أعلن متحدث عسكري ايطالي أمس أن بلاده بدأت بسحب قسم من سريتها المنتشرة في جنوب العراق مع مغادرة 130 عسكرياً من كتيبة سان ماركو لن يتم استبدالهم مؤكداً بذلك جزئياً معلومات نشرتها امس صحيفة «لاستامبا»
وأعلنت فيها العودة المبكرة لـ300 جندي ايطالي الى ايطاليا مشيرة الى أن الانسحاب التدريجي للقوات الايطالية من العراق بدأ بصمت منذ مطلع شهر آب الجاري وذلك قبل شهر من الموعد الذي حدده رئيس الوزراء الايطالي سيليفو بيرلسكوني في أيلول القادم. وقالت الصحيفة إن طائرة عسكرية ايطالية هبطت في الخامس من الشهر الجاري في مطار برينديس الايطالي وهي تحمل على متنها حوالي 300 جندي من عناصر المارينز الايطالي دون أن يتم إرسال البديل عنهم الى العراق مؤكدة أن مئات آخرين من الجنود الايطاليين من أسلحة الجيش المختلفة سيصلون البلاد قريباً.
بدروها نقلت محطة «تيج جي24» الايطالية الفضائية عن مصادر عسكرية ايطالية وصفتها بالرفيعة المستوى تأكيدها أن بعض وحدات القوات الايطالية العاملة في الناصرية سلمت مناطق كانت تحت سيطرتها الى قوات الشرطة والجيش العراقيين لتولي زمام الأمور فيها.
الى ذلك جدد الرئيس الأمريكي جورج بوش امس التأكيد على اعتقاده بأن الحرب في العراق والحرب على الإرهاب هما شيء واحد وتعهد بعدم سحب القوات الأمريكية من العراق حتى ينعم ذلك البلد بالاستقرار.
وأشار بوش في خطابه الإذاعي الأسبوعي الى أن القادة العراقيين يعملون على الانتهاء من صياغة الدستور رغم موجة العنف التي تعرضت لها القوات الأمريكية والعراقية مؤخراً. وأضاف عندما تنجز المهمة سيكون من الممكن لجنودنا العودة بكل مايستحقونه من تقدير. وقال إن سحب القوات الامريكية قبل أن تتمكن قوات الأمن العراقية من الاضطلاع بمهامها بالكامل سيعرض في نهاية الأمر أمن أمريكا في الداخل للخطر.
وأضاف أن بلاده تحتفظ بوضع هجومي في العراق وأفغانستان وعلى جبهات أخرى حتى لايتعين عليها مواجهة الارهابيين في الداخل.
وقال إن وضع دستور عراقي سيكون خطوة حاسمة على طريق اعتماد العراق على ذاته. ورأى بوش أن الحرب في العراق والحرب على الارهاب مسألة واحدة. وكان بوش تجاهل أول امس الجمعة متظاهرين ضد الحرب في العراق تجمعوا منذ حوالي أسبوع قرب مزرعته في كروفورد ومر بموكبه مرتين أمامهم بدون أن يتوقف. وبين حوالي خمسين شخصا تجمعوا في الطريق سيندي شيهان والدة جندي قتل في العراق أصبحت رمز هذه الحركة الاحتجاجية، وهي تطالب بأن يستقبلها بوش لتبلغه معارضتها الحرب في العراق. وردد المتظاهرون عند مرور موكب بوش استقبلوا سيندي، وكان بوش متوجها من مزرعته الى مزرعة مجاورة يعقد فيها اجتماع للحزب الجمهوري من أجل جمع تبرعات. ورفع المتظاهرون لافتات تدعو الى عودة القوات الاميركية المنتشرة في العراق. وكان بوش صرح أنه يتعاطف مع شيهان التي تؤمن بأفكارها بقوة ومن حقها أن تقول ما تفكر به.
وأضاف فكرت كثيراً فيما قالته وسمعت أشخاصاً آخرين يقولون ارحلوا من العراق الآن لكن اذا فعلنا ذلك فسيكون خطأ لأمن هذا البلد ولفرص إرساء أسس سلام دائم إلا أن شيهان قالت إنها ستعتصم أمام البيت الابيض أيضا اذا لم يستقبلها بوش في كروفورد.