حفلت الصحف الإسرائيلية الصادرة امس بتحليل حاضر عملية الانسحاب من غزة ومستقبلها، وقامت بتغطية وقائع بدء تنفيذ خطة الانفصال أحادية الجانب التي بدأت الحكومة الإسرائيلية بتنفيذها رسمياً منتصف ليلة اول امس.

فقد نشرت "هآرتس" على صدر صفحتها الاولى امس مقالا لكبير صحافييها يوئيل ماركوس تحت عنوان "انتهى الحلم" استذكر فيه اقوال شارون في المقابلة التي خص فيها ماركوس في شباط (فبراير) 2004 حين اعلن عن خطة "فك الارتباط" للمرة الاولى.
وكتب ماركوس ان "ما التقطته اذني اكثر من أي شيء آخر (في تلك المقابلة مع شارون) كانت الجملة انه لا يمكن النظر الى الاخلاء على انه نهاية العملية".

واضاف ماركوس ان شارون "اتخذ قرارا نهائيا بينه وبين نفسه يقضي بتقسيم البلاد ووداع فكرة ارض إسرائيل الكاملة".
ولفت ماركوس الى أقوال شارون في الايام الاخيرة الماضية بأن "كان لدينا حلم لكنه غير قابل للتنفيذ".

وكان شارون قد اعترف في مقابلة نشرتها صحيفة "يديعوت احرونوت" يوم الجمعة الماضي بأن الانسحاب من قطاع غزة جاء نتيجة عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين. وقال "كان واضح لي منذ البداية ان العملية (الانسحاب من قطاع غزة) لن تمر بسهولة لكن التواجد في غزة وكل ما يتعلق بذلك والثمن الذي ندفعه كان يجب ان ينتهي".
وانتقد ماركوس بشدة الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساب الذي القى الاسبوع الماضي خطابا طلب فيه "السماح" من المستوطنين على اخلائهم.

وقال الكاتب انه "كان على كتساب طلب السماح من جنود الجيش الإسرائيلي، الابناء والاباء، الذين شكلوا على مدار عشرات السنوات درعا واقيا للمستوطنين".

ويأتي مقال ماركوس في اطار الجدل الإسرائيلي الداخلي حول خطة ف"ك الارتباط" اذ انهى مقالته بالقول ان "شارون لن يطلب في خطابه مساء اليوم (امس) الاثنين السماح من المستوطنين، فهؤلاء استنفذوا حقهم في الاحتجاج واصبحوا الان يلحقون ضررا في صلاحيات الدولة وبمناعتها القومية وبالنظام الديموقراطي".

والتزم كبير صحافيي "يديعوت احرونوت" ناحوم برنياع بخط الدفاع عن فك الارتباط من جهة والتنبؤ بانسحابات إسرائيلية مستقبلية من الضفة الغربية.

وكتب مقالا احتل الصفحتين الثانية والثالثة في الصحيفة وقال فيه انه "عندما تجف دموع المستوطنين ويهدأ الغبار الاعلامي فان ما سيبقى في الوعي هو ان هذه المرة الاولى التي فيها إخلاء مستوطنات داخل المنطقة التي تعتبر ارض إسرائيل".
واضاف ان لعملية كهذه "أهمية بالغة للغاية من الناحيتين الاجتماعية والسياسية.. لقد فقد المستوطنون حق الفيتو الذي كانوا يتمتعون به حيال إخلاء مستوطنات".

واعتبر برنياع ان "شارون كان اشجع من رؤساء الحكومات السابقين، لانه تجرأ على وضع علامة سؤال على الاسطورة الرمز (ارض إسرائيل الكاملة) ونفذ ذلك بصورة احادية الجانب ايضا".

واضاف ان "المنطق ذاته الذي قاد الى اتخاذ قرار إخلاء المستوطنات الحالية سيقود الى خطة إخلاء مستوطنات اخرى.. لقد قلصت إسرائيل تطلعاتها (لتشمل الكتل الاستيطانية".

مصادر
المستقبل (لبنان)