بعد الاختراقات الاولى التي حققتها السلطات البريطانية بتعرفها على منفذي تفجيرات قطارات مترو الانفاق والاوتوبيس التـــــــــي أوقـــعت 54 قتـــيلاً علــــى الاقــل و700 جريح في لندن في السابع من تموز، توسّع التحقيق في هذه الهجمات في أكثر من اتجاه، فاعتقلت السلطات المصرية الكيميائي المصري مجدي النشار الذي اشتبه في أنه صنع القنابل التي استخدمت في الاعتداءات، بعدما عثرت اسكوتلنديارد في منزل كان استأجره في ليدز بشمال بريطانيا على متفجرات يدوية الصنع، واحتجزت قوى الامن الباكستانية أربعة مشتبه فيهم في مدينة فيصل أباد بوسط البلاد.

وأفاد مصدر في وزارة الداخلية في القاهرة أن مجدي محمود مصطفى النشار “33 سنة” «يستجوب حالياً في شأن ضلوعه المفترض في تفجيرات لندن وهو نفى أي علاقة له بهذه التفجيرات». ونقل عنه «أنه ذهب الى بريطانيا للدراسة في جامعة ليدز وانه اقام في هذا البلد منذ عام 2000 حتى الان للحصول على اجازة الدكتوراه التي حصل عليها في وقت سابق من هذه السنة». وأضاف أنه عاد الى مصر ليمضي اجازة شهر ونصف شهر على أن يعود بعدها الى بريطانيا لمتابعة تحصيله العلمي، وهو ترك كل أغراضه الشخصية في شقته في ليدز.

وكانت مصادر رسمية مصرية أعلنت في وقت سابق أن مجدي النشار اعتقل في القاهرة “قبل أيام” وهو قيد الاستجواب حالياً.

وفي اسلام أباد، تسعى السلطات الى الحصول على معلومات عن البريطاني الباكستاني الاصل شهزاد تنوير “22 سنة” الذي يشتبه في أنه احد منفذي الهجمات، ويعتقد انه التحق بمدرسة دينية في باكستان العام الماضي.

وقال مسؤول أمني باكستاني بارز طلب عدم ذكر اسمه: «قدمت لنا “الشرطة البريطانية” أسماء اشخاص معينين للحصول على معلومات عنهم عقب تفجيرات لندن، ونحن نجري التحريات اللازمة».

وكان قائد الشرطة البريطانية السير ايان بلير أكد وجود علاقات بين منفذي اعتداءات لندن واطراف في« باكستان ودول اخرى ايضا»، رفض ذكر اي منها.

وقالت السلطات الباكستانية انها تحقق في ما اذا كان لتنوير اي علاقة مع جماعات محلية مسلحة مثل جماعة "جيش محمد" او “عسكر طيبة” اللتين تقاتلان القوات الهندية في اقليم كشمير المقسم بين الهند وباكستان واللتين لهما صلات بتنظيم "القاعدة".

وترتبط جماعة “جيش محمد” بمدرسة دينية تسمى “جمعية منظور الاسلامية” في مدينة لاهور بشرق باكستان. وقد نفت هذه المدرسة تقارير الصحف البريطانية عن ان تنوير درس فيها.

كما نفت جماعة “عسكر طيبة” أن يكون تنوير زار احد معسكراتها في موريدكي قرب لاهور.

وأبلغ وزير التعليم الباكستاني جواد أشرف الى هيئة الاذاعة البريطانية انه «على حد علمنا» لم يجر أي تدريب عسكري في شبكة المدارس المؤلفة من نحو عشرة آلاف مدرسة يتعلم فيها نحو 1,5 مليون طالب.

وأجرى الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف اتصالاً هاتفيا مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، وأوردت وكالة “أسوشييتد برس أوف باكستان” انه أكد له "أن باكستان ستقدم دعمها ومساعدتها الكاملين للتحقيقات في الاعمال الارهابية التي وقعت في لندن في السابع من تموز ".

الى ذلك، قال محققون باكستانيون انهم يحققون مع رجل بريطاني اعتقل في باكستان في ايار الماضي ويشتبه في علاقته باعتداءات السابع من تموز في لندن.

وكان زيشان صديق “25 سنة” اعتقل في 18 أيار قرب بيشاور بعدما تسلل الى باكستان بوثائق هوية مزورة وهو يحتجز في السجن المركزي بالمدينة.

وفي بريطانيا، وسعت الشرطة البريطانية تحقيقها في التفجيرات ليشمل مكتبة اسلامية في مدينة ليدز بشمال بريطانيا.

ودهم رجال الشرطة مركز “اقرأ” التعليمي في منطقة بيستون في ليدز، وأغلقته قرابة الظهر بالتوقيت المحلي . ويقع المركز في شارع بود قرب منزل شهزاد تنوير.وتقول اللافتة المعلقة على بابه انه يوفر الكتب الاسلامية، اضافة الى تقديم الخدمات الاعلامية والنشاطات الشبابية ورعاية الايتام واقامة الندوات والمحاضرات.

وكانت الشرطة دهمت ستة مواقع في مدينة ليدز في وست يوركشير الثلثاء، في اطار تعقبها للرؤوس المدبرة لاسوأ هجمات تشهدها العاصمة البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية.

كذلك، أجرت الشرطة عملية تفتيش في منزل في ايلزبري شمال غرب لندن يعتقد ان احد منفذي الهجمات كان يقطن فيه.

وكان رئيس الشرطة البريطانية وصف الرجال الاربعة الذين ينتمي ثلاثة منهم الى الجالية الباكستانية في ليدز في غرب يوركشير بانهم «اربعة جنود صف». وقال «اننا نبحث عمن شجعهم ودربهم وعن المتخصص في المتفجرات والممول».واعترف ضمناً بان المتفجرات التي عثر عليها في منزل أحد الارهابيين في ليدز كانت من صنع يدوي.

و بثت هيئة الاذاعة البريطانية أن المتفجرات التي عثر عليها في ليدز صنعت انطلاقا من مادة يطلق عليها اسم “تي اي تي بي” وهي سريعة التبخر، وهذا ما يبرر قرار سلطات ليدز اغلاق كل الحي الذي يقع فيه المنزل في ليدز ومنع التحليق فوقه.

وأكد أيضاً معلومات أوردتها “البي بي سي” مفادها أن رجلا «ادرج اسمه على لائحة اشخاص خطيرين» تمكن من دخول بريطانيا قبل اسبوعين من حصول الاعتداءات من احد الموانئ «لكنه لم يخضع للمراقبة، لان اسمه لم يكن مدرجا على مستوى عال في هذه اللائحة». لكنه شدد على أن «لا شيء في الوقت الراهن يربط هذا الرجل باعتداءات لندن».

وكانت الصحف البريطانية اجمعت تقريباً على وصف هذا الرجل الذي يبدو انه بريطاني ذو اصل باكستاني بـ“العقل المدبر” للاعتداءات.

وقال النائب البريطاني جون تريكيت إن أحد المشتبه فيهم زار المجلس البريطاني قبل سنة. وأوضح ان محمد صديقي خان “30 سنة” زار مجلس العموم بصفته مساعد مدرس لاطفال المهاجرين في احدى مدارس مدينة ليدز في شمال انكلترا. وأضاف: «صدمت عندما علمت ان شخصاً تربى في حي بيستون الذي كنت اعيش فيه والذي مثلته في مجلس مدينة ليدز طوال 12 سنة كان احد المسؤولين عن تفجيرات لندن. ما يبعث على الصدمة ان يكتشف المرء أن شخصا كان يبدي اهتماما شديدا بالاطفال في ذلك الوقت يمكنه أن يقضي على حياة آخرين بهذا الشكل الوحشي بعد ذلك بسنة».

مصادر
النهار (لبنان)