في مواجهة التحالف الأميركي - الاسرائيلي والذي اصبح يشكل تهديدا مباشرا لأمن المنطقة واستقرارها فإن من الطبيعي ان يتعزز تحالف آخر بين سوريا وايران في ضوء ان البلدين هما الآن عرضة ليس فقط للضغوط والتهديدات الدولية بل لنوع من «العدوان الأميركي» الذي قد يتحول الى عمل عسكري في أي لحظة

فعلى خلفية ملفها النووي تضغط الولايات المتحدة لاجبار طهران على الرضوخ لاملاءاتها وشروطها سواء في العراق أو لبنان في حين ان الادارة الأميركية تعمل من أجل تشديد الخناق على سوريا ومحاصرتها زيادة عزلتها العربية والدولية بحجة انها تدعم الارهاب في فلسطين ولبنان! وبات واضحا وجليا ان التحالف السوري - الايراني اثبت جدواه خلال العقود الماضية بالرغم من كل تلك المتغيرات الكبيرة والخطيرة التي شهدتها المنطقة اذ ان العلاقات القوية القائمة بين دمشق وطهران استطاعت ان تجنب المحيط العربي الكثير من الأزمات والمواجهات بدءا من حرب الخليج الاولى عام 1980 ومرورا بحرب الخليج الثانية عام 1990 وانتهاء بسقوط نظام صدام والاحتلال الأميركي المباشر للعراق‚

وإذا كان هناك من يشكك في جدوى وقيمة هذا التحالف السوري - الايراني فإن نظرة سريعة وفاحصة على تطورات الصراع ومساراته تقود الى الاستنتاج بأن وجود هكذا تحالف قد يكون هو السبب الرئيسي الذي منع الولايات المتحدة من شن هجوم عسكري على سوريا بعد احتلالها للعراق لأن طهران اكدت اكثر من مرة بأنها تعتبر استقرار الوضع داخل سوريا بمثابة «خط أحمر» لن تسمح لأحد بتجاوزه‚ كما ان دعم دمشق المتواصل لطهران قد مكن هذه الاخيرة ليس فقط من الحفاظ على علاقات طبيعية مع البلدان العربية‚ بل تحسين هذه العلاقات ونقلها من دائرة الشك والمواجهة الى مرحلة من الثقة والاستقرار‚ والجانب الايراني يقدر لسوريا كثيرا هذا الدور الذي انطوى على ابعاد اقليمية دولية ساهمت في حماية الثورة الايرانية من الضياع! ومع تعاظم واشتداد التحالف الأميركي - الاسرائيلي فإن منطقة الشرق الاوسط اصبحت مهددة بأحداث وتطورات دراماتيكية وقد تجلب معها والى كلا البلدين الكثير من المتاعب والضغوط‚ الامر الذي يشكل حافزا قويا بالنسبة لدمشق وطهران للتحرك بفاعلية للرد على هذا المشروع الأميركي - الصهيوني الخطير والداهم‚

مصادر
الوطن (قطر)