كشف مصدر حكومي سوري لـــ "صدى البلد" ان صفقة الطائرات السبع التي كانت سورية في صدد شرائها من شركة "إيرباص" الأوروبية مطلع العام الجاري أرجأت حتى إشعار آخر وذلك نتيجة للضغوط الأميركية على سورية وكذلك العلاقات السورية الفرنسية المتوترة منذ قرابة عام ونصف.

وأضاف المصدر الحكومي السوري الذي رفض الكشف عن اسمه ان سوء آليات العمل الإداري السوري ساهم الى حد ما في تأخير إتمام الصفقة التي كان يجب ان تحصل قبل حوالى ثلاثة أعوام وذلك للحاجة الماسة لشركة الطيران السورية لتحديث أسطولها الذي كان قبل سنوات قرابة 16 طائرة موضوعة في الخدمة أما الآن ونتيجة لتهالك وقدم بعض الطائرات فإن عدد الطائرات الموضوعة في الخدمة الفعلية لا يتجاوز 12 طائرة، وهذا ما يشكل ضغطاً على "السورية" نتيجة الطلب المتزايد حيث تعمل الطائرات الحالية على كافة الخطوط بشكل ضاغط وهي مسألة تستوجب سرعة الحل...

السلامة قبل الربح

وأكد المصدر الحكومي السوري انه رغم اشتداد المنافسة إلا ان "السورية" تبقى الأكثر أماناً وسلامة باعتبارها تضع هذه الأولوية فوق أي اعتبار تجاري ربحي. وأشاد بقدرة الطيارين السوريين منوهاً ان "السورية" لم تتعرض لأي حادث خطير منذ عقود في إشارة هامة الى التزامها تقاليد وقوانين سلامة الطيران المدني العالمية.

وكانت شركة الطيران العربية السورية أعلنت منذ أشهر عن عزمها شراء 7 طائرات من طراز 320 ايرباص بمبلغ يتجاوز الخمسمائة مليون دولار. وخصصت الحكومة السورية حينها قسماً من المبلغ كدفعة أولى لكي يصار الى تسلم الطائرات على دفعات، إلا ان التحركات الأميركية ضد سورية ساهمت بقوة في أرجاء اتمام الصفقة الى أجل غير معروف. وكانت "السورية" أعلنت قبل مدة عن ان أرباحها في عام 2003 تجاوزت التسعة ملايين دولار رغم الظروف الصعبة. وقال مصدر في شركة الطيران "السورية" ان الشركة لا تزال تسدد للإيرباص شهرياً 2.5 مليون دولار وذلك عن صفقة كانت تمت في أوائل التسعينات من القرن الماضي حيث اشترت سورية 6 طائرات من طراز 320 تتسع كل منها لـــ 150 راكباً.

ازدياد عدد الخطوط زاد عدد الساعات

وفي حديث خاص لــ "صدى البلد" قال معاون مدير عام الطيران السورية المهندس فراس محمد ان ازدياد عدد خطوط السورية ألزمنا بتشغيل الطائرات ساعات طيران إضافية حيث بدأت تعمل الطائرات بمعدل 4 ساعات زيادة عن عملها الطبيعي.وأضاف ان "السورية" جهزت الطائرات الروسية الصنع تي يو 154 وان لجنة شكلت خصيصاً لمتابعة التعاقد على الطائرات الـــ 7 الجديدة مع شركة "ايرباص" وستكون في غالبيتها ذات الحجم المتوسط 320 وتتسع لقرابة 150. راكباً مشيراً الى ان "السورية" تعمل الآن بعقلية السوق الاقتصادية لكنها لن تتخلى عن شروط السلامة والأمان التي تعتبر من علامات وجودها، مؤكداً ان حجم العمل يزداد. ونوّه الى ان من ضمن الطائرات 12 حالياً تملك "السورية" طائرتي جامبو طراز 747 وتتسع كل واحدة منهما لـــ 320 راكباً و4 طائرات ايرباص 727. واعتبر المهندس فراس محمد ان لدى شركة الطيران السورية خطة طموحة لتحديث أسطولها ومطاراتها الداخلية، مشدداً على أهمية مشروع "التاكسي الجوي" الذي سيجمع سورية ولبنان والأردن وتركيا ومصر والعراق باعتبارهم إقليماً جغرافياً متقارباً وهذا ما يؤدي برأي محمد الى تطوير شبكة الربط في النقل الجوي بين هذه الدول.

مصادر
صدى البلد (لبنان)