زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران وهي الأولى له بعد تولي الرئيس المنتخب الجديد محمود أحمدي نجاد السلطة رسميا تحمل في طياتها أكثر من مدلول،

وتعد أيضا رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة في ظل الضغوط والتهديدات التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش ضد كل من سوريا وإيران بشأن الأوضاع في العراق بوجه خاص إضافة إلى أزمة الملف النووي لطهران.

هذه الزيارة وفي ظل الظروف الراهنة والمتغيرات الدولية وتطورات الساحة الإقليمية تبدو منطقية بعد تولي نجاد منصبه رئيساً لإيران، وها هو الأسد وفي تحرك ذكي ومدروس بهدف مواجهة الضغوط التي تتعرض لها دمشق وإيران معطياً بذلك اشارة واضحة، ومؤكدا أن سوريا أحوج ما تكون إلى طهران لاسيما أن البلدين يواجهان تهديداً أمريكياً مشتركاً.

إن وصف نجاد للأسد بأنه صديق الأمة الإيرانية، وتأكيده أن طهران تريد علاقات أقوى مع الرئيس السوري يكشفان عن رغبة البلدين في خلق جبهة قوية تتصدى للتهديدات والضغوط الأمريكية منعاً لأي تصعيد ضد بلديهما بالرغم من استبعاد قيام واشنطن بخطوة مماثلة كما حدث في العراق وما صاحب ذلك من تداعيات لاتزال الولايات المتحدة تعاني منها وتبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهها بعد أن تكبدت خسائر فادحة بشرياً ومادياً أثرت في مكانتها وسمعتها عالميا.

سوريا وإيران الآن في خندق واحد وبينها قاسم مشترك واحد، فالأوضاع في العراق تؤثر في البلدين، وكذلك هناك صلة بما حدث في لبنان مؤخرا وخاصة العلاقة مع “حزب الله” فنجد أن الولايات المتحدة اتهمت دمشق وطهران صراحة بدعم “حزب الله” وكذلك عدم الاستقرار في العراق، وهذا الاتهام هو بمثابة مقدمة لخطوة قد تتخذ ضد البلدين وقد تكون على شكل عقوبات أو المزيد من الضغوط والاتهامات.

واشنطن تريد أيضاً القضاء على التوجه النووي السلمي لإيران رغم أنه توجه مشروع وحق لطهران، وقد أكره الرئيس الإيراني الجديد في أول تصريحاته واختار هذا التحدي غير آبهٍ بالتهديدات الأمريكية والأوروبية.

وفي ظل هذه التطورات تأتي زيارة الأسد لطهران لتكون بمثابة دعم وبداية علاقة وطيدة بين البلدين لمواجهة الضغوط والتهديدات وهو ما كشف عنه علناً نجاد برغبته في علاقات أقوى مع الأسد.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)