سياسة “بلير”سبب في تفجيرات لندن... ودعوة لتفعيل قوانين الإقامة

موضوع التفجيرات التي تعرضت لها لندن كان العنوان الرئيسي لكافة الصحف البريطانية على مدار الأسبوع الحالي، حيث تعليقات عديدة على أسباب وقوع هذا العمل الإرهابي وكيفية محاربة الإرهاب بشكل عام. إضافة لذلك تحدثت الصحف البريطانية عن الذكرى العاشرة لمجزرة “سيربرنيتسا” البوسنية.

الحل المحلي للإرهاب

اعتبر الكاتب “سايمون جينكنز” في صحيفة “صنداي تايمز” أن الإرهاب الذي تعرضت له لندن الخميس الماضي كان نتيجة حتمية لسياسة بريطانيا في أفغانستان والعراق.

وقال الكاتب «إن بريطانيا اشتركت إلى جانب الولايات المتحدة في حرب طاحنة في أفغانستان، ثم خرجت منها بكم كبير من العداء لها في العالم الإسلامي. ومن بعد أفغانستان دخلت بريطانيا في حرب العراق مع الولايات المتحدة، وهي حرب بنيت على أسس غير سليمة، وقادت بريطانيا لمزيد من العداء بينها وبين المسلمين في العالم، كانت نتيجته واضحة في لندن الخميس الماضي».

الكاتب دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى عدم الخوض مجدداً في معاداة المسلمين، مبدياً خشيته من أن تكون الهجمات التي تعرضت لها لندن مدعاة لحرب جديدة ضد دولة أخرى في العالم، كما حصل في أفغانستان بعد 11 سبتمبر 2001، وكما حدث في العراق بعدها مباشرة.

ويرى الكاتب أن خطأ كبيراً سيرتكبه توني بلير إذا ما أقدم على عمل مثل هذا، لأن الجميع يعلم بأن هجمات لندن كان يمكن تفاديها محلياً, لو أن بريطانيا لم تخض فيما خاضت فيه من محاربة للإرهاب خارج أراضيها في صورة الحرب على أفغانستان وكذلك الحرب على العراق. الكاتب يرى أن الإرهاب ما كان يجب أن يعالج بالحرب وقتل الأبرياء من المسلمين في أفغانستان والعراق، وأن هناك طرائق أكثر نجاعة من خوض الحروب، يمكن أن تخلص العالم من الإرهاب وتحمي شعوبها من التعرض لويلاته وكوارثه.

رؤيـة مغايـرة

صحيفة “صنداي تلجراف” قدمت في افتتاحيتها رؤية مغايرة لرؤية الكاتب “سايمون جينكنز” في “صنداي تايمز”. فقد اعتبرت الصحيفة أن النظر إلى هجمات لندن على أنها نتيجة حتمية لما قامت به بريطانيا في العراق أمر مبالغ به، إن لم يكن خطأ بحد ذاته.

وانتقدت الصحيفة تصريحات بهذا الصدد صدرت عن النائب البريطاني جورج جالاوي، وقالت إن الإرهاب كان سيضرب بريطانيا بأي شكل من الأشكال دون الرجوع لسبب معين أو حادثة محددة.

الصحيفة ناقشت الادعاءات الكثيرة التي خرجت من أفواه مسؤولين بريطانيين وأوروبيين حول أسباب القيام بمثل هذه الأعمال الإرهابية ضد دول العالم المتقدم. ورأت أن إلقاء التهم على الفقر والتخلف ليس سبباً رئيسياً بحد ذاته، وأن سبب الإرهاب غير معروف تماماً، ولن تكون هناك سياسة حكومية معينة للحد من الإرهاب في أي دولة من العالم.

إلى ذلك تستبعد الصحيفة أن تكون المشاركة البريطانية في الحرب على العراق سبباً أيضاً في تعرض لندن لهجمات الخميس الماضي. معتبرة أن استخدام الدوافع الدينية باسم الإسلام في مثل هذه الحالات أمر مفسد وليس له صلة بالإسلام الحقيقي الذي يعرفه العالم المتحضر.

وطالبت الصحيفة الحكومة البريطانية بالإسراع في تطبيق القوانين التي تحد من تواجد مقيمين غير شرعيين في بريطانيا كإجراء احترازي ضد الوقوع في فخ إرهابيين قدموا للقيام بأعمال إرهابية وتخريبية يندم عليها الجميع في المستقبل.

وطرحت الصحيفة نموذج “كامل بورجاس”الذي وجدت الشرطة في منزله سم “الريسين” قبل شهرين تقريباً، وكان مقيماً في لندن بصورة غير شرعية، حيث قام هذا الرجل بقتل شرطي والتخطيط لهجوم بسم “الريسين” على أهداف مدنية في لندن.

خوف على الحياة البريطانية

أعربت صحيفة “الأوبزيرفر” عن تخوفها من أن تؤثر الهجمات التي تعرضت لها العاصمة البريطانية على طبيعة التنوع الرائع في ثقافات وأجناس سكان بريطانيا، وخاصة لندن، الذين قدموا من كل مكان في العالم ليشهدوا حياة الحرية والبساطة، وليعملوا بأمل الحصول على ما يعيلهم ويعيل أبناءهم بعد أن ضاقت الأرض بهم.

الصحيفة رأت أن الهجمات يمكن أن تثير الخوف على مستقبل لندن، التي عرفت طوال الزمن بتسامحها الديني والإنساني، إذا ما كثر الحديث عن موضوع الهجرة وخطورتها على بريطانيا بسبب وقوع هجمات الخميس الماضي. وتعتقد الصحيفة أن لندن لا يمكن أن تبقى على طبيعتها إلا إذا استمر التعدد الثقافي والديني فيها بسلام. وهي تحذر من الجماعات المتعصبة التي قد تسيء لطبيعة الإنسان البريطاني الذي ينبذ التعصب بأي شكل من أشكاله. وتدعو الناس للنظر إلى المسلمين في لندن بعيداً عن العصبية والعنصرية الدينية والاجتماعية، لأن هؤلاء المسلمين لا يملكون مكاناً آخر للعيش بعد أن جاؤوا إلى بريطانيا واستقروا فيها بمعزل عن العنف والاضطهاد الذي كانوا يعانونه في بلدانهم.

ذكرى سيربرنيتسا

تحدثت صحيفة “الإندبندنت” يوم الثلاثاء الماضي عن الذكرى العاشرة لمجزرة سيربرنيتسا البوسنية، وكيف هو الحال اليوم في تلك البلدة بعد مرور هذه السنين.

الصحيفة رأت أن أهل سيربرنيتسا لا يمكن أن ينسوا ضحاياهم وتلك المجزرة التي ارتكبها الصرب بحقهم، وهم في هذا الأسبوع قاموا بدفن 614 جثة وجدت في مقبرة جماعية إثر حدوث مجزرة سيربرنيتسا التي راح ضحيتها حوالى 8آلاف رجل وصبي. وبين مراسل الصحيفة في البوسنة أن حوالى خمسين ألف شخص من أهالي المدينة سيحضرون مراسم التشييع، إضافة إلى عدد كبير من الزوار الذين قدموا للمشاركة في فعاليات كبيرة أقيمت خصيصاً لإحياء هذه الذكرى.

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)