مُنع من التداول في الأسواق السورية العدد الثاني من جريدة "تحولات" الشهرية التي يشرف على اصدارها وتحريرها عدد من السوريين القوميين الاجتماعيين ، ويضم العدد ملفاً عن الديموقراطية شارك فيه نخبة من المفكرين وأصحاب الرأي وموضوعا عن ثقافة الانتماء القومي الاجتماعي ، ومقالا عن المسألة الكردية كتبه سكرتير الحزب اليساري الكردي في سورية، ومقالا للمفكر السوري المعروف جاد الكريم الجباعي، ومقالات متعددة تناولت الخطاب الديني وتطوراته، كما احتوى العدد موضوعات ثقافية عن الماغوط وسارتر وكتاب الكندية نعومي كلاين (نو لوغو).
والقوميون السوريون المشرفون على جريدة تحولات من خارج الأطر التنظيمية المعروفة ، أي من خارج كوادر الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة عصام المحايري وهو من احزاب الجبهة الوطنية التقدمية المنضوية تحت لواء الحزب الحاكم ، وايضا من خارج كوادر الحزب السوري القومي الاجتماعي (الانتفاضة) ، برئاسة انطوان ابي حيدر والمسؤول في سورية الدكتور علي حيدر.

وقال عصام عزوز عضو اللجنة السياسية في المفوضية المركزية للحزب القومي السوري الاجتماعي في سورية في تصريح لـ"ايلاف"ان هذا المنع يأتي ضمن سياسة التصعيد التي يقوم بها النظام السوري ضد الاراء المعارضة بدءا من منع منتدى الاتاسي وسحب ترخيص جريدة المبكي واعتقال النشطاء ، معتبرا ان هذا يؤثر على الوحدة الوطنية وصمود سورية بوجه التحديدات الخارجية واحباطا لخطوات الانفراج مابعد العام 2000 ، ودعا عزوز الى حياة حزبية مقوننة للجميع تحت سقف دستور يساوي بين الجميع اثنيات واحزاب ، كما دعا الى الغاء حالة الطوارىء والاحكام العرفية وقضاء مستقل و اعلام حر وكسر احتكار الحزب الواحد.

وافاد الدكتور عمار قربي عضو المنظمة العربية لحقوق الانسان في سورية في تصريح لـ"ايلاف" إن المادة 38 من الدستور السوري تكفل حرية الصحافة والطباعة ، ولكن عدم وجود قانون مطبوعات ديمقراطي و حر في سورية يجعل الكتّاب والناشطين السوريين يكتبون دون مقابل في نشرات دورية محلية وأخرى تابعة لأحزاب في ظل أحادية الصحف الرسمية التي لا تسمح سوى للمطبلين والمزمرين بالكتابة فيها ، واشار الى ان الصحف المستقلة ورغم أنها تبتعد عن السياسة إلا أنها تعرضت للقمع والبطش فسحب ترخيص صحيفتي الدومري والمبكي كما تم التضييق على الإعلان في مجلة ابيض واسود المستقلة ، وطالب قربي السلطات باصدار قانون مطبوعات يسمح بترخيص الصحف والإذاعات والفضائيات .