دخلت أزمة الحدود بين سوريا ولبنان منعطفا جديدا مع زيارة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لدمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد، فيما اتصل الرئيس المصري محمد حسني مبارك هاتفيا بالاسد وأوضحت مصادر مصرية في دمشق ان الاتصال تناول جملة مواضيع منها الموضوع السوري اللبناني.

وبعد محادثات مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، صرح موسى ردا على سؤال عما اذا كان تناول خلال محادثاته مع الاسد موضوع الشاحنات على الحدود السورية – اللبنانية: «تم التطرق الى هذا الموضوع من منطلق الاهتمام المشترك لبنانيا وسوريا بعلاقة قوية وبناءة، ومن الطبيعي ان تكون هناك علاقة متينة بين سوريا ولبنان من كل الجوانب».

وأضاف: «لا يعني خروج القوات السورية من لبنان انتهاء العلاقة السورية – اللبنانية، لان العلاقة الثنائية لا تحتاج الى وجود جنود سوريين في لبنان وانما تحتاج الى تفاهم سياسي والتسليم بأن هناك مصلحة مشتركة في التعامل معا».

ورأى ان الوضع في لبنان “رهن التشكيل” وان «النظرة الاستراتيجية والعلاقة اللبنانية – السورية تظل محل اهتمام الجانبين السوري واللبناني وبالتالي هي محل اهتمام جميع الدول العربية»، مشيرا الى انه سيزور بيروت بعد تأليف الحكومة اللبنانية.

وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان حديث الاسد مع موسى والذي تم في حضور الشرع «تناول الاوضاع على الساحة العربية والمستجدات الاقليمية والدولية والمخاطر التي تواجه عروبة العراق والاوضاع على الساحة الفلسطينية»، وأنه «جرى عرض الاجتماع الدوري لمؤسسات العمل العربي المشترك والآليات المناسبة للنهوض بالهيئات العربية وتعزيز التنسيق وتفعيل القرارات الهادفة الى دعم العراق والشعب الفلسطيني».

الى ذلك أجرى مبارك اتصالا هاتفيا بالاسد هو الثاني في اقل من اسبوع، وقالت مصادر مصرية مطلعة لـ“النهار” انه «تناول جملة من المواضيع منها الموضوع الفلسطيني وموضوع الحدود مع لبنان». ولفتت الى ان «مبادرة الامين العام عمرو موسى قد تحتاج الى بعض الوقت لتظهر نتائجها الايجابية».

ووصف موسى الوضع في المنطقة بأنه «خطير ويتطلب موقفا عربيا وتشاورا لمصلحة الجميع»، مؤكدا انه بحث مع المسؤولين في سوريا في «تطورات الاوضاع في المنطقة وخصوصا في العراق وفلسطين ومسائل التنسيق العربي بما في ذلك لبنان».

وفي الموضوع الفلسطيني أبرز أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية وقال ان الموقف «لا يحتمل وجود صدام فلسطيني – فلسطيني لانه يصب في خانة عدائية للعرب والفلسطينيين والمسؤول عن هذا ستكون مسؤوليته تاريخية كبيرة جدا».

وكان موسى افتتح في دمشق الاجتماع الـ36 للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك التي ستناقش المواضيع المدرجة في جدول الاعمال والرامية الى تعميق وتطوير التعاون والتنسيق بين المنظمات العربية المتخصصة والمنبثقة من جامعة الدول العربية.

مصادر
النهار (لبنان)