علمت «الحياة» ان نائب وزير الخارجية السفير وليد المعلم سيلتقي اليوم السفراء المعتمدين في دمشق لتقديم «شرح تفصيلي للاجراءات الأمنية والعسكرية والسياسية لمنع التسلل ودعم العملية السياسية في العراق». وتشمل هذه الاجراءات اعتقال 1240 عربياً كانوا ينوون السفر لـ «الجهاد» في العراق، وتسليمهم الى بلادهم «بعد التحقيق» معهم، إضافة الى 69 شخصاً «قيد التحقيق»، علماً ان مصادر عربية تحدثت سابقا عن تسليم دمشق 150 جزائرياً و30 سعودياً وعدداً من الكويتيين الى بلادهم.

ونقلت مصادر رسمية امس عن وزير الداخلية اللواء غازي كنعان، تأكيده في اجتماع وزراء داخلية دول الجوار حرص دمشق «على بناء أفضل العلاقات مع العراق والتعاون معه لتمتين وحدته الوطنية ودعم استقلاله الكامل». ومع قناعة دمشق ان «ضبط الحدود مسؤولية مشتركة» سورية - عراقية، يتوقع ان يقدم السفير المعلم شرحاً تفصيلياً للاجراءات التي اتخذت لـ «منع التسلل غير الشرعي» والترتيبات الأمنية والعسكرية التي اتخذت بدءاً من ايار (مايو) العام الماضي.

وكان مراسل «الحياة» لاحظ خلال جولة على الحدود، ان هذه الترتيبات تشمل: نشر سبعة الاف عنصر من حرس الحدود، واقامة 557 مخفرا، وإقامة ساتراً ترابياً على معظم الحدود الممتدة نحو 650 كيلومترا، ورفع الساتر الترابي الذي كان في مستوى ثلاثة امتار، مد اسلاك شائكة مع قواعد أسمنتية، في الانفاق التي تشكلت بسبب الامطار والسيول، وعرفت لاحقا بـ «طريق الفئران».

وعلى البوابات الحدودية السورية - العراقية هناك ثلاث بوابات هي «اليعربية» و «التنف» و «البوكمال». وتشمل الاجراءات الجديدة تزويد البوابات بمعدات لكشف الجوازات المزورة وعدم السماح لأي عربي بالسفر من دون «موافقة خطية من سفارة بلاده» ومنع السوريين ممن هم دون الاربعين من السفر الى العراق.

وفي هذا السياق، جاء طلب دمشق من الولايات المتحدة تزويدها معدات رؤية ليلية وابراجاً للمراقبة ومنصات اضاءة، وتحويل واشنطن هذا الطلب الى لندن التي قدرت كلفته بنحو ثلاثة ملايين دولار لنحو 700 جهاز، قبل ان تعلن رفضها لاعتقادها بأن هذه «المعدات يمكن ان تصل الى مجموعات ارهابية». وقال خبراء لـ «الحياة» امس ان سبب رفض واشنطن اعطاء الاجهزة هو «الرغبة في عدم الانخراط مع سورية، ما يفسر عدم قبول دوريات سورية - عراقية مشتركة وعدم نشر دوريات وقوات حدودية على الجانب العراقي».

الى ذلك دعت سورية رسميا الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري لزيارتها، على خلفية لقاء الجعفري والشرع قبل شهر في بروكسيل. وقالت مصادر سورية لـ «الحياة» ان دمشق «تجدد تمسكها بمبادئ الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا ودعم العملية السياسية بما يؤدي الى تطبيق القرار 1546» الذي نص على انسحاب القوات المتعددة الجنسية.

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)