تواصل القوات الاميركية تشكيل قوات حرس حدود عراقية مع الاعتراف بأن المهمة ليست بالسهلة في بلد تربطه حدود طويلة مع ستة بلدان منها ايران وسورية، التي غالبا ما تتهمهما واشنطن بعدم اتخاذ اجراءات كافية للحد من عمليات تسلل المقاتلين الى العراق.
ويعترف الكولونيل الاميركي كارل لامرز، الذي يعمل مستشارا في قيادة قوات الحدود العراقية، «انه من المستحيل التمكن من حماية حدود 100% وعلى مدار الساعة».

وتزايدت اعداد قوات حرس الحدود العراقية من 11 الفا في اغسطس (آب) من العام الماضي الى اكثر من 19 الفا في هذا العام، ومن المؤمل ان يتصاعد هذا الرقم الى 28 الفا في مارس (آذار) من العام المقبل.

ويمتلك معظم عناصر قوات حرس الحدود العراقية خبرات عسكرية من خلال عملهم في الجيش العراقي المنحل، لكنهم أدخلوا في دورات تدريبية لمدة اسبوعين قبل عملية نشرهم على 258 نقطة حدودية عراقية منتشرة على طول حدود العراق مع دول الجوار الست. ويمتلك كل مركز حدودي عربات ووسائل اتصال. ويؤكد مقدم في قوات حرس الحدود العراقية، طلب عدم الكشف عن اسمه، ان «بعض مراكز الحدود لم يتم تأهيلها بعد، كما ان اجهزة اتصالاتها غير كافية».

ويشرح المقدم أن بعض اجزاء الحدود العراقية تشكل تحديا حقيقيا «خصوصا الحدود الغربية (مع سورية) والجنوبية (مع السعودية)».

وتبدو مهمة مراقبة الحدود العراقية امرا صعبا مع حدود تمتد على نحو 3500 كيلومترا بينها 1400 كلم مع ايران و600 كلم الى الغرب مع سورية ونحو 800 كلم في الجنوب الغربي مع المملكة العربية السعودية.

وتشكل هذه الحدود تهديدا حقيقيا لأمن البلاد، حيث يقوم المقاتلون العرب وخصوصا الاسلاميون المتشددون بعمليات التسلل للالتحاق بالمتمردين المسلحين في داخل البلاد، بالإضافة الى عمليات التهريب المعتادة للماشية والكحول والوقود.

وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قد صرح في التاسع من الشهر الحالي، انه تم العثور في العراق على اسلحة «جاءت من ايران بشكل لا لبس فيه». إلا انه لم يتحدث عن احتمال وجود تورط ايراني رسمي في عملية دخول الاسلحة، وقال «ان الحدود شاسعة وان سماح الايرانيين لهذه الانواع من الاسلحة بعبور الحدود امر لا يساعد». وغالبا ما تتهم واشنطن والسلطات العراقية سورية بعدم القيام بإجراءات حقيقية لمنع عمليات التسلل للمقاتلين العرب الى داخل العراق عبر الحدود السورية، الأمر الذي تنفيه دمشق بشدة.

ودافع الكولونيل الاميركي لامرز عن كفاءة عمل قوات الحدود العراقية، مؤكدا ان «الحدود غير محكمة»، ويضيف «هناك حيث التهديد خطير فان المسافة تقصر بين مخافر الحدود مثلما هو الحال في منطقة سنجار»; على الحدود العراقية ـ السوريةَ. ويتابع لامرز «في بعض الاحيان نحصل على معلومات على الحدود بشأن دخول مشتبهين فنقوم بملاحقتهم واعتقالهم حتى في داخل الحدود العراقية». ويؤكد «لكن حتى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لا تستطيع ان تصادر القنابل» داخل اراضيهم.

ومن أجل تقوية عمليات المراقبة على الحدود قامت القوات الاميركية بتقديم اجهزة ومعدات حديثة الى السلطات العراقية بإمكانها الكشف عما في داخل الشاحنات الداخلة الى الاراضي العراقية عبر الاشعة. إلا أن الكولونيل الاميركي كارل لامرز قال وهو يقدم صورة أشعة مأخوذة لإحدى الشاحنات تبين في داخلها شخصا يختبئ بين مجموعة من الصناديق ان «هذا ليس حلا للمشكلة، لكنه رغم ذلك قد يشكل بعض التقدم». ويرفض المسؤولون الاميركيون الحديث عن الاماكن التي تم فيها نشر هذه المعدات المتطورة.

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)