استحوذت استقالة وزير المال بنيامين نتنياهو وخروجه من الحكومة الاسرائيلية على اهتمام المعلقين الاسرائيليين الذين رأوا في غالبيتهم انها تستهدف اسقاط أرييل شارون اكثر مما هي موجهة لدعم التحرك المعارض لخطة فك الارتباط من قطاع غزة.

صحيفة"هآرتس" رأت في افتتاحيتها أن استقالة نتنياهو من الحكومة أعادته الى مكانه الطبيعي بوصفه زعيم المعسكر اليميني القومي الديني في اسرائيل، ودعت الصحيفة الى تقديم كل الدعم لرئيس الحكومة، قائلة: "قبل اسبوع من فك الارتباط يستحق رئيس الحكومة الدعم والتشجيع من جميع الذين يؤمنون بسياسته، بعيداً عن الحسابات الشخصية والاعتبارات السياسية. ففي هذه الايام الصعبة التي قد يظهر فيها قاتل جديد من اليمين يحاول تغيير الوقائع بواسطة القوة، يجب تجنيد الديموقراطية من اجل حشد تأييد لا تحفّظ فيه عن تطبيق القرار الذي اتخذته الحكومة والكنيست. ففي حال جرى اخلاء غزة في موعده و كما هو مخطط له ، ستبدو استقالة نتنياهو التي تظهر اليوم مأسوية، ليست اكثر من صراع دائم. وقد تشير الى بداية معركة سياسية واستعداد الاحزاب من جديد لها، انطلاقاً من برنامجها الحقيقي المعدل. من جهة، سيقف معسكر انصار ارض اسرائيل الكبرى وفي الجهة الاخرى ستقف الاحزاب المؤيدة لديمقراطية اسرائيل بحدودها الجديدة".

ولقد وجه اكثر من معلق انتقاداته العلنية الى نتنياهو، فأشار متابع الشؤون الحزبية في "هآرتس" الى ان استراتيجيا نتنياهو تقوم على ثلاث مراحل: "اسقاط شارون، الوصول الى رئاسة الليكود عبر التوجه نحو اليمين ومعارضة فك الارتباط. ولكن قبل شهر او شهرين من الانتخابات سيغير نتنياهو توجهاته وسيبدأ بالحديث عن اهمية السلام وعن احترام الاتفاقات المعقودة. قسم من الناخبين الذين ينتمون الى وسط الخريطة السياسية سيصدقون انه هذه المرة جدي وسيصوتون لمصلحته... ان الذي يترك المعركة الاقتصادية والاجتماعية يثبت ان الاقتصاد والمجتمع لا يهمانه، اي ان الجمهور كله لا يهم نتنياهو. فما يهمه هو نتنياهو نفسه، ومثل هذا الرجل لا يستحق ان يكون زعيماً، وبالتأكيد لا يستحق ان يصبح رئيس حكومة".

ورغم الانعكاسات السياسية لإستقالة نتنياهو، لم يتغير موقف الجمهور الاسرائيلي من الانسحاب. فقد اظهر استطلاع للرأي نشرته امس الصحيفة واجري خلال الاسبوع الاول من الشهر الحالي ان 57في المئة من يهود اسرائيل و60في المئة من مجموع الاسرائيليين يؤيدون خطة فك الارتباط، ورغم التعبئة الكبيرة التي يقوم بها اليمين والمستوطنون، لم تتجاوز نسبة المعارضين لفك الارتباط 36 في المئة. والاهم من ذلك ان نسبة كبيرة من الاسرائيليين تقدر بـ73 في المئة تعتقد ان خطة فك الارتباط هي خطوة اولى في اتجاه اخلاء واسع للمستوطنات في الضفة الغربية.

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)