مدير عام الجمارك السورية: الازدحام انتهى بعد تطبيق اتفاق لتسهيل العبور بالاتجاهين

شهدت ازمة عبور الشاحنات على الحدود اللبنانية ـ السورية انفراجاً كلياً امس بالنسبة لنقطة العبودية ـ الدبوسية في شمال لبنان، بعدما كانت هذه الازمة سجلت انفراجاً تدريجياً عند نقطة المصنع ـ جديدة يابوس في البقاع على مدى الايام الثلاثة الماضية. وأمس اطلع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة من المدير العام للجمارك اللبنانية اسعد غانم على الوضع الحدودي. وحضر اللقاء الذي عقد في مكتب السنيورة في السراي الحكومي ببيروت الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء سعيد عيد، المكلف من الرئيس السنيورة متابعة قضية حركة العبور بين لبنان وسورية.
وبعد الاجتماع قال مدير الجمارك: «وضعت الرئيس (السنيورة) في صورة الوضع عند الحدود وخصوصاً في منطقة المصنع ـ الجديدة... ونلاحظ من الارقام ان عدد الشاحنات الذي يكون في الانتظار يتدنى. وعن الوضع على معبر العبودية، افاد: «بالنسبة الى الحدود الشمالية لم يعد هناك اي شاحنة. وكان عدد الشاحنات المنتظرة على هذه الحدود وصل الى 700 شاحنة. وحالياً لا يوجد اي شاحنة. والوضع جيد جداً. وكذلك بالنسبة الى معبر العريضة فهو سالك من الناحيتين بالدخول والخروج».

وفي دمشق أكد مدير عام الجمارك السورية، باسل صنوفة، «عدم وجود أي إجراء غير طبيعي من قبل الجانب السوري من شأنه خلق أزمة شاحنات على المعابر الحدودية اللبنانية» مضيفا أن السلطات الجمركية السورية حشدت عدداً كبيراً من عناصرها وزادت عدد ساعات التفتيش للحيلولة دون انتظار الشاحنات وقتاً طويلاً قبل وصولها إلى مراكز التفتيش السورية.

ونفى صنوفة ما تناقلته بعض وسائل الاعلام اليوم عن وجود ازمة في عبور الشاحنات المقبلة من لبنان عبر نقطة جديدة يابوس أمس وقال ان اكثر من 130 شاحنة لبنانية عبرت بالامس معبر جديدة يابوس (المصنع) وسيرت بقافلة واحدة من هناك نحو مقاصدها في نصيب والتنف والامانات الجمركية الداخلية في دمشق وعدرا.

واكد صنوفة ان الازدحام في معبر الدبوسية قد انتهى بشكل كامل وذلك بعد تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه الاسبوع الماضى مع الجانب اللبنانى لتسهيل العبور بالاتجاهين بين البلدين مؤكداً أن حركة الشاحنات على معبر المصنع وجديدة يابوس لم تشهد مثل هذا الزخم في تاريخها وذلك بشهادة الجانب اللبناني ومع ذلك فان ما احصى اليوم من هذه الشاحنات لم يتجاوز 98 شاحنة وستدخل جميعها اليوم الى داخل الاراضى السورية بعد انجاز بياناتها الجمركية واجراء عمليات التفتيش الروتينى.

وكان عبور الشاحنات من لبنان الى سورية قد شهد تسهيلات لمدة اسبوع واحد بعد زيارة رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة اخر يوليو(تموز) دمشق ثم تعرقل مجددا قبل بضعة ايام.

وقال المسؤول السوري للشرق الأوسط أمس« لقد واجهنا هذا الصيف ضغطاً كبيراً في حركة العبور من لبنان فقد ازداد ضخ البضائع اللبنانية الآتية إلى سورية وازدادت عمليات تصدير الفواكه اللبنانية مما رفع وتيرة العبور،وهذا استدعى تضافر الجهود السورية واللبنانية بغية إيجاد مستلزمات تقنية تسهل حركة العبور» .

وقال انه سبق للجانبين السوري واللبناني أن اتفقا على إقامة مركز حدودي مشترك عند موقع الشيخ عياش مقابل الدبوسية. وفيما نفذ الجانب السوري التزاماته « بقيت الأمور على ماهي عليه في الجانب اللبناني ». وأضاف: «قلنا لهم أيضاً إذا لم تتمكنوا من استملاك الأراضي اللازمة لتوسيع الطرقات، فإن بإمكانكم استئجارها من أصحابها،غير أن شيئاً من ذلك لم يتحقق وقد اضطررنا منذ نحو شهرين لاستملاك سبعين ألف متر مربع في منطقة الدبوسية لإنشاء ساحات جمركية عليها مما شكل تكلفة إضافية غير واردة في ميزانياتنا بقيمة نصف مليار ليرة سورية كما أننا بدأنا وعلى نفقتنا الكاملة بإنشاء جسر على النهر في الدبوسية وقد نبني جسراً ثالثاً».

وفضلاً عن ذلك أضاف صنوفة «مددنا ساعات التفتيش لتصل إلى ثماني عشرة ساعة في اليوم، وضاعفنا عدد العناصر الجمركية للحيلولة من دون أي ازدحام، وطالبنا الأخوة اللبنانيين بأن ينظموا من جهتهم عمل الشاحنات بحيث تكون أولوية العبور للشاحنات التي تنقل مواد غذائية على حساب الشاحنات الأخرى التي تنقل مواد صناعية أو اسمنت، وحولنا عمليات نقل الفوسفات والبحص المصدرة إلى لبنان إلى معبر العريضة، مما كلفنا ذلك أعباء نقل إضافية حيث بات طريق نقل هاتين المادتين أطول بمسافة مائة كيلو متر عن الطريق السابق».

وأكد صنوفة «عدم وجود أية شاحنة الآن عند موقع العبودية وأنا مسؤول عن هذا الكلام والمشكلة تقنية بحتة وإننا نفتش السيارة ما بين أربع وست دقائق وأعتقد أن هذه المدة منطقية».

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)