10677 المقالات


قتل وباء كوفيد-19 أكثر من 200 ألف شخص حتى الآن، وأغرق المليارات من البشر في حالة من الذعر. ذعر، حرم معظمهم من أي حس نقدي ودفعهم لاتخاذ، أو الموافقة على قرارات سياسية غبية. وقد تمكنت مجموعة من الشخصيات تدعى الفجر الأحمر (Red Dawn)، التي كشف عن مراسلاتها Kaiser Health News وموقع صحيفة نيويورك تايمز، من فرض إيديولوجية مريعة : الصين أعلنت الحرب علينا، ولن نتمكن من حماية أنفسنا إلا من خلال حبس جميع المدنيين في منازلهم.

قديماً، كان القادة السياسيون الأوروبيون يرضخون لما يملي عليهم المنجمون. وفي أيامنا هذه، صار الإحصائيون في المعهد الملكي مرجعيتهم المتماثلة. في الماضي، كان هؤلاء يزودون السياسيين بما يحتاجون من الأدلة على سياسات الاستشفاء الليبرالية. أما اليوم، فصاروا يتوقعون حصول ملايين الوفيات دون أي صرامة علمية. يكشف تييري ميسان كيف سيطر هؤلاء المشعوذون على سياسات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وبعض الولايات الفدرالية للولايات المتحدة.

بينما تمتص إجراءات توزيع المهام في زمن الوباء جهود معظم الناس، بدأ السعوديون يعيدون النظر في مدى قوة حاميهم الأمريكي. مما أدى إلى نشوء مواجهة بين الرياض وواشنطن التي خلقت الفوضى في الاقتصاد العالمي حتى قبل انتشار فيروس كوفيد-19. لقد فكر الرئيس ترامب في السيطرة على النفط السعودي والفنزويلي، مما دفعه، على ما يبدو، إلى تشكيل تحالفات جديدة.

كل الأوبئة العظيمة التي مرت على البشرية غيرت مسار التاريخ، ليس بالضرورة من خلال القضاء على الشعوب، بل من خلال إثارة ثورات وتغييرات في الأنظمة السياسية، لدرجة أننا أصبحنا تحت تأثير الذعر عاجزين على التفكير والتصرف بشكل جماعي بطريقة القطيع. وبالتالي لم تنج العديد من المجتمعات بسبب القرارات الغبية التي اتخذتها في ذلك الوقت.

في الوقت الذي يمتص فيه فيروس الكورونا جهود الأوروبيبن والعرب، يسعى الأنعلوسكسونيون إلى تغيير نظام العالم. وهكذا، وتحت قيادة الولايات المتحدة، بسطت المملكة المتحدة سيطرتها على مدخل البحر الأحمر، وانقلبت الإمارات العربية المتحدة على المملكة العربية السعودية، وألحقت بها هزيمة نكراء في جنوب اليمن، بينما كان الحوثيون يقومون بنفس الفعل في شمال اليمن.وأصبح اليمن دولتان منفصلتان، وغدت وحدة أراضي المملكة العربية السعودية معرضة للخطر.

كشف الوباء عن نقاط ضعف في بنية الديمقراطيات الليبرالية الغربية، تجلت بوضوح بتناقضاتها الداخلية، وجهلها المؤكد ببقية أنحاء العالم.
لنأت إلى التناقضات أولاً.
خضع الغرب عبر العصور لثقافتين مختلفتين جذرياً.
هناك "أوروبا القديمة" من جهة، حيث نشأت الدول لخدمة المصلحة، ومن جهة أخرى الأنغلوسكسون الذين عارضوا وجود شيء اسمه المصلحة العامة.
وفي أوروبا القديمة تتعارض الانتخابات "الديمقراطية" مع البرامج، بينما في الولايات المتحدة نجدها تتعارض مع التكتلات. ويتبلور هذا الاختلاف بشكل أوضح حول مفهوم الحرية.
ففي أوروبا القديمة مثلاً، تتحدد الحرية الفردية بالمصلحة (...)

ألحق الجيش التركي خسائر جسيمة بكل من روسية وسورية في شهر شباط الماضي، بالتزامن مع تهافت الرئيس أردوغان لإجراء مكالمات هاتفية عدة مرات مع نظيره الروسي في محاولة للحد من التوتر الذي سببه على الجانب الآخر.
ففي ليبيا، ُطُلب من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، البروفيسور غسان سلامة، الاستقالة "لأسباب صحية". وتم تشكيل محور لدعم رئيس الحكومة فايز السراج على يد جماعة الإخوان المسلمين في قطر وتركيا. الأمر الذ أنتج تحالفاً ثانياً حول المشير خليفة حفتر يضم مصر، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وأيضاً سورية، العائدة بقوة إلى الساحة (...)

الخسائر الناجمة عن هجمات الجيش التركي مؤخراً تسببت بألم وغضب عارمين.
ومع ذلك، ينبغي علينا أن نفهم على ماذا تلعب أنقرة، بغض النظر عن الحكم الذي يمكن إطلاقه حول عمليتها.
مما لاشك فيه أن تركيا التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة أضعاف عدد سكان سورية، يمكنها التغلب عسكرياً على جيش منهك من حرب طويلة عمرها تسع سنوات الآن، لكنها غير قادرة على الوقوف في وجه روسيا التي سوف تسحق جيشها بمنتهى السهولة، لاسيما أن حلف الناتو لن يتورط في الدفاع عنها.
لهذا انتابنا جميعاً شعور بالذهول من إقدامها على اغتيال أربعة من ضباط المخابرات الروسية في إدلب قبل اجتماع الرئيس أردوغان مع رئيس (...)

تثبت الوثائق البريطانية التي كشف عنها إيان كوبين على التوالي في صحيفتي الغارديان والشرق الأوسط، نوايا المملكة المتحدة في سورية.
البريطانيون، كما الفرنسيين، كانوا يعتزمون استعادة نفوذهم الاستعماري في المنطقة. وكانت تلك غايتهم الوحيدة من "الربيع العربي"، الذي صممه جهاز المخابرات البريطانية (ام اي6) وفق نموذج "الثورة العربية الكبرى" التي صممها لورانس العرب آنذاك، مع اختلاف بسيط هذه المرة تمخض عن إنشاء حكومات تابعة لهم، يقودها الإخوان المسلمون، وليس الوهابيون.
وضع جهاز المخابرات البريطانية، مخترع البروباغندا الحديثة في عام 1914، كل ثقله في سورية منذ بدء عملية (...)

سوف يكرس الرئيس ترامب السنة الأخيرة من فترة ولايته الأولى، لسحب القوات الأمريكية من ساحات القتال في الشرق الأوسط الموسع، طبقاً لوعوده الانتخابية.
طبعاً هذا الخبر لايسر سوى الأميركيين. أما العرب، والأتراك، والإيرانيون والآخرون، فسوف يترتب عليهم انتظار أسوأ الأمور.
فجنرالات البنتاغون، الذين قرروا منذ عام 2001 تدمير جميع هياكل الدول في المنطقة، بغض النظر عن التصنيفات الأمريكية البالية لمن هم أصدقاء ومن هم أعداء، لا يعتزمون التخلي عن فكرتهم. هاهم الآن يجرون تغييرات على منظمة حلف شمال الأطلسي، بشكل يسمح لها أن تحل مكان الجنود الأمريكيين المنسحبين.
وهكذا، (...)

لاينبغي ان نعتبر التحول المأساوي لتركيا، التي تفاوضت في موسكو مع اللواء علي مملوك في 13 الشهر الماضي كانون ثاني على السلام في سورية، ولا إقدامها على إغتيال أربعة من ضباط الاستخبارات الروسية في الأول من شهر شباط الجاري في حلب على أنه دليل على لاعقلانية الرئيس اردوغان. بل على العكس من ذلك، فإن أنقرة لاتزال تنتهج المسار الذي رسمته لنفسها منذ زوال الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
إذاً، المشكلة في مكان آخر وصار من الصعب حلها : تركيا هي في الوقت نفسه وريثة جحافل جنكيز خان الهمجية إبان الإمبراطورية العثمانية، ودولة مصطفى كمال العلمانية.
رفضت حدودها المثبتة بمقتضى (...)

عندما تم تخيل أسس القانون الدولي لأول مرة في عام 1899، كان الهدف من ذلك منع الحروب بين الدول من خلال التحكيم. وعندما أنهت الإمبراطورية البريطانية استعمارها لفلسطين، ونشب بعدها الصراع العربي-الإسرائيلي، لم ينفعها القانون الدولي بشيء، لأنه لم تكن هناك دولة فلسطينية ولا دولة يهودية. لذا فقد تم استنباط قواعد غير متناسقة، صارت تعتبر، ظلماً وبهتاناً، غير قابلة للتغيير.
وهكذا رفض كلا الطرفين المتنازعين تلك المباديء التي وضعتها الدول المؤسسة للأمم المتحدة، ومن بينها سورية، إبان خطة تقسيم فلسطين. وعندما أعلن يهود فلسطين " الايشوف" من جانب واحد قيام دولة إسرائيل، (...)

تستعد ألمانيا، وفقاً للخطة التي وضعها فولكر بيرتس في عام 2013، لإملاء الفراغ الذي سيخلفه الجنود الأمريكيون في الشرق الأوسط الكبير، وهي التي نفد صبرها بعد أن حُرمت لمدة خمسة وسبعين عاماً من لعب أي دور على الساحة الدولية. إنها مسألة شرف وطني بالنسبة لها. وهي تعتزم من الآن، استخدام جيشها "لإحلال السلام" في أي مكان من العالم.
كانت تأمل أولاً في دخول دمشق منتصرة إلى جانب ماتسميهم ب "الديمقراطيين" الشجعان في إدلب.
لكن واحسرتاه!
فقد تبين لها أنهم مجرد جهاديين متطرفين!
ثم مالبثت تعقد الأمل على أن تحل مكان الجنود الأمريكيين في شمال شرق سورية بعد أن أعلن الرئيس (...)
المقالات الأكثر شعبية

من أجل تعبأة عامة لإرساء دعائم السلام في العراق

المجتمع المدني الأوروبي تظاهر يوم 9 سبتمبر في بروكسل للمطالبة بمعرفة حقيقة أحداث 11 سبتمبر