ساقدم هنا نقدا و توضيحا موجزا لبعض نقاط التخلف التي زادت عن حدها هذه الأيام، مع احترامي لعزيزي القارئ و لجميع اعتقاداته و توجهاته الدينية و السياسية، حيث أحاول هنا فصل جوهر الاعتقاد عن الخرافات الشعبية التي صارت لباسا للجوهر وهو منها ببراءة الذئب من دم يوسف.

فمع قلة الحيلة و الشعور بعدم القدرة على التغيير الإيجابي نظرا لغياب الوعي، يرجع الناس إلى الأوهام و الخرافات و يخلطونها بالدين، لتصبح سمة مميزة له عند البعض، فكفاية تحتج عند مقام السيدة زينب، و تكنس أعتاب المقام على حاشية الرئيس حيث الاعتقاد الشعبي في مصر يؤكد بان تنظيف باب ضريح السيدة زينب من شأنه أن يجلب شفاعتها عند الله وان يرفع الظلم ويزيل أي ضائقة ، و تنتقل بعدها إلى ضريح سعد زغلول و بعدها تنتقل إلى التظاهر أمام كنيسة العذراء القبطية و الشكوى و استعداء السيدة العذراء كما فعلت الحركة آنفا على مبارك و حاشيته.

بينما مبارك يحشد في صفوفه المجمع المقدس القبطي، و الذي كان قد دعى الرئيس مبارك إلى الاستجابة لمطالب الجماهير من اجل الترشح من جديد! و بعد أن يترشح مبارك، يعلن الابنا شنودة و جمع غفير من رجالات الدين المسيحي من بطاركة ومطارنة وأساقفة تأييدهم و دعمهم لاعادة انتخابه، طبعا موجهين رسالة مبطنة إلى الرعية تحثهم على انتخاب مبارك، كفرض ديني!!

و الأمر ليس قصرا على الأقباط، فمشيخة الطرق الصوفية أيضا تعلن مبايعتها، فلقد أعلن الشيخ حسن الشناوي "شيخ الطرق الصوفية" أن 10 ملايين صوفي يؤيد ترشيح الرئيس مبارك في الانتخابات المقبلة!

وهو كذلك لا يقتصر على دين و لا مكان، كما الإرهاب!، فالكاردينال الكاثوليكي الفينزويلي روزاليو كاستيلو يعلن قبل عدة أيام : أن الزعيم الفينزويلي "هوجو شافيز" يحتاج إلى جلسة تحضير أرواح لطرد الشياطين والأرواح الشريرة التي تسكن بداخله!!.

و المتشددين اليهود يقومون قبل عدة أيام بطقوس إهدار الدم "بولسا دينورا" و إنزال اللعنات على شارون في المقابر، و يعتقدون بان الطقوس تسمح بموجب فتوى يهودية بقتل من يخرج على العقيدة الدينية.

و في خبر جديد تنشر إيلاف عن أحد المنتديات على الإنترنت أن "متشددين"؛ علما باني اسميهم مساكين جهلة؛ يتضرعون إلى الله عز وجل، بأن يسحق و يمحق و يدمر مكوك الفضاء الأمريكي، و يعيده حطاما....الخ. خبر سخيف يكتبه إنسان واحد جاهل، ليعمم الخبر على المسلمين بأنهم متشددين؟!

في حين أن صفحات الموقع ذاته تنشر لنا أن هنالك بريطاني انتقل من جدة حاملا معه عبادة الشياطين الى البحرين؟ فماذا فعل في جدة!! و هل هذه الحملة تندرج في حرب الأفكار و العقائد ضد الإرهاب؟؟

في الوقت عينه تعود خرافة صاحب الوصية لتنتشر على الإنترنت و الجوال في البلدان العربية، و لتثير ضجة في السعودية؟ و تتوالى التنبؤات تباعا عند فرق من الشيعة و بعضا من السنة بقرب مجيء قائم آل البيت، بعد وفاة المغفور له بإذن الله الملك فهد، و تولى الأمير عبد الله ملك السعودية!