قالت صحيفة ’’إندبندنت’’ البريطانية امس ان شهر يوليو الماضي كان الأكثر دموية في تاريخ العراق الحديث وانه جرى التعتيم على معظم الحوادث واحصاءات القتلى في سبيل توفير مناخ معنوي مريح للاتفاق على الدستور وإعلانه•

وكشفت الصحيفة عن ان المشرحة الرئيسية في بغداد استقبلت خلال يوليو جثث 1100 مدني عراقي قتيل تعرض معظمهم لإعدامات غامضة أو للتعذيب الشديد حتى الموت وان لم يمكن التعرف عليهم لتشويه معالمهم، وهو أكبر عدد مسجل لدى المشرحة في تاريخ المعهد الطبي في بغداد، بسبب اعمال العنف المنتشرة في البلاد• واوردت على سبيل المقارنة ان اقل من مئتي جثة نقلت الى المشرحة في يوليو من السنوات 1997 و1998 و1999 في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين•

وأضافت في تقرير على صفحتها الأولى أعده مراسلها في بغداد أن االمشرحة لم تعد قادرة على الاحتفاظ باعداد الجثث المتزايد مما أدى الى وضعها فوق بعضها البعض• وأوضحت أن من بين القتلى 963 رجلا معظمهم معصوبو الاعين وايديهم مقيدة وراء ظهورهم والرصاصات في رؤوسهم وأشرطة لاصقة على أفواههم، بالاضافة الى 137 امرأة•
وقالت انه يجب دفن الموتى في غضون ايام بسبب ارتفاع اعدادهم وضيق مساحة المشرحة، لكن بلدية بغداد غير قادرة على تأمين سيارات وموظفين لنقل الموتى الى المقابر بسبب تزايد أعداد القتلى• وكانت أسباب القتل مختلفة حسب مصادر راجعها المراسل، حيث يشكل قتل الجنود الاميركين لعراقيين النسبة الكبيرة الى جانب جرائم شرف واعتداءات المسلحين والتصفيات الجسدية بين بعض المليشيات المسلحة السرية المتشاكسة•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)