مع تكاثر الحديث عن الملف النووي الايراني، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اول من امس مقالاً لأفنر كاهن مؤلف كتاب "اسرائيل والقنبلة" تحدث فيه عن تبدل التقديرات الأميركية والاسرائيلية المتعلقة بالوقت الذي تحتاج اليه طهران لإنتاج القنبلة النووية، ننقل بعض ما جاء فيه: "في الاسبوع الماضي رفضت ايران الصفقة التي أعدتها الترويكا الاوروبية في محاولة منها لإقناع ايران بالتراجع عن تخصيبها للأورانيوم... ووفقاً للإقتراح الذي قدمته كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا، فان في مقابل وقف ايران تخصيب الاورانيوم والتزام التعهدات التي يفرضها اتفاق منع انتشار الاسلحة النووية، ستحصل على سلة من الحوافز بعضها اقتصادي وبعضها الآخر سياسي، وتعهد تقديم المساعدة اليها في موضوع الطاقة النووية من اجل اغراض سلمية وانضمامها الى منظمة التجارة العالمية وعدم تدخل الغرب في شؤونها. بعد مضي ساعات على طرح الاقتراح الاوروبي رفضته ايران لأنه غير مرض على الاطلاق.

الرفض الإيراني هو جزء من لعبة قواعدها معروفة سلفاً، اسمها سياسة الهاوية من دون الكسر الكامل للقواعد. بكلام آخر، هذا نوع من البازار الإيراني حيث الطرفان يظهران على الدوام رغبة شديدة في المساومة مع الاستعداد الدائم لترك البازار في أي لحظة، وانما ليس في صورة جدية. ولكن ضمناً، لا ايران ولا الترويكا الاوروبية مستعدان لمغادرته.

الى متى يمكن هذا البازار الايراني ان يستمر؟ وما هي بالفعل الخطوط الحمر للطرفين وما مدى اصرارهما على التشبث بمواقفهما المبدئية الحالية؟ من الصعب معرفة ذلك. ما مدى اصرار طهران على الوصول الى القنبلة؟ وما مدى اقترابها منها؟ حتى المرحلة الاخيرة قدرت المخابرات الأميركية والاسرائيلية ان ايران تملك بالفعل مشروعاً نووياً عسكرياً وانها مهتمة بتصنيع القنبلة وليس فقط بانتاج مواد انشطارية. رئيس المخابرات العسكرية اللواء فركش، قال في مناسبات مختلفة في السنة الاخيرة انه في حال لم يوقف الاوروبيون ايران فإنها ستصل خلال 18 شهرا الى نقطة اللاعودة التي معناها في نظر المخابرات الاسرائيلية بلوغ القدرة الذاتية لتخصيب الاورانيوم بكميات تجارية. واذا اضفنا الى ذلك امتلاك ايران لمشروع عسكري سري يهدف تصنيع قنبلة كبيرة، فإن تقدير المخابرات العسكرية الاسرائيلية ان ايران ستملك خلال 3 سنوات سلاحها النووي الاول. هل هذه التقديرات تستند الى معلومات استخباراتية ام انها مجرد تخمينات لا تقوم على معلومات موثوق بها؟ باتت هذه التساؤلات مهمة في الولايات المتحدة وخصوصاً في ضوء الفشل الكامل بشأن السلاح العراقي للدمار الشامل الذي صدقت كل اجهزة المخابرات الاميركية وجوده الا انه تبين انه غير حقيقي". ويعرض الكاتب التسريبات التي نشرتها "الواشنطن بوست" بشأن تبدل تقدير المخابرات الأميركية حول تأخر المشروع النووي الايراني سنوات، واعتقاد المخابرات الاسرائيلية ايضاً ان ايران لن تصنع القنبلة قبل سنة 2008، مما سيتيح استمرار البازار الحالي لزمن طويل.

مصادر
يديعوت أحرنوت (الدولة العبرية)