خلافاً لما نقلته بعض وكالات الانباء في شأن حلحلة في ازمة الشاحنات المتوقفة عند الحدود السورية، اكد شهود عيان ان ما حدث هو مجرد نقل عدد من الآليات الى الحرم الجمركي السوري والسماح لها باجتياز المعبر تسهيلاً لحركة السير. وبدت الازمة مفتوحة خصوصاً ان مسؤولا كبيرا في الجمارك السورية اصر على ان الاسباب “امنية”، مشيرا الى ان تفتيش شاحنة واحدة قد يستغرق عشر ساعات.

وكانت الوكالة الوطنية للأنباء قد ذكرت أمس أن 30 شاحنة وبراداً عبرت الحدود منذ ساعات الصباح الأولى لغاية الثانية عشرة ظهراً، غير أن الوضع على الأرض لم يشهد أي تبدّل يذكر، وما حصل لم يكن أكثر من إجراء لتخفيف زحمة السير تمثل بنقل عدد من الآليات الى الحرم الجمركي السوري، بحسب قول شهود عيان لمراسلي "المستقبل" في المنطقة.

وفي الشمال على معبري العريضة والعبودية، دفع طول الانتظار عدداً من السائقين إلى السعي للحصول على إذن جمركي لإعادة البضائع المحملة الى مصدرها الأول في ظل غياب الحل في الأفق المنظور.

ولاحظ مراسل وكالة “فرانس برس” ان اكثر من 15 شاحنة تحمل لوحات تسجيل من سوريا ولبنان والكويت والإمارات وتنقل بضائع ومواد قابلة للاشتعال عبرت في غضون ساعة المركز الحدودي السوري.
وقال سائق حافلة سوري لوكالة “فرانس برس” طالباً عدم ذكر اسمه ان «الجمارك سواء السورية او اللبنانية تصادر منذ اسبوعين كلّ المواد الاستهلاكية التي في حوزة الركاب».

وأكد رئيس نقابة الشاحنات المبرّدة في لبنان موسى أبو عجوي لـ“المستقبل” أن الوضع ما زال على حاله بالنسبة لعبور البرادات المحمّلة بالخضروات، وأشار الى أن عدداً محدوداً جداً تمكن من العبور خلال الأزمة، وهو الآن موجود في الحرم الجمركي السوري.

وقدّر عجوي عدد البرادات المتوقفة في المصنع بنحو 400 براد، نصفها محمّلة بالخضروات والفواكه، والنصف الآخر ببضائع منقولة من المرافئ اللبنانية، أو منتجة في مصانع محلية.
وقدّر حمولة براد الخضروات بما بين 15 طناً و18 طناً، كلفتها 8 آلاف دولار، فيما تقدّر حمولة براد الفاكهة بنحو 25 طناً كلفتها نحو 12 ألف دولار.

وتظاهر عدد من المزارعين والمصدّرين في ساحة بلدة شتورا بعد أن كان مقرراً أن ينفذوا اعتصاماً أمام السرايا الحكومية في بيروت. واعتبر رئيس تجمع مزارعي الجنوب وضاح فخري أن عدم حل الأزمة سيشكل "ضربة قاضية" للقطاع الزراعي.

ووصف تجمع نواب عكار في بيان أصدره أمس “ما يجري على الحدود اللبنانية السورية” بأنه يتنافى وأسس العلاقة “السليمة” بين البلدين، وشدد على تعزيز “العلاقة على أساس الندية والتوازن” بين سوريا ولبنان.

وقال رئيس وحدة الجمارك في نقطة الجديدة الحدودية السورية عمر شهاب العيسى ان ضباط الجمارك «عثروا الاسبوع الماضي على متفجرات في شاحنة قادمة من لبنان وتلقوا معلومات بأن سيارات ملغومة ربما كانت ايضا في طريقها الى الحدود»، موضحا ان اجراءات التفتيش شدّدت منذ ذلك الحين للشاحنات القادمة من لبنان ما ادى الى بطء حركة العبور بين البلدين. وأشار الى ان تفتيش شاحنة واحدة قد يستغرق ما يصل الى عشر ساعات.

ورأى محلل سوري رفض كشف اسمه ان تشديد اجراءات المراقبة «رد على خروج القوات السورية من لبنان» في نيسان “ابريل” الماضي.
وقال المحلل ان العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين الجارين تشهد بعض الفتور منذ اضطرت دمشق الى سحب قواتها.

لكن العيسى نفى ذلك وقال ان هذا كلام خطأ، داعياً الصحافيين إلى أن ينظروا بأنفسهم الى الساحات حيث تخضع كلّ الشاحنات القادمة للتفتيش ثم يسمح لها بالدخول، مضيفاً «من حقنا اتخاذ اجراءات امنية لحماية بلدنا ومواطنينا وحدودنا. هذا شيء طبيعي».

مصادر
المستقبل (لبنان)