10677 المقالات


لا يمكن لسورية أن تعتمد في عملية إعادة إعمارها إلا على نفسها فقط، لأن أياً من الذين أنفقوا مئات المليارات من الدولارات لتدميرها، على استعداد لدفع فلس واحد لإعادة إعمارها.
وفي مثل هذه الظروف يتوقف مستقبل البلد على إعادة ارتباطه بماضيه، حين كان نقطة عبور إلزامية بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وحين كان طريق الحرير في العصور الغابرة يبدأ من العاصمة الصينية القديمة شيان، وينتهي في كل من أنطاكية وصور.
لم يكن هذا الطريق مجرد طريق تجاري حيث يجري تداول السلع بين مدينة وأخرى فحسب، بل كان أيضاً طريقاً ثقافياً انتشرت على جانبيه الفلسفة الصينية في عموم قارة (...)

لعله من غير المستحسن، وفقاً لـعقيدة بومبيو، تخفيض الإنتاج العالمي من المواد الهيدروكربونية إلى مستوى الطلب من خلال حصص الإنتاج التي أقرتها منظمة الدول المصدرة للنفط منذ عامين، بل عن طريق إغلاق السوق أمام بعض المصدرين الكبار مثل إيران، وفنزويلا، وسورية (التي اكتُشفت احتياطياتها الضخمة مؤخرًا ولم يتم استغلالها بعد). مما يعني خروج مشروع قانون "نوبك" من أرشيف المحفوظات إلى العلن من جديد.
في الواقع، يهدف مشروع القانون هذا، والذي تعرض للعديد من المتغيرات منذ عرضه على الكونغرس قبل عقدين من الزمن، إلى رفع الحصانة السيادية التي تتذرع بها دول منظمة أوبك لتشكيل تكتل (...)

مثًل قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، ضربة قاتلة لمجلس الأمن.
منذ مؤتمر سان فرانسيسكو الذي انعقد في نهاية الحرب العالمية الثانية والأمم المتحدة تتولى ضمان الأمن الجماعي على مستوى العالم، من خلال نظام هجين يمزج بين الجمعية العامة، حيث تتمتع كل دولة بصوت واحد، ومجلس الأمن، الذي هو عبارة عن مجلس إدارة مؤلف من القوى المنتصرة في الحرب. وبالتالي عندما لاتُحترم كلمة الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس، ينهار النظام برمته. وهذا ما حدث مؤخراً.
ذُهل ممثلوا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من هذا القرار. وهنا ينبغي علينا أن نفهم ما (...)

ألقى وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو في 12 آذار الجاري في هيوستن بتكساس، خطاباً عن إستراتيجيته أمام تجمع مذهل لمجلس الأمناء العالمي للنفط، كشف فيه عن الإستراتيجية التي طورها، أولاً، حين كان رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية، ثم كوزير للخارجية الآن.
من المعتاد في وسائل الإعلام الدولية، أخذ بومبيو والرئيس الأميركي دونالد ترامب على أنهما «ظاهرتان صوتيتان» بلا عقل، لا تستحقان عناء البحث لفهم ما يفكران فيه. وترى في المستوى المنحط لتصرفاتهما قطيعة مع العاقل المتزن باراك أوباما، من دون أي رؤية لإمكانية استمرار أفعالهما على هذا النحو، ولكن نحن مخطئون. (...)

يشهد تعيين الأخضر الإبراهيمي، البالغ من العمر 85 عامًا، رئيسًا للمؤتمر الوطني الجزائري، المكلف بتنفيذ المرحلة الانتقالية الموعودة قبل عشرين عامًا، لكنها لم تُطلق أبداً، على من يمسك بخيوط اللعبة اليوم في الجزائر العاصمة.
يدعي الأخضر الإبراهيمي أنه ينحدر من عائلة مقاومة، بينما كانت هذه العائلة تقف وراء مجزرة الدكيميا في نيسان 1948.
وكان الإبراهيمي آخر شخص استقبل مهدي بن بركة عام 1965، ثم أبلغ أجهزة المخابرات المغربية بنوايا أمين مؤتمر القارات الثلاث، مما ساعد على اختطافه في باريس، واغتياله.
ترأس في عام 1982 اتفاقات الطائف التي وضعت حداً للحرب الأهلية في (...)

الجمهورية العربية السورية ليست من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي. لذلك، لا يمكن للمحكمة الجنائية الدولية محاكمة مواطنيها، إلا في حال تلقيها بلاغاً بذلك من مجلس الأمن الدولي.
وهذا ما حصل فعلا حين استخدمت كل من روسيا والصين في 22 أيار 2014 الفيتو المزدوج ضد مقترح بقرار أوروبي بهذا الخصوص.
ومن الغرابة بمكان أن تتقدم هذا الأسبوع، مجموعة من الأخوان المسلمين، بدعم من قطر، بشكوى أمام هذه المحكمة.
وفي الوقع، فقد أُبلغت المحكمة الجنائية الدولية في شهر أيلول من العام الفائت بشكوى ضد قادة جيش ميانمار، يحملونهم فيه مسؤولية الجرائم التي دفعت "الروهينجا" للفرار (...)

لا الصحف الجزائرية، ولا حتى وسائل الإعلام الدولية، تتحدث عما يحدث في الجزائر. ومع ذلك، هناك رئيس شبه مشلول كلياً، يقع على عاتقه إدارة بلد عدد سكانه 42 مليون نسمة. تقوم سلطة غامضة بحملة انتخابية باسمه، في انتهاك للقوانين والدستور، بينما ينزل الشعب بأعداد غفيرة إلى الشارع للتعبير عن رفضه لهذه المهزلة.

قصف الثلاثي الغربي، الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا في 14 نيسان 2018، ثلاثة مواقع في سورية ترتبط، وفقا لهم، "بالبرنامج الكيميائي للنظام"، رداً على استخدامه غاز السارين، قبل أسبوع من ذلك التاريخ في دوما.
كما أدان الغربيون دمشق على أساس معلومات مخابراتية، قبل الحصول على أدلة دامغة. فكان هذا القصف الأحادي الجانب غير قانوني بنظر القانون الدولي، لكن له مايبرره بنظرهم، ألا وهو خطورة ماحصل : سورية تجاوزت "الخط الأحمر". لكن سورية وجيش الإسلام (الإرهابي) ماانفكا يتبادلان التهم بتحمل مسؤولية ما حصل آنذاك.
بيد أننا نذكر جميعاً أن تقريراً للأمم المتحدة، أعدته في (...)

طلب الرئيس دونالد ترامب من حلفائه الغربيين إسترداد سجنائهم الجهاديين لدى قوات "قسد" ومحاكمتهم على أراضيهم. وفيما عارضت المملكة المتحدة الطلب الأمريكي، وعدت فرنسا بأن تنظر في أمر عودتهم على أساس دراسة كل حالة على حدة.
اعترفت الولايات المتحدة وهي تًشرعُ في الانسحاب من الأراضي السورية "المحتلة"، بأن القوات السورية الديمقراطية "قسد" ليست جيشاً بمعنى الكلمة، بل مجرد قوة رديفة تحت قيادة الولايات المتحدة.
كما اعترفت في السياق نفسه بأنه لا وجود لدولة كردية في سورية "روج آفا"، وأن هذه الدويلة هي محض خرافة صُممت للصحافيين الغربيين. وبالتالي فإن تطبيق مايسمى ب (...)

يعود الفضل في صمود الاقتصاد التركي، منذ توقف الولايات المتحدة عن دعم اقتصادها في شهر آب الماضي، إلى تحالفها الاقتصادي مع الصين. لكن ذلك لم يمنع إدارة أردوغان من طعنها في الظهر، وتوجيه انتقادات حادة لبكين ونعت الأسلوب الذي تتعامل بموجبه مع الإيغور أنه "عار على الإنسانية"، هذا فضلاً عن إعراب أنقرة عن أسفها وذرف دموع التماسيح لوفاة الشاعر الشهير عبد الرحيم هييت.
ومن دون انتظار، نشرت بكين شريط فيديو قصير عن "الميت" المزعوم معلناً بصوته : " أنا المدعو عبد الرحيم هييت. أعلن في هذا اليوم الموافق للعاشر من شهر شباط 2019 أنني رهن التحقيق للاشتباه في انتهاك القوانين (...)

لعل أهم قاعدة نشأت على أساسها الأمم المتحدة، هي أن كل دولة، وكل وشعب أحرار ومتساوون، ومستقلون. هذا هو الفرق الكبير بينها وبين عصبة الأمم التي سبقتها، والتي رفضت على الدوام الاعتراف بالمساواة بين الشعوب، للسماح لنظام الاستعمار بالاستمرار عبر العالم.
وهكذا أصبحت كل دولة تتمتع بصوت مساوِ للآخرين. ونتيجة لذلك، لم يكن ممكناً للولايات المتحدة ضم ولاياتها الفيدرالية الـخمسين في الأمم المتحدة، كما لم يكن ممكناً لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية ضمَ جمهورياته الخمس عشرة في عضوية المنظمة الأممية الناشئة، بل فقط الانضمام كدولتين فدراليتين، على حد سواء مع باقي (...)

بينما تحاول الولايات المتحدة تنظيم مستقبل الشرق الأوسط الموسع ومهاجمة حوض الكاريبي، تعلن في الوقت نفسه عن إنشاء حلف "الناتو العربي" المقبل. وهو في الواقع تحالف عسكري يهودي-سُني ضد إيران. إن سعي واشنطن المحموم لإضفاء طابع طائفي على سياستها من شأنه أن يصيب بالإحباط جميع أولئك الذين يؤمنون بضرورة الفصل بين الدين والسياسة.
تتوافق هذه السياسة الجديدة لواشنطن مع عودة إليوت أبرامز إلى وزارة الخارجية كمسؤول عن ملف فنزويلا. إنه يجسد في مسيرته الشخصية، أكثر من أي شخص آخر، تحالف الولايات المتحدة بين أقصى اليسار، والإمبريالية.
هذا التروتسكي الذي التحق في عام 1980 (...)

انتخب الكونغرس الأمريكي مؤخراً جيمس ريتش (جمهوري عن ولاية آيداهو) على رأس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، إضافة إلى إليوت إنجلز (ديمقراطي عن نيويورك) على رأس لجنة تعادل مجلس النواب.
لا يتفق الرجلان على شيء سوى دعمهما الثابت للبنتاغون، وإسرائيل، وكراهيتهما المنقطعة النظير لسورية.
أنجلز، هو من طرح في عام 2003، قانون محاسبة سورية، أي إعلان الحرب الأمريكية ضد سورية.
ولدى افتتاح الدورة الجديدة، أي حتى قبل انتخابهما كرئيسين لهاتين اللجنتين في 3 كانون ثاني 2019، قام كل من ريتش و إنحلز بتقديم مشروع القانون ذو الرمز (S.1 و HR 31) في لجنتيهما البرلمانيتين، (...)

بعد أن فقدت جماعة الإخوان المسلمين الدولة التي منحتها الولايات المتحدة لهم على أرض ممتدة بين العراق وسورية، هاهي تعيد تعريف استخدامها للإرهاب، حيث يقوم مستشار الأمن القومي جون بولتون حالياً بإعادة تدوير سبعة آلاف من إرهابيي داعش في أفغانستان، إضافة إلى أربعة آلاف من أعضاء منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية في ألبانيا.
وهكذا لم يعد "المجاهدون"، الذين بدؤوا عملياتهم العسكرية في عام 1978 ضد النظام الشيوعي في أفغانستان، ومن ثم ضد الجيش الأحمر السوفييتي، حلفاء لحركة طالبان، بل صاروا أعداءً يتوجب قتالهم.
يأتي هذا التحول في الوقت الذي نشرت فيه أكاديمية "ويست بوينت" (...)

لاحظنا على مدى العقد المنصرم من الزمن، فظاظة الرغبة الفرنسية الجامحة لإعادة فرض سيطرتها على مستعمراتها السابقة. الأمر الذي يفسر منطق تعيين الرئيس نيكولاس ساركوزي (اليميني) لبرنار كوشنير (الإشتراكي) وزيراً للخارجية.
لقد استبدل ساركوزي المفهوم الأنغلوسكسوني "لحقوق الإنسان" بمفهوم الثوار الفرنسيين ل"حقوق الإنسان والمواطن"، لنرى خلفه، الرئيس فرانسوا هولاند، يُصرح في وقت لاحق، في مؤتمر صحفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالقول أن الوقت قد حان لإعادة فرض الانتداب الفرنسي على سورية.
لكن الحفيد الأصغر لشقيقة السفير فرانسوا جورج بيكو (صاحب اتفاقية (...)
المقالات الأكثر شعبية

من أجل تعبأة عامة لإرساء دعائم السلام في العراق

المجتمع المدني الأوروبي تظاهر يوم 9 سبتمبر في بروكسل للمطالبة بمعرفة حقيقة أحداث 11 سبتمبر