ربط متابع الشؤون العربية في “هآرتس” بين الصعوبات التي تفرضها سوريا على مرور الشاحنات اللبنانية عبر اراضيها واغلاق الاميركيين المعابر الحدودية العراقية في وجه الشاحنات السورية، وننقل بعض ما جاء في تقريره: «منذ ثلاثة اسابيع تمنع سوريا المرور العادي للآليات اللبنانية عبر اراضيها الى الدول العربية، مسببة بذلك ضرراً اقتصادياً كبيراً للبنان(...) تعاني التجارة اللبنانية مع الدول العربية هذه السنة انخفاضا كبيرا بعد الاحداث العنيفة في العراق، كما تضررت السياحة بعد موجة الاغتيالات التي رافقت المعركة السياسية في لبنان. عام 2004 صدّر لبنان الى الدول العربية بضائع بقيمة 700 مليون دولار، ونحو 80 الى 90 في المئة من هذه البضائع يمر عبر سوريا.

يذهب القسم الاكبر من التصدير اللبناني اي 15 في المئة الى العراق، و يتوزع الباقي بالتساوي على سائر الدول العربية. هذه السنة انخفضت الحصة العراقية الى نحو 9 في المئة بسبب الوضع الامني هناك، ولكن ما زالت تشكل حصة مهمة بالنسبة الى لبنان المحاصر اليوم بمعابر الحدود مع سوريا. يضاف الى ذلك الانخفاض الكبير في اعداد السياح الذين وصلوا الى لبنان في الشهر الماضي. وسبب ذلك ليس الوضع الامني، هناك الآلاف من السياح العرب الذين يأتون في موسم الاصطياف الى لبنان من طريق البر من دول الخليج عبر الاردن وسوريا حيث يحاولون العبور، الى لبنان ويواجهون صعوبات في نقاط العبور فيضطر قسم منهم الى ان يعود أدراجه متحدثاً عن المصاعب التي واجهها، الامر الذي أدى الى الغاء الحجوز في الفنادق اللبنانية. تنقل البضائع بين لبنان وسوريا وبين سوريا والعراق عبر شبكة ادوات اقتصادية وسياسية مترابطة. وفي وقت تغلق فيه المعابر بين سوريا والعراق، من الصعب السماح للشاحنات اللبنانية بعبور الحدود الى سوريا لأن المعابر الحدودية العراقية تشهد ايضاً ارتالا طويلة من الشاحنات المتوقفة، ولا مجال بحسب السلطات السورية للإثقال عليها بالشاحنات اللبنانية. وهنا يكمن ايضاً محرك الضغط السوري على لبنان ومنه على الولايات المتحدة. فالذي يقفل معابر الحدود بين سوريا والعراق في هذه الايام هم الاميركيون الذي يمارسون ضغوطاً كبيرة على سوريا بتهمة انها تسمح بالقيام بالهجمات من اراضيها. وسوريا التي تعاني اقتصادياً الاغلاق الاميركي، ترغب في نقل الضغط الى لبنان انطلاقاً من الافتراض ان الولايات المتحدة واوروبا ترغبان في مساعدة هذه الدولة التي نجحت في تحقيق انسحاب القوات السورية من اراضيها.

تعتقد سوريا على ما يبدو ان الضغط الاقتصادي سيجعل لبنان يفهم اليوم من في استطاعته فرض الشروط، فاذا اراد لبنان ان يستعيد عافيته بتكثيف الانتاج من اجل تقليص دينه الخارجي المقدر بـ35 مليار دولار، من الافضل له ان يخضع لمطالب دمشق(...)».

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)