تعقد اللجنة المركزية لحزب البعث الحاكم في سوريا اجتماعها الأول اليوم (السبت) لمناقشة نتائج اجتماعات القيادة القطرية للحزب، وخططها لتطوير الواقع السوري، في تأكيد جديد على قيادة الحزب للدولة والمجتمع في سوريا، خلافاً للتوقعات التي سادت قبل مؤتمر الحزب الأخير.

وذكرت مصادر بعثية أن القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم عقدت خلال الشهرين الماضيين سلسلة اجتماعات تناولت واقع العمل الحزبي والحكومي وسبل تطويره وتفعيله، وذلك ضمن خطة عملها لتنفيذ توصيات المؤتمر القطري العاشر للحزب وتوجيهات الأمين القطري الرئيس بشار الأسد للمرحلة المقبلة.

وقالت المصادر إن اجتماعات القيادة القطرية كانت شبه يومية منذ الاجتماع الأول بعد اختتام المؤتمر القطري، ووفق منهجية محددة وعلى أساس تعزيز عملية التطوير والإصلاح.

وذكرت المصادر أن القيادة راجعت تقارير المؤتمر القطري العاشر وتوصياته وأعادت صياغتها وحددت أولوياتها وعلى قاعدة تنفيذها بالكامل خلال الدورة الانتخابية الحزبية الراهنة.

وحسب مصادر في القيادة القطرية فقد أخذ هذا الأمر جهوداً كبيرة وركزت التقارير على الهدف الأساسي للحزب من حيث رسم السياسات العامة للمرحلة المقبلة، وآلية تنفيذ ما هو مقرر سواء لجهة القواعد الحزبية أو لجهة السلطة التنفيذية، وفي هذا السياق طلبت القيادة القطرية من الحكومة وضع برنامج زمني محدد لتنفيذ توصيات المؤتمر وبخاصة للشهور المتبقية من العام الحالي.

وأكدت صحيفة «البعث» أنه بين المواضيع التي ناقشتها القيادة القطرية في المرحلة الماضية موضوع تنظيم وتحديد علاقة الحزب بالسلطة.

وذكرت أن القيادة القطرية شكلت في اجتماعها الذي عقد الأربعاء الماضي لجنة من بين أعضائها من أجل تقديم مذكرة ترفع للقيادة حول هذه المسألة، وهذه اللجنة ستقدم رؤية جديدة للعلاقة السليمة بين المفاصل الحزبية من فروع وشعب وفرق، والسلطة من محافظات ومناطق ومجالس محلية مختلفة بحيث يصار إلى مناقشتها بالقيادة وإقرارها بصيغتها النهائية.

والهدف الأساس، حسب رأي القيادة القطرية، لتحديد صيغة العلاقة بين الحزب والسلطة، هو تقوية الحزب وتفعيل دوره وشد الجهاز الحزبي، يضاف إلى ذلك أن الهدف الآخر من هذا التحديد هو تغليب العمل الجماهيري والاجتماعي، بدلاً من الانغماس في تفاصيل العمل الحكومي، وكذلك توسيع مشاركة البعثيين في الأنشطة الاجتماعية المختلفة.

وبما يعطي القوة اللازمة والفاعلية بين الجماهير، كما تم إيلاء مسألة التثقيف الحزبي والإعداد أهمية كبرى، والتأكيد على ضرورة عقد ندوات وحوارات ومشاركة الجهاز الحزبي في جميع الأنشطة الثقافية التي تقام في المجتمع، وتفعيل دور البعثيين من عاملين وأنصار في مؤسسات المجتمع الأهلي.

وذكرت المصادر البعثية أن مسألة الفساد حظيت باهتمام كبير في اجتماعات القيادة القطرية، حيث تم تدارس الآليات المناسبة لمكافحته، وطرحت العديد من الصيغ منها، تكليف الجهاز الحزبي بالرقابة بشكل أكبر على المؤسسات والإدارات بمستوياتها المختلفة .

وتقديم معطياتهم الموضوعية حيال مظاهر الفساد بصورة موثقة على أن ترفع إلى القيادة القطرية لاتخاذ الإجراءات المناسبة وكذلك تفعيل أجهزة الرقابة القائمة: الهيئة المركزية للرقابة وللتفتيش، والجهاز المركزي للرقابة المالية.

وشددت القيادة على آليات التنفيذ والمتابعة للأجهزة الحكومية بما يضمن الحد من الفساد ومحاربته واعتبارها مهمة دائمة للهيئات والمؤسسات المختصة وكذلك للجهاز الحزبي ليكون قوة فاعلة في الرقابة الدائمة، وتطبيق الأنظمة والقوانين على الجميع دون استثناء، بحيث لا يكون أحد بمنأى عن المساءلة والمحاسبة.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)