دعت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها امس الدول الغربية الى فرض عقوبات على ايران في حال فشلت المفاوضات الديبلوماسية معها بشأن وقف مشروعها النووي. وجاء في المقال: "تحدت ايران اول من امس المجتمع الدولي لدى اعلانها معاودة نشاطها لإنتاج الاورانيوم المخصب في مصنع لها بالقرب من اصفهان. قبل ذلك أحدثت ايران أزمة ديبلوماسية عندما رفضت اقتراحاً للإتحاد الاوروبي بتقديمات سياسية واقتصادية في مقابل وقف مشروعها لتخصيب الاورانيوم. ثمة مؤشر آخر من طهران للخط الجديد هو تعيين الزعيم الروحاني المحافظ علي خامنئي رئيساً للجنة المفاوضات مع الاوروبيين في الموضوع الذري. الرئيس الايراني الجديد أحمدي نجاد ينتهج خطاً أكثر محافظة وتشدداً تجاه الغرب، فأول ضيف دعي الى طهران كان الرئيس السوري بشار الاسد الذي جعل بلاده في موقع الدولة المنبوذة.

لا يمكن إسرائيل ان تبقى لامبالية امام التطورات المقلقة في الشرق. فالمشروع النووي الايراني الذي يقوم به نظام معاد ومتشدد ينظر اليه هنا كخطر أمني كبير. تقديرات المخابرات الاميركية التي سربتها "الواشنطن بوست" الاسبوع الماضي والتي تقول ان ايران لا تزال تحتاج الى عشر سنين للحصول على السلاح النووي لا تطمئن متخذي القرارات في القدس.

يملك الاميركيون هامشاً أمنياً واسعاً. وبالنسبة اليهم، فان نقطة اللاعودة هي فقط عندما تحصل ايران على سلاح نووي منجز. التقدير الاسرائيلي أكثر تشدداً ، فمن وجهة نظر اسرائيل نقطة اللاعودة هي اللحظة التي تتمكن فيها ايران من انتاج مواد انشطارية بقواها الذاتية. ويعتقد خبراء اسرائيليون ان ايران تحتاج الى سنتين او اربع سنوات في حال حررت نفسها من الاتفاقات والقيود من اجل انتاج كميات المواد الانشطارية المطلوبة لصنع السلاح النووي، حينئذ سيتغير ميزان القوى في المنطقة لغير مصلحة اسرائيل.

حتى الآن نجح المسعى الديبلوماسي الاوروبي الذي حظي بمباركة اسرائيل في وقف تحول ايران دولة نووية، وبطّأ المشروع. ومنذ الاتفاق الموقت الذي جرى التوصل اليه في شهر تشرين الثاني الماضي، لم ترد تقارير عن تخصيب الاورانيوم في ايران، ويتركز العمل في مصنع اصفهان الآن على المراحل الاولى لإنتاج الاورانيوم المخصب.

ولكن لا يشكل هذا سبباً للإطمئنان. فالتهديدات خطرة، والوقت يضغط، وتحدي ايران الواضح للمجتمع الدولي يفرض على زعماء اوروبا اعادة درس السياسة المرنة التي انتهجوها حتى الآن تجاه طهران. لقد أكد الرئيس الفرنسي علناً في مقابلة اجراها مع هآرتس وفي لقائه مع رئيس الحكومة قبل اسبوعين انه اذا فشلت المفاوضات التي يجريها الاوروبيون مع ايران فسيطرح الموضوع على مجلس الامن الذي يمكنه ان يفرض عقوبات... على زعماء الغرب ألا ينسوا ان منفذي الهجمات في لندن يستمدون ايديولوجيتهم المتطرفة من مصادر شبيهة، وعليهم الا يسمحوا لزعماء الاسلام المتطرف بالحصول على القنبلة الذرية".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)