القُطري العاشر التي دعت إلى زيادة الاهتمام بشؤون الرياضة والشباب والبحث العلمي‚‚ الأدبية والثقافية الهرمة التي اعتادت على انتزاع الجوائز من المهرجانات المحلية والعربية وبدا واضحا ان هذا التطور النوعي هو نوع من المواكبة للشفافية الجديدة التي أخذت تفرض نفسها على كل الأحداث السورية بدءا من السياسة ومرورا بالإعلام وانتهاء حتى بالمسرح ويبدو ان الفترة القادمة ستشهد سلسلة من المدارك الأدبية والثقافية بين الجيل الجديد الذي يرفض كل شيء وبين رموز الحكومة الثقافية والفكرية وهي رموز ما تزال بحاجة إلى نوع من التعريف الجديد.

مصادر
الوطن (قطر)