عيسى الأيوبي
كاتب عمود الوطن السورية ونائب رئيس شبكة فولتير ومؤتمر م�

بين والي السوريين العثماني الجديد والانكشارية الجدد ثمة علاقة لا يمكن إنكارها حتى ولو لم يعلن الباب العالي وجودها وحتى لو كان فرمان تعيينه غامض المعالم غموض الوضع الداخلي في تركيا وغموض الوضع الداخلي عند الذين أرادوا استنساخ الماضي الاستعماري سواء في الباب العالي أو في العواصم الغربية وخاصة باريس.
بالتأكيد لن يستطيع الذين استنسخوا الماضي كالاستعمار الجديد الذي تستنسخه فرنسا من ماضيها القريب والبعيد في شاطئ العاج وليبيا واليوم في مالي والذين استنسخوا الإمبراطورية والخلافة البائدة في اسطنبول أن يفرضوا ثقافتهم على العالم من جديد ولا على سورية. كل ما يستطيعونه (...)

يبدو أن الرئيس الرنسي المنتخب يعاني أزمة التشكيل الحكومي، فعليه أن ينجح على مختلف الصعد الداخلية والخارجية، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وعليه في الوقت نفسه ارضاء محتلف التيارات السياسية والفكرية الداخلية كما عليه مواجهة تحديات النظام الدولي الجديد الذي ارتسم في الافق وتخلفت فرنسا عن مواكبته كما يليق بدولة حرة قوية وصاحبة قرارها الحر الذي يعبر عن مصالحها ومبادئها.
فالتشكيل الحكومي الذي سيظهر في 16 الشهر الجاري اي بعد اقل من 24 ساعة من تسلم فرانسوا هولاند مهامه الرئاسية سيأخذ بعين الاعتبار مجموعة عوامل داخلية فرنسية واوروبية ودولية. فالرئيس هولاند عليه أن (...)

الحالة العصابية التي تصيب أصحاب القرار في أوروبا عامة وفرنسا خاصة باتت ملحوظة وتثير الدهشة أحياناً والاستهجان أحياناً أخرى.
ففريق الرئيس ساركوزي يسرع الخطا للخروج من السلطة وبعضهم من الحياة السياسية وكأن ثمة «تفليسة» سياسية وسقوطاً للهيكل السياسي.
في المقابل بدا واضحاً أن اليسار الرابح في معركة الرئاسة الفرنسية يحضر نفسه بسرعة أيضاً لملء الفراغ وتشكيل فرق عمل وليس فقط فريقاً واحداً، وخاصة أن الخراب يبدو أكبر مما هو ظاهر وينال كافة مناحي الحياة في فرنسا، بما فيها تخريب البنى السياسية والفكرية الناظمة للعلاقات داخل الأحزاب نفسها من يسارية ويمينية.
وإذا كان (...)

هي ربما مصادفة لا أكثر أن يكون السابع من أيار حاملا للعديد من المؤشرات السيئة لنيكولا ساركوزي وحاشيته بل لكل رموز المشروع الذي أتى به رئيساً لفرنسا منذ خمس سنوات. فقد خرج ساركوزي مهزوما من معركة انتخابية ضارية استخدم فيها كل الأسلحة المحرمة فرنسيا وسياسيا ودبلوماسياً، وبعد أن استنزف كل طاقات اللوبي الصهيوني، ليس في فرنسا فحسب بل أيضاً في العالم وفي الصحراء العربية. وكان سقوطه مدويا حيث يبدو واضحاً أن حلما صهيونيا بأكمله قد سقط ولن يستطيع خليفته مهما حوصر بخلايا الصهيونية النائمة في اليسار الفرنسي من إنقاذ هذا المشروع.
اسقط الشعب الفرنسي رئيساً خان مصالحه (...)

انتهت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية وبدأت معركة الجولة الثانية الحاسمة. الفرنسيون انشغلوا في اختيار رئيسهم للسنوات الخمس القادمة وفق معاييرهم واهتماماتهم وهمومهم. ولم يعيروا الخارج الأهمية اللازمة رغم أن مصيرهم ومصالحهم قد ربطها رئيسهم بالخارج. ورغم تلازم الأزمات الداخلية بالخارج، إلا أن الحوار والنقاش لم يطولا، ظاهرياً، السياسات الخارجية التي أوصلت فرنسا إلى هذه الحالة الاقتصادية والاجتماعية.
لكن الفرنسيين حاسبوا وعاقبوا بشكل ضمني رئيسهم نيكولا ساركوزي بأن حصل على أقل نسبة يحصل عليها رئيس للبلاد بعد ولايته الأولى وأحدثوا صدمة تاريخية، كما (...)

تبدو «الأزمة السورية» قد اتضحت أكثر للعالم وللسوريين وتحولت إلى ما يمكن تسميته «المسألة السورية» فهي منذ البداية كانت أكثر من كونها أزمة يمكن معالجتها بطريقة أو بأخرى. فحلول الأزمة موجودة ويمكن البحث بها وعنها في الداخل السوري ومن السوريين الذين يعرفون جيداً ماذا يريدون وما يصلح أمورهم ويحافظ على موقعهم ويطوره.
لكن التصريحات الفرنسية وطريقة تعامل الغرب والمتصحرين مع هذه القضية يؤكد أموراً كثيرة لا تدخل على الإطلاق في خانة حل أزمة ولا تطوير نظام سياسي واقتصادي.
فالقيادة الفرنسية الحالية تعرف جيداً أنه لم يتبق لها سوى أيام قليلة في الحكم حسب كل استطلاعات (...)

في البدء اعتذر إن كان ما سأكتبه ليس فيه الكثير من الدبلوماسية ففي غياب الدبلوماسية وأخلاقياتها وديونتولوجيتها لا حاجة للغتها. فليست المرة الأولى التي يكذب بها وزير الخارجية الفرنسي وليست المرة الأولى التي يزوِّر بها الوقائع والحقائق. وليست المرة الأولى التي يضغط بها على موظفيه ومن هم تحت سلطته ودفعهم للكذب والتزوير. فقد فعل ذلك كثيراً عبر حياته السياسية في فرنسا وحوكم وحكم عليه بهذا الأمر وكان الأمر يقتصر على مصالح سياسية محلية ومصالح شخصية وكان ربما مدفوعاً ممن كان هو تحت سلطتهم. لكن في الملف السوري يبدو الأمر مختلفاً فهو كذب وزور وأمر واستعمل التزوير (...)

لا ألتقي صديقاً في فرنسا أو في الشرق إلا ويسأل عن «سر» الموقف الفرنسي مما يحصل في الشرق عامة وفي سورية خاصة؟ وهذا الموضوع هو الأكثر إثارة للتساؤل في جميع الأوساط السياسية الدولية والإقليمية فلكل دولة متورطة في الأزمة السورية أو في الرمال السورية المتحركة مبرراتها ومشاريعها التي كانت واضحة منذ زمن بعيد.
ووحدها القيادة الفرنسية الحالية بدت الأكثر تورطاً في كل الأعمال العدائية ضد سورية أمنيا وسياسياً وإعلامياً وربما اقتصادياً. فكل المعلومات تؤكد هذا التورط والتوريط إلى درجة اللجوء إلى الوقاحة والرعونة غير المألوفة في الدبلوماسية الفرنسية أو التعاملات الفرنسية (...)

يبدو واضحا أن جميع المتورطين في الأزمة السورية يبحثون عن "مخرج لائق" لأنفسهم بعد أن يئسوا من إيجاد مخارج لمشاريعهم وللأزمة التي صدَّروها إلى سوريا ومنها إلى العالم العربي من المحيط إلى الخليج.
فقد فشلوا في اعتماد سياسة ونهج وتكتيك موحد حيال هذه الأزمة. فكلهم بنى معطياته وقراراته على مجموعة من الأكاذيب والتخيلات التي صنعوها وكالوثنيين عبدوها وصدقوها وتعاملوا معها كأنها حقائق لا يرقى اليها الشك.
وفشلوا في تصنيع معارضة حقيقية تستطيع أن تخاطب السوريين وتروي ظمأهم وتمثل طموحاتهم وتطلعاتهم وكلما اغدقوا عليها المال زادوها تفتيتا وكلما اغدقوا السلاح زادوها اقتتالا (...)

المتتبع للمسارات والتحولات الكبرى التي يشهدها العالم اليوم بالتحديد يجد نفسه أنه أمام مشهد جديد عليه التعامل معه بواقعية.
فما خص الأزمة السورية بات ثمة مسلمات لا بد من أخذها في الاعتبار لترشيد أي قرار بهذا الشأن. وهذه المسلمات ليست برسم القيادة السورية فقط بل هي برسم جميع الأطراف والقوى والدول التي تم زجها بهذا الأتون.
المسلَّمة الأولى هي أن ما يجري في سورية لا علاقة له بالإصلاحات اللازمة والضرورية لتعزيز وتصليب سورية الدولة والدور والمآل. فقافلة الإصلاح والتطوير تسير وإن لم يسمع الآخرون واستمروا في النباح والنواح. المسلَّمة الثانية هي أن الأزمة السورية (...)

تتداول الأوساط السياسية الأوروبية عامة والفرنسية خصوصاً مجموعة من التساؤلات والسيناريوهات حول المخارج المختلفة والمحتملة لإنهاء الأزمة السورية. وتتنوع السيناريوهات وكلها مبنية على معطيات، بعضها صحيح والآخر كما هو معلوم نتاج القصف الإعلامي الفريد في نوعه وكمه.
فالمعطيات التي يقوم عليها السيناريو المسرب من وكالات الاستخبارات الأميركية تعتمد على أن النظام في سورية بات قاب قوسين أو أدنى من الاستسلام وأن روسيا ستجد مخرجاً لشخصيات النظام فلا يموت الذئب ولا يفنى الغنم. ويكتمل السيناريو بالقول إن نظاماً جديداً سينشأ في سورية ذا «طابع» إسلاموي يلتحق بركب الأنظمة (...)

لا يمكن المرور على ما جرى في مجلس الأمن مروراً عابراً، فما حصل يتجاوز بكثير الأزمة السورية «العابرة» ويفتح الطريق إلى تغيير جذري في الواقع الدولي والإقليمي على المستويات كافة. ولا يمكن اعتباره انتصاراً محدوداً بظروف الأزمة السورية والنظام السوري، إن كانت هذه الأزمة قد عجلت بتمظهره بشكله الواضح.
فهذا الاعتبار يشكل التفافاً على الانتصار الذي تحقق في نيويورك. فالمسألة تتعدى حدود سورية السياسية إلى حدود النظام الدولي الذي سيحكم العلاقات الدولية مستقبلاً. بعض الأوروبيين يخفون ارتياحهم لهذه النتيجة التي أسقطت عن كاهلهم عقدة الخوف من الضغوط الدائمة التي كان يفرضها (...)

الجلسة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول الأزمة السورية كانت فاضحة وليست فضيحة. ولا يبدو أن أي عاقل بحاجة إلى أكثر مما جرى فيها ليتأكد أن المسألة ليست مسألة ثورة تدغدغ شعاراتها وضروراتها نفوس التائقين إلى عالم أفضل. بل بات واضحاً ما لا يقبل أي تشكيك بأنه منذ البداية أن هذا المجتمع الدولي يريد رأس سورية وقلبها وليس رأس النظام وقلبه.
بعد جلسة الكذب والنفاق والرياء التي كان أبطالها جوبيه وكلينتون وشهودهم بالزور من جامعة الفتنة العربية عادت الأسئلة تطرح من جديد:
طالما أنهم يعرفون أن لا قرار سيصدر لماذا لجئوا إلى ديوان النفاق هذا؟ طالما أنهم يقررون ما (...)

المقالات الأكثر شعبية