لم يكن “ تونى بلير ” يد افع عن اجهزة مخابراته عندما قال :« يستحيل إيقاف او معرفة هذه الاعمال الارهابية قبل حدوثها او منع حدوثها» وماكان يسّتر عليها او يرافع عن تقصيرها .

وما ال –MI5 - وال -M16 - بإجهزة امن عادية . مع كل جبروتها وقدرتها العالمية لم تتمكن من إيقاف عمليات إرهابية اتت على حياة العشرات واصابت المئات وهزت الملا ييين .

لم يقل السيد بلير عبارة ادق من هذه العبارة لتوصيف ما حدث . لم يكن السيد بلير الوحيد الذى يرفض الا شارة إلى اى تقصير او تآ مر لا جهزة الامن البريطانية ؛ و ما سمع احد احدا يشير بإصبع الاتهام إلى اى جهاز امن بريطانى او غير بريطانى كمتآ مر او لا مسؤول او مقصر ..

وفى امريكا وقعت اعمال ارهابية قبل “ 11 ايلول ” ولم يسمع العالم احدا يشير بأصبع الاتهام إلى تقصير او تآمر اجهزة امنية .

لم يبق مكان فى عالمنا إلا وامتدت يد الارهاب إليه ؛ ونادرا ما نسمع اتهامات توجه إلى اجهزة الامن فى ذلك المكان على انها مقصرة او مطابقة او متآ مرة.

حتى اسرائيل التى تتباهى بندرة اجهزتها الا منية تقف عاجزة عن وقف او إبطال اعمال تفجير او غير ذلك . وما سمع احد يوما ان اجهزة اسرائيل الا منية مقصرة او متآ مرة او غير ذلك ،

فى لبنان فقط المجرمون والمقصرون والمتآ مرون واضحون . مرتكبو جرائم اغتيال الحريرى وحاوى والقصير والمقصرون والمتآ مرون وحدهم المعروفون انهم «الامن السورى واللبنانى» ! هؤلا فقط كان بإ مكانهم الحؤول دون وقوع الجرائم بحق الضحايا فى لبنان !.

الامن السورى والامن اللبنانى فقط كان بإ مكانهم وقف المجرمين“إن لم يكونوا هم من ارتكب تلك الاعمال الارهابية”. أي قوة إذن يمتلكها هذا الامن السورى وهذا الامن اللبنانى ؟ !

هل يمكن القول الآن بإن سورية ولبنان تفوقتا على بريطانيا وامريكا واسرائيل وروسيا وغيرها من الدول التى تقع فيها جرائم إرهابية ؟!.

لماذا ترسل الكثير من الدول رجال امنها إلى بريطانيا وامريكا وغيرها لدورات فى المسائل الامنية ولا ترسلهم إلى سورية ولبنان ؟!

جرائم قتل الحريرى وحاوى والقصير تشبه تماما الجرائم الارهابية فى لندن ونيويورك وغيرهما وكلها جرائم سياسية بامتياز .

وإن كان من المستحيل إيقاف الاعمال الا رهابية فى لندن وغيرها منطقيا وبالقياس ذاته كان يستحيل إيقاف الجرائم فى بيروت قبل ان تحدث .

وإ ن عجز اقوى جهاز امن عالمى عن معرفة ما سيحدث ، لا منطق يمكن ان يتصور ان توقف اجهزة امن‘ ليست بتلك القدرات‘ جرائم حدثت فى بيروت .

هذه ليست مرافعة عن الامن ؛ إنها مرافعة عن العقول البشرية التى استخف الكثيرون بها واستباحوها .

قتل الحريرى جريمة سياسية بإ متياز ، وقتل المسافرين فى انفاق لندن وباصاتها جريمة سياسية بامتياز ايضا هناك فروقات بالمقامات لا شك ؛ ولكن التشابه بين رسائل المجرمين كبير .

هز لندن لا يقل اطلاقا عن هز لبنان والشرق الاوسط . هنا لا احد يشير إ لا إ لى القاعدة ويقول انه من المستحيل منع وقوع عمل اجرامى كهذا؛ وهناك تشهر اصابع الا تهام باتجاه جهة محددة لإنجاز اهداف سيا سية بامتياز .

هل يمتلك هؤلاء الذين يسهل عليهم رشق الاتهامات باهداف سيا سية ؛ الجراة الا خلا قية للقول ان جرائم الارهاب التى استهدفت الحريرى وحاوى وغيرهما كا ن يصعب إيقافها او التنبؤ بها من قبل اى مخابرات او اجهزة امن فى العالم - حتى الامن السورى او اللبنانى العملا قان ؟ !

لما ذا سيا سيو امريكا وبريطانيا واسرائيل ملائكة وامنهم انسانى وغير متآ مر ومنطقى وحنون ونقى وذكى ولا يطلب او يتوقع منه المستحيل ؛ وسيا سيو وأمن دول بعينها يفتقدون لهذه المواصفات النبيلة ؟!

كملايين ابناء هذا الكوكب لست مغرما بالمخابرات ؛ وقد ارافع عن ذئب بار تياح ،ولكن سارافع عنهم عندما يكون الا ستهداف ليس لهم او لشخصهم بل لبلد واهله، لانهم لا يسيرون كما ترسم او تريد لهم امريكا وغيرها

شكرا للسيد تونى بلير على شفافيته وجرأته ؛ وكم اتمنى ان تسحب المعايير التى يستخدمها على كل الحالات