قبل يومين أصدر اتحاد المحامين العرب بيان احتجاج على ما ورد في قاموس "وبستر" الاميركي في طبعته الثالثة الاخيرة من مرادفات لكلمة "عربي" مثل "متسكع، شحاذ"، واعتبرها مسيئة ومهينة للعرب.

الاتحاد محق والمرادفات تتجاوز السوء والاهانة الى عنصرية مشهودة لهذا القاموس ولطبعته هذه التي صدرت العام الماضي. فيومذاك اثار احتجاجات واسعة ولا سيما بين العرب الاميركيين اذ اضاف الى التعريف التقليدي للعداء للسامية اي"العداء لليهود كأقلية عرقية ودينية غالبا ما يصاحبها تمييز اجتماعي واقتصادي وسياسي"، معنيين جديدين هما: معارضة الصهيونية والتعاطف مع اعداء اسرائيل.

ولعل عنصرية هذا التعريف غطت يومها تعريف "عربي" وتأخرنا جميعا عن الاطلاع عليه وفيه من المعاني السلبية اكثر مما ذكر البيان.

هذا "وبستر".

لكن الادهى ان "وبستر" ليس حالا منفردة. فلدى محاولتي البحث عن "عربي" في قاموس أميركي آخر هو "روجتس نيو ميللينيوم" المتوافر "أونلاين" على الانترنت والمحدّث باستمرار، حصلت على ثماني اجابات، فيها كم من المرادفات مما قد يكشف التقصيرالعنصري في "وبستر".

والقصد هنا في العدد وليس في المعاني النمطية السلبية. فلا خوف من تغيّر المعاني على اي باحث عن الكلمة.

وهنا بعض المرادفات التي يتضمنها "وبستر" ويتوسع فيها "روجتس" لكلمة "عربي":

المتسكع، المتشرد، المتسول، المنحرف، الأفاق، العالة، الصعلوك، المنبوذ، التائه، الزائغ، الاخرق، المتبطل، المستجدي، الكسول، المهمل، الولد الشرير، الشارد، الضال، الزقاقي، العائم، الهائم على وجهه، الهادر وقته، المقامر، المبذر، البائع الجوال، التاجر، المتاجر، المزايد، المضارب، المحتال.

فاذا كنت عربيا في قاموس اميركي، اختر ما شئت من هذه الكلمات في وصف من أنت، فلن تخطئ. ولا تحزن، لانك اذا حاولت الخروج من القاموس هذه الايام ستتعثر بمرادفات اخرى قد لا يطول الامر لتدخل الطبعات الجديدة، بل المستغرب في اطار هذا التعامل النمطي مع العرب ان كلمة "ارهابي" لم تضف بعد مرادفا في القواميس العنصرية. فأي حصار هو هذا؟

مصادر
النهار (لبنان)