أعلن رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتلف ميليس انه سيتم استجواب الرئيس السابق لجهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان رستم غزالة قريباً في عملية الاغتيال.

واضاف في حديث لصحيفة «الفيغارو» الفرنسية: «كما اعلنا منذ بدء مهمتنا ان كل شخص تولى مسؤوليات في المجال الامني في لبنان في الفترة التي حدثت فيها الوقائع سيتم استجوابه».
وتابع: «واستناداً الى الشهادات التي تم جمعها لدينا مشتبه به، وهو العميد مصطفى حمدان “قائد لواء الحرس الجمهوري في لبنان” لقد كان واحداً من الاوائل الذين استجوبوا، لاننا نملك معلومات مفادها بانه من بين الذين اعطوا الاوامر لتغيير مسرح الجريمة مباشرة بعد حصولها», وتساءل ميليس لماذا تم تنظيف مكان الاعتداء؟ وهل حصل ذلك عمداً ام اهمالاً ام كلاهما معاً؟ وقال: «لدي فكرة واضحة بما فيه الكفاية, وما زلنا في صدد الاستعلام والاستقصاء ولا استطيع قول المزيد, لقد فتشنا منزله “حمدان”ومكتبه واستجوبناه خلال اكثر من تسع ساعات وقد تعاون مع لجنة التحقيق».

واشار الى ان «خبر استدعاء حمدان كان يفترض ان يبقى سرياً ولكن الصحافة نشرته ومكتب الامم المتحدة للاعلام اكده»,
ورداً على سؤال قال ميليس: «الاسرائيليون معروفون بانهم يملكون استخبارات جيدة وخصوصاً من الناحية التكنولوجية، واتصلنا بهم لاعطائنا معلومات حول الاعتداء فاعطونا معلومات جيدة».
كلام ميليس جاء في حديث اجرته معه صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية اليمينية التي اكدت هي الاخرى تورط حمدان مشيرة تماما كالمسؤول الدولي الى وجود اطراف حاولوا طمس الحقيقة من مسرح الجريمة , كما كشفت ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك كان قد ارسل فريقا من الاستخبارات الخارجية الفرنسية لحماية عائلة الحريري بعد الاغتيال.

وتنقل الصحيفة عن تقرير الخبراء الالمان والسويسريين تأكيدهم ان عملية الاغتيال تمت بتفجير واحد وليس اثنين ، وهو ما يؤكده ميليس بقوله «اننا واثقون من ذلك بنسبة 99 في المئة» رغم ان عددا من الشهود كان سمع صوتي انفجارين.
ويفيد التقرير ، وفق «لوفيغارو»، بان الخبراء الدوليين بالمتفجرات يقولون ان «هذه المتفجرات كانت قد وضعت على الارجح داخل شاحنة من نوع ميتسوبيشي موديل 1995-1996 ولها مقود من جهة اليمين ، وهذا يستند الى شريط فيديو كان موضوعا عن وكالة بنك اتش أس بي سي ، بحيث تظهر شاحنة بيضاء تمر ببطء امام مصرف ثم تخرج من دائرة الكاميرا وبعدها بدقيقة وتسع ثوان يدوي انفجار ، وذلك بعد ان تمر قافة سيارات سوداء بالاتجاه نفسه الذي مرت به الشاحنة».

وتؤكد الصحيفة وفقا لمعلوماتها وبناء على ما قرأه مندوبها الخاص جورج مالبرونو من استنتاجات لجنة التحقيق انه من شبه المؤكد ان تكون عملية التفجير تمت من خلال انتحاري وذلك لان الاجهزة الامنية التي يملكها الحريري تمنع التفجير عبر هاتف نقال او أي جهاز آخر عن بعد ، ولذلك فان المقربين من الحريري يقولون ان المنفذين استخدموا عبوة قوية جدا من نوع «سي 4»، وهو عسكري الصنع ولذلك فان السؤال المطروح هو حول مصدره , تماما كما ان الصحيفة تتساءل عما اذا كان الانتحاري الذي تم تقديمه عبر شريط فيديو والمعروف باسم ابو عباس هو فعلا انتحاري ام من صنع الخيال ,
والاهم من هذا وذاك هي المعلومات التي جمعها الصحافي الفرنسي «وهو الذي كان قد خطف في العراق سابقا مع زميله كريستيان شينو» حول كيفية تنظيف مكان الجريمة بغية اخفائها، وهو في ذلك يحمل كامل المسؤولية الى الجنرال علي الحاج والذي يعتبره المقربون من الحريري بانه «خائن» وذلك لان الحريري كان قد جربه اكثر من مرة من خلال كشف بعض المعلومات امامه فكان الجنرال ينقلها مباشرة الى رئيس جهاز الامن والاستطلاع السوري في لبنان غازي كنعان ,
وتقول الصحيفة ان الجنرال الحاج كان قد حاول التغطية على مسؤوليه المباشرة في خلال الاستماع الى شهادته امام اللجنة الدولية حيث اكد ان الذي اعطاه الامر بتنظيف مكان الجريمة هو ياسين جابر وزير الاشغال العامة وذلك بغية الافساح في المجال ام مرور السيارات , ولكن اللجنة تشير الى ان جابر كان نفى ذلك وحمل المسؤولة لمصطفى حمدان رئيس الحرس الجمهوري.

وهنا تتساءل الصحيفة عن سبب الاكتفاء بتصوير بقايا الحطام بعد نقله الى ثكنة الحلو التابعة لقوى الامن الداخلي ، وتروي كيف حصلت عملية اتلاف الدلائل رغم ان احد الضباط كان قد اتصل بالحاج وحذره من مغبة تحمل المسؤولية.

ويقول ميليس في مقابلته مع «لوفيغارو»: «اننا استمعنا حتى اليوم الى اكثر من 100 شخص ، ولكن القسم الاكبر من عملنا لم ينجز بعد ، ولكن استنادا الى الشهادات التي تم جمعها، فلدينا مشتبه واحد هو مطصفى حمدان».

واشار المسؤول الدولي الى ان التحقيقات ستطال مسؤولين آخرين وبينهم «رستم غزالي الذي لم يعد في لبنان ولكننا سنذهب للتحقيق معه في دمشق».
ويؤكد ميليس ان التحقيق سيأتي بنتائج خصوصا ان اللجنة تضم خيرة من الخبراء بالمتفجرات وان النتائج ستوضع بتصرف الدولة اللبنانية لمحاكمة الفاعلين ، خصوصا ان الامر لا يتعلق بعمل انتحاري مجرد وانما باشخاص اعطوا التعليمات واشرفوا على الجريمة.
واوضح رئيس مركز الاعلام للامم المتحدة في لبنان نجيب فريجي ان «رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي ديتليف ميهليس لم يوجه الاتهام الى قائد الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان او لاي شخص آخر، انما اشار في حديث الى جريدة «الفيغارو» الفرنسية الى ان هناك شبهات حول من قد يكون اصدر اوامر بتغيير معالم ساحة الجريمة، وان ذلك لا يعني اتهام اي فرد، وان قرار الاتهام النهائي يصدر عن القضاء اللبناني مثلما نصت عليه مهمة ميليس».

مصادر
الرأي العام (الكويت)