رمم وزيرا الكهرباء في سورية ولبنان منيب صائم الدهر واللبناني محمد فنيش العلاقات الكهربائية اللبنانية ــ السورية وأعادا "التيار" المقطوع بين البلدين منذ 12 آذار 2005 إثر اغتيال الرئيس الحريري. وأعلن الوزيران السوري واللبناني استئناف الاتفاقات الموقعة بين البلدين والمتعلقة بإمداد لبنان بالتيار الكهربائي بعدما كانت سورية أوقفت إمداده بالكهرباء نتيجة تراكم الديون التي وصلت الى 30 مليون دولار. وخلص الاجتماع الذي عقد صباح امس في مبنى وزارة الكهرباء السورية بين وفدي البلدين في حضور الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري الى معاودة تزويد لبنان بالكهرباء السورية تنفيذاً للاتفاقات الثلاثة المبرمة. الأول ويقضي باستجرار الطاقة من طرطوس على التوتر العالي 230 كيلو فولت. والثاني استجرار الطاقة من ريف دمشق الى بلدة عنجر في البقاع على التوتر 66 كيلو فولت. والثالث ويقضي بتزويد قرى لبنانية صغيرة على الحدود مع سورية وإنارتها بالكامل.

التجديد لاحقاً

وقال مصدر حكومي سوري لـ"صدى البلد" ان الاتفاقات ستكون سارية المفعول وستعود الى سابق عهدها وهي لا تحتاج الى تعديل، مؤكداً "ان التجديد يأتي بعد هذه الاتفاقيات".
واعتبر وزير الكهرباء السوري في حديث الى "صدى البلد" ان سورية على استعداد لإلغاء الاتفاقات او الاستمرار بها حسب رغبة لبنان.

وحول موضوع الديون قال: "كان هناك خلل في آليات التسديد من الجانب اللبناني ما أدى الى تراكم الدين حتى وصل الى 30 مليون دولار"، لافتاً الى ان هذا الموضوع سيكون مدار حوار مع الجانب اللبناني لاعتماد آليات جديدة لسداد الديون والاستحقاقات.

الوزير فنيش

من جهته قال الوزير محمد فنيش لـ"صدى البلد" ان العلاقة بين البلدين متينة ولا يمكن الاستغناء عنها وشبه علاقة لبنان بسورية كالحاجة الى التيار الكهربائي "فكما أننا لا نستطيع الاستغناء عن التيار الكهربائي الذي يحدث خللاً عند انقطاعه كذلك لا نستطيع الاستغناء عن العلاقة الأخوية المشتركة".
وأضاف: "ان المشاورات ستستمر في اطار متابعة الاتفاقات كافة بغية تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين" لافتاً الى "ضرورة تعزيز التعاون اللبناني السوري خصوصاً مع التوجه العالمي الهادف الى قيام تكتلات وتحالفات إقليمية ودولية".

الغاز السوري

واجتمع الوفد اللبناني برئاسة الوزير محمد فنيش مع وزير النفط السوري ابراهيم حداد لمناقشة القضايا العالقة لا سيما منها مسألة تزويد سورية للبنان بالغاز وبعض المشتقات البترولية إلا ان اي قرار لم يتخذ على هذا الصعيد.
واعتبرت الأوساط المتابعة ان اجتماعات الوفدين خلصت الى اول انفراج عملي بين الحكومتين السورية واللبنانية منذ اغتيال الحريري وتسلّم السنيورة رئاسة الحكومة.

لا مشكلة ديون

وكان الوزير فنيش توجه صباح امس الى دمشق عبر طريق المصنع حيث كان في استقباله في صالون الشرف في جديدة يابوس نظيره السوري على رأس وفد من كبار موظفي الوزارة ونصري خوري.
وبعد استراحة قصيرة أوضح الوزير اللبناني ان الزيارة هي "للبحث في تفعيل الاتفاقات المعقودة بين وزارتي الطاقة في لبنان وسورية والعمل على سلامة تطبيقها"، لافتاً الى "ضرورة عدم استباق الأمور لأن الاتفاقات التي وقعت، وقعت بروحية التعاون والتكامل وتحقيق المصالح المشتركة، وسنبحث في هذه الاتفاقات وفقاً لهذه الأهداف، وبالتالي لا مشكلة بالنسبة الى موضوع الديون، ونحن كلبنانيين ما يتوجب علينا سندفعه".
ورداً على سؤال حول التقنين الكهربائي القاسي في البقاع الأوسط قال فنيش: "هذا كلام غير دقيق، والمدير العام لكهرباء لبنان موجود معنا"، مشيراً الى "ان وضع التيار الكهربائي تحسن وساعات التغذية تتراوح بين 18 و20 ساعة ولكن اذا طرأ اي عطل فكهرباء لبنان تقنن في التغذية".

الوزير صائم الدهر

بدوره قال الوزير الدهر: "ان هذا الموضوع تنظمه الاتفاقات المبرمة بين لبنان وسورية والتي ما زالت سارية المفعول وسنسمعه من الوزير فنيش، ونتوجه الى مكاتب وزارة الطاقة لنبحث في كل المواضيع وفي كل ما يمكن طرحه من قبل اللبنانيين او اذا كان هناك من طروحات او افكار معينة لتعزيز التعاون"، مشيراً الى "ان ابرز بنود جدول الأعمال متابعة المشاريع المشتركة: مشروع الربط على التوتر 400 كيلو فولت، ومشروع الربط السباعي ولبنان وسورية عضوان دائمان فيه، وستناقش الاتفاقية وسنستمع الى ملاحظات الأشقاء اللبنانيين".

سورية تحترم الاتفاقيات

ورداً على سؤال قال صائم الدهر: "لم يحصل يوماً ان سورية أوقفت العمل باتفاقية مع اي دولة عربية مجاورة وهذا من ضمن سياسات العمل المتبعة في سورية، وبالتالي سورية دائماً تحترم الاتفاقات التي توقعها ودائماً لديها القدرة على الاستماع والحوار والبحث في أي موضوع يطرأ".

مصادر
صدى البلد (لبنان)