"الإرهاب" بطل اليوم في ساحات التصريحات الدولية ... وما قامت به "الخلايا النائمة" في لندن، خلق بالفعل ارتدادا واضحا لكن السؤال في أي اتجاه؟

المواطنون البريطانيون سيكونون مطمئنين على جنسياتهم المكتسبة، ولكن هذا الاطمئنان هو على حساب التنوع الثقافي الذي عاشه الغرب منذ عهد الأنوار. فلم يعد مهما اليوم اعتماد "حقوق الإنسان" طالما أن هذه الحقوق قابلة للنفاذ من قبل التعصب والكراهية .. وبالفعل فإن "الخلايا النائمة" حولت الغرب لجحيم، لكنه يطال فئة دون أخرى. وهو جحيم يحجر على المسلمين، ويضيق على الدعوة الثقافية لحساب انتشار التطرف.

والمسألة لا تطال فقط أوروبا والولايات المتحدة، فهي أقرب إلى مناطق الامتداد الحيوي للإسلام. وربما علينا ان نسأل اليوم: هل تستطيع الثقافة وحدها وقف التطرف؟ وهل التوقف عند حدود القرن الرابع قادر على اقتحام عالم الكراهية؟

الإرهاب اليوم ليس بطلا في خلق الخوف، بل بطل في اختلاق عالم ينظر إلى ذاته بمرآتين، ويرى أن النور والعتمة تتصادمان .. فما هي أحقية هذه الصورة؟ وهل تستطيع حفنة من الهاربين إلى الجبال خلق "الذعر الثقافي"!!

الوضع اليوم مركب إلى أبعد الحدود، فإذا كانت القاعدة مسؤولة عبر نشر الموت المجاني، فإن سياسة المحافظين الجدد مسؤولة أيضا من خلال "الاستباحة" التي نشهدها ضد مجتمعاتنا. في المقابل فإن ثقافتنا مسؤولة لأنها لم تواجه هذه الحالة وربما لا تريد فتح النار على الماضي فتفضل الترقب والانتظار.

ما يجري اليوم ربما لا يحتمل الانتظار. والحرب على الإرهاب تحولت إلى تهميش واضح داخل العالم لمجتمعاتنا عموما .. فهل يمكن للترقب أن يدفعنا نحو أفق جديد !!!

الحرب على الإرهاب لا تجري في الفضاء الخارجي، وإذا كانت آلياتها "الهوليودية" تدعو للاستغراب، لكنها حرب نحن مسرحها .. ونحن من يستطيع أن يشارك في هذه الحرب ولكن ... بصياغة بعيدة عن الدمار.

مصادر
سورية الغد (دمشق)