مع بدء تطبيق خطة فك الارتباط عن غزة وخروج المستوطنين اليهود من هناك، ربطت الصحف الاسرائيلية بين نجاح الخطة والمستقبل السياسي لأرييل شارون. وبالأمس نشرت "هآرتس" عدداً من استطلاعات الرأي أبرزت كلها انخفاضاً ملحوظاً في تأييد الجمهور لشارون، ولم يقتصر ذلك على مناصري الليكود فقط وانما شمل أيضاً غالبية الجمهور. ففي رأي 53 في المئة منه، ان على شارون الانسحاب من الحياة السياسية بعد الانسحاب من غزة، في حين أيد 33 في المئة فقط فكرة خوض شارون الانتخابات لولاية جديدة. وأظهر الاستطلاع عينه ان غالبية الاسرائيلي (41 في المئة) يعارضون خطة فك ارتباط جديدة من الضفة الغربية. وحتى اليسار الاسرائيلي يعارض انسحاباً جديداً من طرف واحد شبيهاً بالانسحاب من غزة.

المعلق السياسي للصحيفة ألوف بن رأى ان شارون سيواجه الاسبوع المقبل أهم اختبار سياسي له، وكتب: "سيواجه شارون الاسبوع المقبل اختباراً حاسماً في حياته العامة: اجلاء المستوطنين من قطاع غزة وشمال الضفة. وبعكس الاختبارات السابقة كان لدى شارون سنتان من التحضيرات والاستعدادات... والاهم من ذلك هذه المرة ليس هناك أحد فوقه أو الى جانبه. فالمبادرة الاخيرة كانت مسؤوليته الكاملة، والتاريخ سيحاكمه هو فقط على الانسحاب ونتائجه.

في الاسبوع الاخير واجه شارون عقبتين كادتا ان تحرفاه عن طريقه. العقبة الاولى الهجوم على الحافلة في شفا عمرو الذي كان يستهدف اثارة فتنة بين اليهود والعرب ووقف قوات الإخلاء قبل بلوغها الهدف. لقد عالج شارون الازمة بحكمة وحنكة، فردّه الحاد على الحادثة والتفاهم الهاتفي مع زعماء الجالية العربية ساهم في وقف الانفجار...

العقبة الثانية التي تربصت بشارون كانت استقالة بنيامين نتنياهو من الحكومة يوم الاحد، والتي كان مقصوداً منها اضعاف رئاسة الحكومة اكثر مما هي موجهة لوقف الانسحاب وتحويل شارون جثة سياسية وكوكبا منفصلا عن الحزب الام. شارون الذي فاجأه التوقيت والاسلوب تحرك بسرعة وعين ايهود اولمرت مكان نتنياهو. الاسواق المالية هدأت، ولكن جاءت بعدها صدمة استطلاعات الرأي التي تنبأت بنهاية شارون داخل حزب الليكود مثلما انتهى دافيد بن غوريون بعد تشكيله لحزب ماباي والسيطرة علية لمدة عشر سنوات، الى أن كرهته المؤسسة الحزبية وطردته. في المقابلة التي أجرتها القناة الاولى معه، ركز شارون على ثلاث رسائل: أنا وفك الارتباط مفيدان للدولة، خصومي يحرّضون، ونتنياهو وضيع وزعيم فاشل...

لم يغير فك الارتباط شارون. فمن الحديث مع الوزراء ومع المؤيدين لفك الارتباط والمعارضين له والذين يحوطونه، يبدو انه لا زال هو نفسه... توجهه يساراً لم يحوله الى يوسي بيلين ولا حتى الى رابين الجنرال الذي كان رمزاً للسلام والتسوية(...)".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)