10677 المقالات


لا يتطابق تاريخ إيران في القرنين، العشرين والحادي والعشرين، لامع صورة الغربيين عنها، ولا مع ما تنقله الخطابات الإيرانية الرسمية. تاريخياً، إيران مرتبطة بالصين، لكنها مفتونة منذ قرنين من الزمن بالولايات المتحدة. تكافح إيران بين ذكرى ماضيها الإمبراطوري، والحلم التحرري لروح الله الخميني. ومع الأخذ بعين الاعتبار أن الشيعية ليست مجرد دين فحسب، بل هي أيضا سلاح سياسي وعسكري، فهي، أي إيران، ظلت تتردد بين إعلان نفسها حامية للشيعة أو محررة للمضطهدين. ها نحن ننشر دراسة على حلقتين عن إيران الحديثة، للكاتب تييري ميسان.

جان كاستكس، هو بلا أدنى شك، مسؤول كبير لامع. لكن هذا لا يجعل منه الرجل المناسب ليكون رئيساً لوزراء فرنسا. فهو لم يفكر يوماً في كيفية استعادة الميثاق الاجتماعي في مواجهة العولمة المالية، واكتفى بتدابير شراء السلام الاجتماعي على المدى المنظور. منذ لحظة تعيينه، أظهر أنه لا يريد إصلاح الطبقة السياسية، واكتفى بمحاربة الوباء كما يفعل الآخرون، ودعم مشروع ماستريخت الذي تم تصميمه خلال الحرب الباردة.

انهار الاقتصاد اللبناني في سبعة أشهر. وبدأ السكان يعانون من الجوع. لكن الحل ممكن إذا تمكنا من تحليل أسباب المشكلة بشكل صحيح. ينبغي بداية قبول الاعتراف بالأخطاء، والتمييز بين ما هو بنيوي، وما هو ناجم عن مشاكل إقليمية. من العبث والتشهير اتهام العدو التقليدي (إسرائيل) أو الحليف المتوحش (الولايات المتحدة) بالتسبب في مشكلة مستمرة منذ قرون، وأصبحت مشروخة إلى هذا الحد. كما أنه من الخطورة بمكان تجاهل تقدم الحليف الرئيسي الحالي لحزب الله (إيران).

ردود الفعل على اغتيال رجل شرطة أبيض لرجل أسود يدعى جورج فلايود، لا تعيدنا إلى تاريخ العبودية في الولايات المتحدة فحسب – على الرغم من المعارضة الممنهجة للرئيس ترامب – بل لمشكلة ثقافية عميقة تخص الأنغلوسكسونيين أنفسهم: التعصب البروتستانتي. وهنا يجب علينا أن نتذكر العنف الداخلي الذي هز هذا البلد خلال الحربين الأهليتين، للاستقلال والانفصال، لفهم الأحداث الجارية ومنع تجددها. انتباه : تبشر الطبقة السياسية الآن في الولايات المتحدة بعنصرية المساواة، حيث الكل متساوون، لكن منفصلون.

ثمة احتجاج عميق يحاول إسماع صوته منذ ثلاث سنوات، في كل مكان في فرنسا. وقد اعتمد حتى الآن أشكالاً غير معهودة، مدعياً تمثل قيم الجمهورية، ومشككاً بالطريقة التي يخدم بها السياسيون المؤسسات. وفي مواجهته، راح رئيس الجمهورية يحاكي تفاهمات يتلاعب بها في كل مرحلة. بالنسبة لتييري ميسان، فإن أسوأ أعداء البلاد ليسوا أولئك الذين يريدون تقسيمها إلى طوائف، بل أولئك الذين انتخبهم الشعب، ونسوا مغزى ولايتهم.

لإحلال السلام، الأمر بسيط للغاية : عليك فقط التوقف عن شن الحرب. لكن في الشرق الأوسط الكبير، الأمر أكثر تعقيداً، لأن هناك العديد من الجهات الفاعلة التي يجب، مهما كان الحل، أن يلبي المطالب المتناقضة. وفي ظل هذه الظروف، لا يمكن لأي سلام أن يكون عادلاً تماماً، لكن يمكن على الأقل، بل ويجب، أن يضمن أمن جميع الأطراف.

خلال الشهور الثلاثة من الحجر الصحي في الغرب، تغيرت خريطة الشرق الأوسط بشكل عميق. تم خلالها تقسيم اليمن إلى دولتين منفصلتين، وإسرائيل أضحت مشلولة بحكومة برأسين يكره رئيساها بعضهما بعضاً، وإيران تدعم علناً حلف شمال الأطلسي في كل من العراق وليبيا، وتركيا تحتل شمال سوريا، والمملكة العربية السعودية على حافة الإفلاس. ثمة إعادة نظر في جميع التحالفات القائمة، وثمة انقسامات جديدة تظهر، وأخرى في طريقها إلى الظهور.

تستند إيديولوجيات مناهضة العنصرية والعنصرية إلى نفس الأكاذيب بادعائها وجود أجناس بشرية متميزة، لا يمكن أن تكون منحدرة من أصل مشترك في صحة جيدة، وهذا استنتاج غبي يمكن لأي شخص التأكد من حماقته. وحين يسألهم أحد ما عن هذا الموضوع، لا يملك أنصار هاتين الأيديولوجيتين إلا التحدث مجازياً، ثم يستأنفون بعد فترة وجيزة تفسيرهم العنصري للإنسانية وتاريخها. وكما يبين لنا تييري ميسان، فإن هذا الثنائي الشغوف بمعتقداته، لم يخدم إلا مصالح القوى المهيمنة.

تطورت المظاهرات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة بسرعة نحو ترويج الأفكار التي يدافع عنها الحزب الديمقراطي. لم يعد الأمر يتعلق بالنضال من أجل المساواة أمام القانون، أو الطعن في الأحكام المسبقة لبعض ضباط الشرطة، ولكن بإعادة فتح صراع ثقافي، مع ما يترتب عن ذلك من خطر نشوب حرب أهلية جديدة.

من الناحية النظرية، الساسة والأطباء الذين اتبعوا دراسات طويلة هم علماء. ولكن من الناحية العملية، القليل منهم، انتهجوا مساراً علمياً. وما من أحد اليوم يرغب أن يلبس مسؤولية التدابير الصحية المزعومة التي تم اتخاذها (العزل المنزلي، والتباعد الاجتماعي، وارتداء الأقنعة والقفازات). وراح الجميع يختبئون وراء القرارات الجماعية وتوسل العلم والإجماع.

هاهي ثلاثة أرباع قرن من الزمن مضت على المستعمرة الأنغلوسكسونية التي أصبحت ترسانة أمريكية حاولت الاستيلاء على جميع الأراضي، من النيل إلى الفرات (مصر وفلسطين، والأردن، ولبنان، وسوريا، وجزء من العراق). وهاهي أيضاً بضع سنوات تطلع فيها مواطنو هذه المستعمرة نفسها إلى تحويلها إلى دولة طبيعية. والآن تجاوز هذا الصراع، القادم من عصر آخر، مرحلة جديدة بتعيين حكومة برأسين: رئيسين للوزراء يمثلان رؤيتين سياسيتين سوف تشلان بعضهما البعض.وسيقتصر التقدم الذي يمكن لهما إحرازه فقط في الأمور الاجتماعية والصحية، مما يزيد من تسريع تحديث المجتمع، وبالتالي نهاية الوهم الاستعماري.

بغض النظر عن الهستيريا المعادية للصين ضمن المجموعة التي فرضت ردود السياسات الصحية الغربية على وباء كوفيد 19، إلا أنها أظهرت تبعية غربية لمنتجات الصناعيين الصينيين. دفعت هذه النتيجة إدارة ترامب للانتقال من الرغبة في إعادة التوازن التجاري، إلى المواجهة العسكرية، لكن من دون اللجوء إلى الحرب، والبدء رسمياً بتخريب طرق الحرير.

نعيد نشر حوار بين تييري ميسان ومجموعة من الطلاب، أوضح فيه أن الردود السياسية على وباء كوفيد-19 لم يكن لها هدف طبي، وأن مجموعة عابرة للحدود، تمكنا من التعرف عليها، انتهزت جزئيا الفرصة التي وفرها الوباء في محاولة لفرض تحول عميق في المجتمعات الأوروبية، تماماً مثلما استخدمت هجمات 11 سبتمبر 2001 لتغيير الولايات المتحدة. ولكن، لا يزال هناك وقت لمعارضة هيكلة العالم في المستقبل.

كل القرارات الحمقاء التي اتخذتها الحكومات الأوروبية، كانت استجابة لإملاءات مستشارين سابقين لدونالد رامسفيلد وجورج دبليو بوش. وعلى عكس الخطاب العام، لم يكن لديهم أي مطالب طبية. وبعيداً عن الاستجابة لواقع الوباء، تطلعوا إلى تحويل الشركات الأوروبية بهدف دمجها في مشروعهم السياسي-المالي.
لم يعودوا "متآمرين" بل "خونة"
الاتحاد الأوروبي وحلف ناتو، ونيوز غوارد، وشبكة فولتيربقلم
تييري ميسان
المقالات الأكثر شعبية

من أجل تعبأة عامة لإرساء دعائم السلام في العراق

المجتمع المدني الأوروبي تظاهر يوم 9 سبتمبر في بروكسل للمطالبة بمعرفة حقيقة أحداث 11 سبتمبر