شنت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية هجوما عنيفا على ناشطي حقوق الإنسان في البلاد ، واتهمتم بالعمالة وبأنهم "شخصيات مهترئة تدعي الوطنية، وتُنصب نفسها حاميةً لها " ، وذلك ردا على ارسال الدكتور عمار قربي الناطق الإعلامي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية والمحامي أنور البني رئيس المركز السوري للابحاث والدراسات القانونية رسالة مطولة إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة لويز اربور والتي طالبا فيها بالضغط على الحكومة السورية لتحقيق انفراجات في البلاد واطلاق المعتقلين السياسيين لافتين من خلالها الى التضييقات الاخيرة ، وفي مقالة نشرت في البعث أمس اتهمت نائب رئيس المكتب التنفيذي للاتحاد العام النسائي الناشطين " بأنهم دعاة مأجورين وأنهم مرضى في عقلهم وروحهم وقلبهم متهمة إياهم بالاحتضان من إدارة متعالية تفتك بالشعوب" .

من جهته قال الدكتور عمار قربي في تصريح خاص لـ" إيلاف" إننا تعودنا على هذه الألفاظ غير الأخلاقية من دولة البعث ومن عبيد الأمن ، ففي بلاد تحترم القانون يقدم كل من كتاب هذه المقالات التشهيرية بالإضافة إلى رئيس تحرير الصحيفة إلى المحاكمة بتهمة التشهير والقذف وتشويه السمعة ، لكن في الظروف الحالية أشعر أن هذا هو نوع التكريم الوحيد الذي تستطيع دولة البعث أن تقدمه لأبناء سورية مقابل جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية التي تقدمها الدول جميعا بما فيها الدول العربية لمبدعيها."

وأضاف قربي" أن السوري مهما كان كبيرا يبقى في نظرهم حقيرا ما لم يكن عنصر أمن أو ضابط مخابرات، فهذا الأخير هو الوطني المحب بالولادة والمهنة لسورية والقيم على الوطنية وما عداه عنوان للعمالة والتآمر والحقد على بلده وعلى شعبها، فكيف يمكن أن يصل الفكر إلى هذه الدرجة من البؤس " وتابع "إن الإعلام السوري لا زال مصمما على أحاديته وممارسة الإقصاء كمنهج له ولا زال بعض أتباعه من أمثال كاتبة المقال متكلسين محنطين كل همهم إرضاء أسيادهم على حساب كرامتهم وشرفهم المهني " .

وفيما إذا كانت تلك الرسالة الى الامم المتحدة يمكن ان تعتبر استقواء بالخارج قال قربي " نحن في المنظمة وكل المعارضة الوطنية في سورية لا نؤمن ولا نسعى للاستقواء بالخارج و موقفنا واضح من التدخل الغربي في الشؤون السورية وخاصة وان الولايات المتحدة فاقدة أصلا لمصداقيتها في الشارع السوري ولدى اغلب المثقفين ، فهي شريك أساسي لأغلب الأنظمة القمعية في العالم وهي التي تحميهم ، إضافة لان سجلها في مجال حقوق الإنسان مليء بالانتهاكات بدءاً من تدنيس القرآن في غوانتانامو وحتى الدعم اللا محدود بالعتاد والمال والقرار لهمجية العصابات الصهيونية "، وأضاف ، " إن الرسالة موجهة إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة وهي أعلى جهة اعتبارية في العالم ، وسورية دولة عضو في الأمم المتحدة وموقعة على اتفاقيات ومعاهدات في تلك الهيئة الأممية وعليها أن تلتزم بما وقعت عليه ، وكما أن سورية تطالب الجميع بتطبيق قرارات الأمم المتحدة نحن نطالب سورية بتطبيق الاتفاقيات التي وقعتها طوعا قبل أن تطبق القرارات" .

واكد قربي" إن كل البيانات المحلية والدولية من الجمعيات والأحزاب التي طالبت الحكومة السورية بالإفراج عن رعدون باقي المعتقلين السياسيين وكل الرسائل سواء من المنظمات أو المحامين أو آلاف الأفراد والمثقفين والناشطين التي وجهت إلى الرئيس السوري وكل التدخلات من قوى عربية وحزبية وكل الوفود العربية والدولية لم تفلح في الإفراج عن معتقل واحد من السجون السورية ولهذا يبقى تحركنا السلمي تجاه الأمم المتحدة ملاذ أخير في إطار نضالنا السلمي للعيش بكرامة تليق بالذات الإنسانية".

يذكر أن قربي والبني قابلا اربور في مطلع شهر حزيران (يونيو) ، وطالباها بالتدخل لدى الحكومة السورية من اجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والترخيص لمنظمات حقوق الإنسان في سورية.

مصادر
إيلاف (المملكة المتحدة)