بدت الانطلاقة الفعلية للحكومة في برمجة ما التزمته في بيانها الوزاري مُرجأة الى الاسبوع المقبل. اذ لم يتم تحديد موعد لانعقاد مجلس الوزراء لا في موعده الاسبوعي المعتاد اليوم ولا في اي يوم آخر.

واذ نفت اوساط وزارية علمها بأي اتصالات اولية في شأن ما تردد عن تعيينات ديبلوماسية وامنية وسواها، قالت لـ"النهار" ان الحكومة تدرك ان كل شيء يواجهها هو اولوية ولكن لا بد من تقديم الاولويات الأكثر الحاحاً في المرحلة الاولى.

وتبعاً لذلك توقعت هذه الاوساط ان تسير البرمجة الحكومية، عبر جلسات مجلس الوزراء وعمل الوزارات على تنوعها، على خطين اساسيين ومتوازيين: الاول يتصل بالامن والثاني بمتابعة ملف العلاقات مع سوريا. واضافت ان الموضوع الاصلاحي ينتظر بتّ الموازنة التي يعكف على اعادة النظر فيها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير المال جهاد ازعور تمهيداً لطرحها على مجلس الوزراء. اما موضوعا الأمن والاتفاقات مع سوريا فقد وضعا على نار حامية تمهيداً لاتخاذ اجراءات سريعة من شأنها ان تنقل اجواء البلاد تدريجاً الى مرحلة اكثر استقراراً.

وفي هذا السياق لوحظ ان دمشق طالبت لبنان امس بتنفيذ الالتزامات التي قطعها السنيورة للمسؤولين السوريين خلال زيارته لدمشق الاحد الماضي.

وركزت الاذاعة السورية على ازمة الحدود بين البلدين مشيرة الى ان الاجراءات التي اتخذتها سوريا على الحدود "انما هي بدواعي الأمن وستبقى مستمرة حرصاً على امن سوريا واستقرارها وكذلك امن لبنان واستقراره وقد جاءت في وقت تعيش فيه المنطقة تحت ضغط الفوضى الامنية والخلل الامني في لبنان الذي ادى الى مقتل العديد من الشخصيات السياسية وكذلك حوادث التفجيرات اضافة الى الحوادث الامنية التي جرت في دمشق وعلى الحدود السورية – اللبنانية". وعزت تلك الاعمال الى "الفوضى التي جرتها التدخلات الدولية في المنطقة عموما وفي لبنان خصوصا". واذ اشارت الى "استجابة الحكومة السورية مطالب الاشقاء اللبنانيين" عبر تسهيل حركة عبور الشاحنات ذكرت "الاشقاء اللبنانيين بضرورة التعاون المشترك مع الاجهزة السورية المعنية لتسهيل الحركة وضبط الحالة الامنية في منطقة الحدود" وطالبت الجانب اللبناني "بعمل واضح ومتابعة جادة على الطرف الآخر من الحدود كي يكون الالتزام الذي قدمه البيان الحكومي والسيد السنيورة في دمشق حقيقة واقعة لا مجرد كلام لامرار فترة دقيقة وحساسة في علاقات البلدين".

وعلى الصعيد الداخلي – ووسط ركود واضح في الحركة السياسية، يبرز امس بيان مجلس المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير اذ اشاد بالسنيورة لما اظهره من "مرونة وحكمة" لكنه اعرب عن قلقه للوضع الامني وقال ان الجو المشحون بالتهديدات التي تتناول العديد من الشخصيات اللبنانية (...) لا يحمل على الطمأنينة وهذا ما يوجب على المسؤولين ايلاء الوضع الامني الاولوية والسهر على تبديد القلق من نفوس المواطنين واستبداله بمشاعر الراحة والسلام".

في سياق سياسي آخر، لم يتقرر نهائياً بعد اطلاق جبهة سياسية تخلف "لقاء البريستول". على ما تردد في اليومين الاخيرين. ولا تزال الفكرة قيد التداول على خلفية عقد اجتماع في المختارة للتشاور في شأنها. وقد تحفظ النائب السابق فارس سعيد امس عن الحديث عن اطار جبهوي جديد لكنه اكد ان "الشخصيات والقوى التي شاركت في معركة استقلال لبنان ونسجت تحالفات واسعة من الطبيعي ان تتشاور بعد غبار المعركة ولن نحمّل هذا اللقاء اذا حصل اي طابع جبهوي او تأسيسي لاي حركة سياسية مستقبلية".

مصادر
النهار (لبنان)