في دراسة أعدها الباحث التونسي نبيل نايلي عن "المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة الأمريكية، تشكل فريقهم، أيديولوجيتهم، واستراتيجيتهم، يبرز اسم زلماي خليل زادة كواحد من الآباء المؤسسين لهذا التيار.

الحقيقة الواضحة التي يركز عليها جميع الباحثين هي ارتباط التيار المذكور بالحركة الصهيونية، بل أن واحداً من مكوناته الثلاثة يرتبط مباشرة "بالليكود الاسرائيلي".

الملفت هنا أن هؤلاء الباحثين يعزون ذلك إلى كون الأيديولوجيين الأساسيين هم من اليهود الصهاينة، من أمثال ريتشارد بيرل أو بول وولفويتز. وإن تكن تلك حقيقة لا ينكرها أحد فأن وجود رجل كزلماي خليل زادة ذي أصل إسلامي آسيوي يدل على حقيقة أخرى وهي أن المتصهينين من غير اليهود قد يكونون أحياناً أخطر من اليهود أنفسهم. ما يعيدنا إلى مقولة انطون سعادة في التحذير من يهود الداخل الذين قد يكونون أكثر خطراً من يهود الخارج.

مقولة إذا ما نقلناها إلى الساحة العربية نفسها قفز إلى ذهننا مباشرة ألف اسم واسم، وقد يغيب عن الذهن بالمقابل عدد من الأسماء التي لم نكتشفها بعد.

هذه الأسماء قد تكون اسماء أشخاص، وقد تكون أسماء تنظيمات سياسية، وقد تكون أسماء منظمات مجتمع مدني من آخر صيحات عباءات التخفي.

طبعا العملاء المفضوحون هم اقل الناس حظا، فرجل كانطوان لحد، أو تنظيم كجيش لبنان الجنوبي، أو مؤسسة مجتمع مدني كتلك التي قام حولها الكثير من الضجيج، هم أقل حظا من حيث (السترة)، دون أن يعني ذلك حقيقتين:

الأولى إن كونها كذلك لا يعني التسامح معها من باب أن كثرة السارقين تبرر السرقة، أو أن وجود المجرمين الآخرين يبرر للمجرم. مما ينسحب على المتعاونين في لبنان أو في فلسطين أو في العراق، كما ينسحب على جميع المتعاونين على الساحات الأخرى غير المكشوفة.

والثانية أن ضرورة العمل على فضح الآخرين، خاصة أولئك الذين كانوا حتى الأمس القريب يقدمون أنفسهم كرموز وعلى الأقل كشركاء في العمل الوطني وحتى النضالي، لتثبت الأحداث الآن أنهم لم يأتوه يوما إلا لطمع في حماية والأغلب لطمع في منافع تصل حد السرقة.

كثير من هؤلاء كانوا يرتدون عباءة اليسار لأنهم كانوا يجدون في الاتحاد السوفييتي والكتلة الاشتراكية سنداً وبعدا ومصدرا لكسب كل شيء: المال والسفر والمواقع وفرص التطوير المهني، وربما ميزة أساسية تجعلهم مرغوبين من قبل أجهزة المخابرات الأميركية والغربية والعربية المتعاونة معها.

بهذا المعنى يكون زلماي خليل زادة الأمريكي الصهيوني صورة أصلية لآلاف زلماياتنا العرب المنتشرين من المحيط إلى الخليج، والذين تكتفي طموحاتهم بأقل من سفير في أفغانستان أو العراق.

مصادر
المحور (الأردن)