آسيا الوسطى تتجه نحو الصين... وانتكاسة في مسألة "حظر الانتشار"

ماذا عن اليورانيوم الأسترالي؟ وهل تلعب الدول النووية دوراً في عرقلة حظر انتشار الأسلحة النووية؟ وكيف يمكن استقراء مستقبل علاقات الصين بمنطقة آسيا الوسطى؟ وما هي أصداء نجاح الكوريين الجنوبيين في استنساخ كلب لأول مرة؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية.

مستقبل اليورانيوم الأسترالي

"لا توجد لدى أستراليا مفاعلات نووية، وليست لديها طموحات نووية، لكن لديها 40% من احتياطيات اليورانيوم العالمية"، هكذا استهلت "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية افتتاحيتها يوم أمس الاثنين مشيرة إلى أن أستراليا أصبحت في قلب الجدل العالمي حول الطاقة النووية، وبمقدور "كانبيرا" لعب دور حاسم في توسيع نطاق استخدام المفاعلات النووية في إنتاج الطاقة، خاصة في ظل مساعي الفرنسيين للحصول على اليورانيوم الأسترالي من منطقة "نورثين تيرتوري" لتدشين أكبر مفاعل نووي في العالم والمعروف اختصاراً باسم AREVA، وبالإضافة إلى ذلك ثمة الاتفاق النووي الأميركي الهندي الخاص بمنح نيودلهي تقنيات في مجال مفاعلات إنتاج الطاقة النووية، والخطوات التي قامت بها "كانبيرا" لرفع الحظر على تصدير اليورانيوم الأسترالي إلى الصين، كل ذلك إنما سيسهل من استخدام المفاعلات النووية الخاصة بإنتاج الطاقة في اثنين من أسرع اقتصاديات العالم نموا وهما الهند والصين. اليورانيوم مصدر للثروة في أستراليا، وما لم تستغل "كانبيرا" اليورانيوم الموجود لديها، فإن دولاً أخرى ككندا وجنوب أفريقيا ستزود السوق العالمي باحتياجاته من هذه المادة الاستراتيجية.

الدول النووية وفشل "حظر الانتشار"

في افتتاحيتيها المنشورة يوم السبت الماضي، استغلت "جابان تايمز" اليابانية الذكري الستين لقصف الولايات المتحدة مدينة هيروشيما بالقنابل الذرية والتي حلت قبل ثلاثة أيام، لتوجه نقداً إلى الموقف الدولي الراهن من منع انتشار الأسلحة النووية. الصحيفة ترى أن العالم شهد خلال العامين الأخيرين انتكاسة في مسألة حظر الانتشار النووي؛ على سبيل المثال فشل المؤتمر الأممي المعني بمراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والذي انعقد قبل شهرين في مقر المنظمة الدولية بنيويورك، دون أن يسفر عن اتفاق جديد، يُقوي معاهدة حظر الانتشار، وذلك نتيجة الهوة الشاسعة بين الدول النووية والدول غير النووية، كما أن كوريا الشمالية وإيران تمضيان قدماً في برامجهما النووية، لدرجة أن القلق ينتاب جيرانهما، ما يهدد السلم الإقليمي. الدول غير النووية تُصر على أن تقوم الدول النووية بتخفيض ترسانتها النووية وأن تمتنع عن تطوير أنواع جديدة من هذه الأسلحة الفتاكة، بينما تركز البلدان النووية على البرامج النووية لكوريا الشمالية وإيران. وللأسف الشديد ترفض الولايات المتحدة الانضمام إلى معاهدة الحظر الشامل لإجراء التجارب النووية، بل على العكس تسعى إلى تحويل أسلحة نووية كان من غير المتخيل استخدامها إلى أسلحة نووية صغيرة يمكن استخدامها. وحسب الصحيفة فإن افتقار البلدان النووية إلى الحماس في مسألة نزع السلاح النووي، منح دولاً كإيران وكوريا الشمالية فرصة السعي إلى امتلاك هذا النوع من الأسلحة الخطيرة. وبما أن عدد الناجين من القصف الذري لهيروشيما وناجازاكي يتناقص مع مرور الوقت، فمن الضروري أن تتناقل الأجيال المقبلة الخبرة الأليمة لهاتين المدينين مع الأسلحة النووية.

"تحولات القوة عبر طريق الحرير"

تحت هذا العنوان كتب "غيروغي درليغوان" مقالاً يوم الجمعة الماضي في "ذي موسكو تايمز" الروسية، واصفاً الحديث عن إغلاق القاعدة العسكرية الأميركية في أوزبكستان بأنه تطور غير مسبوق، لا سيما وأنه منذ عام 1945 والهيمنة الأميركية على العالم تعتمد أساساً على شبكة عالمية من القواعد العسكرية والبحرية. وبتوظيف التهديد الشيوعي في مرحلة ما، والإرهاب في الوقت الراهن، تحولت القواعد العسكرية الأميركية إلى قواعد دائمة. الكاتب وهو أستاذ علم الاجتماع بجامعة شيكاغو الأميركية رجح أن تركز أوزبكستان، ودول آسيا الوسطى عموماً، على علاقاتها مع الصين التي يراها الكاتب أكبر الرابحين من أحداث "أنديجان" الأخيرة في أوزبكستان التي كشفت تقلب السياسة الأميركية، خاصة في ظل ادعاءات مفادها أن واشنطن قدمت دعماً للثورات الأخيرة في أوكرانيا وجورجيا وقرغيزستان. وحسب الكاتب، فإن أحداث 11 سبتمبر أعطت إدارة بوش فرصة غير عادية كي تعيد ترتيب النظام العالمي والسيطرة على المناطق الحيوية الغنية بالنفط في الشرق الأوسط، وذلك ضمن هدف أوسع هو احتواء الصين، وضمن هذا الإطار تكمن أهمية القواعد الأميركية في آسيا الوسطى، فهذه القواعد قريبة من مسارح العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وفي الوقت ذاته تقع هذه القواعد في الفناء الخلفي للصين. الكاتب رجح احتمالاً مفاده أن خريطة منطقة آسيا الوسطى ستتغير على نحو يجعل شنغهاي الصينية أقرب لطشقند من واشنطن أو موسكو، وهذا ليس استناداً إلى الواقع الجيوسياسي فقط، بل إلى العلاقات التجارية، وضمن هذا الإطار ثمة خط أنابيب لنقل النفط من آسيا الوسطى إلى سواحل الصين المطلة على المحيط الهادي.

مخاوف تجاه الاستنساخ

هكذا عنونت "جونغ آنغ ديلي" الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم السبت الماضي مشيرة إلى أنه من بين 13 نوعاً من الثدييات تم استنساخها حتى الآن، يعد الكلب هو الأصعب، بيد أن فريق العلماء الكوريين بقيادة العالِم الكوري "هوانغ واو سوك" استنسخوا نهاية الأٍسبوع الماضي كلباً ليكسروا هذه الصعوبة. ومن الواضح، حسب الصحيفة، أن كوريا الجنوبية أصبحت بلداً رائداً في مجال استنساخ الحيوانات، ومع ذلك تنتاب الكوريين الجنوبيين مخاوف تجاه هذه العملية. وثمة بلدان كالولايات المتحدة ترددت في السماح بإجراء بحوث تستخدم فيها الخلايا الجذعية، وذلك نتيجة مخاوف أخلاقية تتمثل في ضرورة الحفاظ على هذه الخلايا انطلاقا من احترام الحق في الحياة. وحسب الصحيفة، فإن الكوريين الجنوبيين يصغون جيداً إلى من لديهم مخاوف تتمثل في أن تطوير تقنيات لاستنساخ الحيوانات سيقود إلى استنساخ البشر، انطلاقاً من أن العلم قد يتحول من الخير إلى الشر في غمضة عين، وهو ما شهده العالم عند أول استخدام للقنبلة الذرية في قصف مدينتين يابانيتين. وضمن هذا الإطار، إذا تطورت تقنيات الاستنساخ بخطى عمياء نحو استنساخ البشر، فإن هذا سيقود الجنس البشري نحو الدمار.

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)