ارتفع عدد قتلى العملية الاستشهادية في نتانيا أول من أمس إلى أربعة “إسرائيليين”، فيما تواصلت الادانات للعملية، التي استغلتها الولايات المتحدة لاتهام إيران وسوريا عبر وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، في حين نددت باريس ولندن ومصر والأمم المتحدة بالعملية.

وأفادت مصادر طبية أن “إسرائيلية” أصيبت بجروح خطرة في العملية الاستشهادية الفلسطينية في نتانيا توفيت أمس، ما يرفع إلى أربعة عدد القتلى بالإضافة إلى منفذ العملية الفلسطيني. وكانت هذه المرأة أدخلت إلى المستشفى في حال الخطر، بحسب هذه المصادر. وافادت حصيلة سابقة عن مقتل ثلاث “إسرائيليات” وإصابة نحو أربعين من المارة بجروح.

إلى ذلك، اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ان العملية الاستشهادية التي نفذت في نتانيا موجهة “ضد الشعب “الإسرائيلي”” و”ضد تطلعات الشعب الفلسطيني”، وقالت إن “القيادة الفلسطينية كانت واضحة في إدانة الهجوم وعلينا الآن ان نرى أفعالا تتضمن رسالة مفادها بأنه لن يتم التسامح مع “الارهاب””.

وقالت رايس في بيان “من المهم أن توقف الحكومة السورية دعمها للمنظمات “الإرهابية” لا سيما تلك التي تملك مقار في دمشق مثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية”، وأضافت “على سوريا ان تمنع على الفور الناشطين المتمردين من استخدام أراضيها وان تضع حدا للنشاطات التي تسيء إلى تطلعات اللبنانيين والعراقيين والفلسطينيين”.

إلا أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد وجه الاتهام نحو إيران، وقال إن “ايران يمكن أن تكون وراء العملية الاستشهادية في “إسرائيل””، وأضاف “لا أريد أن أوحي بأني اعرف شيئا عن اعتداء اليوم، لكن من الواضح انه واحد من الأهداف المستمرة والمعلنة لإيران بإلحاق الأذى ب”إسرائيل””.

وأضاف “نعرف ان ايران مدرجة في اللائحة الإرهابية. ونعرف ان ايران تساعد “حزب الله” ومنظمات أخرى وتنقل معدات وأشخاصا عبر دمشق إلى بيروت ومنها إلى أماكن حيث يستطيعون مهاجمة “إسرائيل” منذ سنوات”. من جانبها، انتقدت إيران تصريحات رامسفيلد، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا اصفي “إن تصريحات رامسفيلد تهدف إلى محاولة التغطية على فشل الولايات المتحدة في المنطقة”. والقى اصفي باللوم على “تصرفات الولايات المتحدة الخرقاء في حربها على الارهاب” التي لم تتسبب سوى في “الهجوم على الأبرياء وقتلهم”، وأضاف “ان القادة الأمريكيين يرون العالم بعيون “إسرائيلية” ولا يمكنهم ان يحللوا الوضع العالمي بشكل صحيح. يجب أن نبحث عن مركز الإرهاب في قلب النظام الصهيوني”.

وفي القاهرة، دان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط تفجير نتانيا، ودعا “إسرائيل” إلى “ضبط النفس”. وقال انه يطالب “إسرائيل” بضبط النفس وعدم إعطاء الفرصة للمتطرفين على الجانبين لتقويض الجهود الحالية لوضع أسس استئناف عملية السلام”. ودعا ابو الغيط “الطرفين الفلسطيني و”الإسرائيلي” إلى العمل سويا على تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ وانجاح خطة الانسحاب من قطاع غزة ومستوطنات شمال الضفة الغربية”.

وفي لندن، دانت الرئاسة البريطانية للاتحاد الأوروبي العملية الفلسطينية، واعتبرتها عملا من شأنه ان “ينسف عملية السلام”. وصرح وزير الخارجية جاك سترو في بيان ان “هذه الهجمات تستهدف المدنيين الأبرياء وتستهدف نسف عملية السلام”.

وفي باريس، دانت فرنسا “بأقسى العبارات” عملية نتانيا ودعت السلطة الفلسطينية “إلى بذل كل ما في وسعها لوقف هذه الأعمال الإجرامية التي لا يمكن ان يبررها سبب من الاسباب”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان-باتيست ماتي إن “فرنسا تدعو الاطراف إلى ضبط النفس وإلى احترام الهدنة”.

وفي نيويورك، دان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان العملية الاستشهادية، معتبرا أن “لا شيء يبرر الإرهاب”. وقال المتحدث باسم انان، ستيفان دوجاريك في بيان إن “الامين العام يدين بشدة الهجوم في “إسرائيل””، وأضاف ان انان “ما زال مقتنعا بأن لا شيء يبرر الارهاب”، وأوضح “اليوم، وفي الأيام المقبلة، من المهم اتخاذ التدابير كافة، حتى لا تتكرر هذه الهجمات، والحفاظ على استمرار ضبط النفس المثير للإعجاب حتى لا تتصاعد موجة العنف”.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)