بدأ الأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني نصري الخوري الترتيبات لعقد اجتماع ثنائي عاجل بين مسئولين سوريين ولبنانيين في مدينة اللاذقية (على الساحل السوري) لإيجاد حل نهائي للمشاكل التي تعصف بالبلدين لا سيما مشكلة الشاحنات العالقة على الحدود، والتي باتت تهدد بمشاكل اجتماعية ومعيشية كبيرة . ورأى مصدر سوري في تصريح لـ“ايلاف” اليوم ان دمشق وبيروت لن يكون بمقدورهما «الاستمرار في حالة التوتر التي تشوب علاقاتهما لأن كلاهما متضرر من هذه الحالة ، فسورية التي طالما اعتبرت لبنان الرئة التي تتنفس منها اقتصاديا واعلاميا لن تستطيع على الدوام التشدد على الحدود لأن في ذلك خسارة لها كما هو خسارة للبنان سيما وان كثير من الفعاليات الاقتصادية التي تتم عبر الحدود وعلى جانبيها تعود لسوريين وتخدم مصالح سورية».

وشدد المصدر على أن «أن نصف سائقي الشاحنات المتوفقة على الحدود بين البلدين هم من السوريين ، كما أن بضائعهم متجهة الى سورية ودول الخليج العربي، وتجبي سورية مبالغ ضخمة من جراء تجارة الترانزيت، وبالتالي فان دمشق لايمكنها ان تكون ضد نفسها فضلا عن ان ابقاء العلاقات على هذا المستوى من التوتر يزيد من الضغوط على سورية ويمنح المتربصين بها فرصة للنيل منها وان كان عبر التصريحات الاعلامية».

واكد المصدر«ان التوتر الحدودي في طريقه إلى التحجيم إلى أضيق الحدود مع عبور مئات الشاحنات على مختلف المعابر الحدودية من لبنان الى سورية ومع افراج سورية عن تسعة صيادين لبنانيين كانت قد القت القبض عليهم بذريعة دخولهم المياه الاقليمية السورية دون اذن مسبق».

وفي اتجاه اخر ربط محللون بين الضغوط الاقتصادية السورية وبين أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية بسبب ماقيل عن رغبة سورية في تأمين أكثرية الثلث المعطل لحلفائها بحيث تكون قد ضمنت لبنان بكافة سلطاته، سواء رئاسة مجلس النواب ممثلا بنبيه بري او رئاسة الجمهورية الممثلة بشخص الرئيس اميل لحود اوالحكومة عبر الثلث المعِطل، الذي لم تستطع دمشق الحصول عليه ربما حتى الآن رغم مساعدة حليفها الأهم في لبنان الرئيس لحود، الذي يقول كثيرون ان اصرارها على التمديد له هو السبب الرئيسي لصدور القرار الدولي رقم 1559 الذي ارغم سورية على الانسحاب من لبنان.

ويبدو ان هذا التحليل ربما هو الأقرب إلى التصديق حول حقيقة الأزمة الحدودية التي تؤكد السلطات السورية انها لإجراءات أمنية بحتة وروتينية فضلا عن انها لتشديد التفتيش على الحدود التي ربما يذهب الظن أنها حدود في داخل كواليس السلطة في لبنان .

وبناء على ذلك ينتظر أن تنفرج العلاقات بين البلدين والشعبين بعد تشكيل حكومة جديدة في لبنان واجراء محادثات جادة بين البلدين، على ان يعوض لبنان على العمال السوريين الذين قتلوا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري .

مصادر
إيلاف (المملكة المتحدة)