ماذا يستطيع الغرب ان يفعل؟ هناك لائحة اساسية وغير طويلة: اولا، ان يشعر الاميركيون والعرب والمسلمون والعالم، ان السياسة الاميركية لا ترسم في اسرائيل. وان يعرف جورج بوش انه عندما يسمي ارييل شارون «رجل السلام» فهو يهين مشاعر 8 ملايين فلسطيني و300 مليون عربي ومليار و200 مليون مسلم.

وان يدرك اصحاب القرار الفكري والعسكري والاقتصادي في اميركا، ان افكار رجال مثل ريتشارد بيرل وبول وولفوتز تقودهم فقط الى الجحيم والى الخسارة والى الانهيار وترتب عليهم الهزائم والديون والكوارث والنعوش الملفوفة بالعلم الاميركي.

لقد ولّى زمن الامبراطوريات العسكرية. الاسرائيليون هزموا بالحجارة. وافغانستان لا يمكن ان تضبط خارج كابل بعد الف عام. والعراق مقبرة يومية مفتوحة للجميع. وسعر النفط قد يعطِّل حركة الغرب. لهذا السبب على اميركا ان تبحث عن سبل اخرى. ان تقدم للمسلمين المعتدلين الحقوق التي تبدد ذرائع التطرف. ان تفرض حلاً في فلسطين لا «خريطة طريق». حل يشمل القدس والا فلا حلَّ. ان تبحث عن مخرج وحل في العراق، قبل ان يفوت الاوان على الجميع. ان تغادر افغانستان. ان تضحي بعشرة عساكر او عشرين لاعتقال الجزارين ميلاديتش وكاراديتش بطلي مذبحة سيربينتسا التي مضى عليها عشر سنوات. ان تضع «مشروع مارشال» دوليا لرفع شيء من التعاسة اللاحقة بالفلسطينيين منذ أكثر من نصف قرن.

نعتذر. لكن ليس من حلول اخرى. من هنا والى الابد. لا الاساطيل ولا طائرات «الستيلث» ولا شيء. ان اميركا تنتبه الى انها تخوض حربا واحدة في العالم، هي الحرب في ديار العرب والمسلمين. ولذلك اصبح 11 سبتمبر متنقلا من نيويورك الى مدريد الى لندن. يجب ان تبدو اميركا ولو مرة في صورة الصديق والحليف والشريك الذي يعتمد على النفط العربي كاعتماده على الخبز. وبدل ان تبشر بالديموقراطية يجب ان تصَّر على دولة القانون وحقوق الانسان والسجون المفتوحة. بدءا طبعا باسرائيل.

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)