وزير خارجية إيطاليا يبدأ زيارة رسمية لسورية

وصل نائب رئيس الحكومة الإيطالي، وزير الخارجية ماسيمو داليما إلى دمشق اليوم في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم ويبحث معهم العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.

وفي تصريح مقتضب للصحفيين في مطار دمشق الدولي، أكد داليما أهمية دور سورية في المنطقة ودعا إلى تطوير التعاون معها، معتبراً أن الوضع في المنطقة يمر بفترة صعبة.

وقال الوزير داليما إن "سورية مهمة جداً للسلام، واعتقد بأننا نتمتع بعلاقات ثنائية جيدة جدا ويمكن أن نطور ونعزز تعاوننا "، مضيفاً "سنتحدث (مع المسؤولين السوريين) عن لبنان والشرق الأوسط والمسألة الفلسطينية لأننا في لحظة حرجة جدا ويجب أن نقوي تعاوننا من أجل السلام ".

وكان فى استقبال الوزير الإيطالي فى المطار معاون وزير الخارجية أحمد عرنوس وكبار الموظفين فى الوزارة.

ويقيم الوزير المعلم مساء اليوم دعوة عشاء على شرف الوزير داليما الذي يبدأ مباحثاته غداً مع المسؤولين السوريين على أن يدلي بتصريحات للصحفيين بعد لقائه المعلم في مبنى وزارة الخارجية.

واليوم قام داليما بزيارة الجامع الأموي، وقام بافتتاح جناح طبي خاص بالمشفى الإيطالي في منطقة الطلياني بدمشق

وتأتي زيارة داليما وهي كانت مقررة منذ فترة، بعد أيام على إقرار مجلس الأمن الدولي المحكمة الدولية الخاصة برئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وتتزامن هذه الزيارة مع تسارع الأحداث في لبنان على خلفية اندلاع الاشتباكات المستمرة منذ نحو اسبوعين بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الإسلام في مخيم نهر البارد، وازدياد القلق من إمكانية تدهور الأمن في بقية المخيمات الفلسطينية في لبنان.

ومن دمشق، ينتقل داليما إلى بيروت للقاء رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والبطريرك الماروني بطرس صفير وأطراف سياسية أخرى.

وبحسب وزارة الخارجية الإيطالية، فإن زيارة داليما الى دمشق تأتي في اطار "انتباه اكبر" في المجتمع الدولي الى "الحاجة الى فتح حوار مع دمشق يكون مباشرا واكثر فعالية لبناء علاقات مفتوحة مع سوريا".

وقال داليما الذي ساهم في إنجاح الاتصال الامريكي السوري خلال مؤتمر شرم الشيخ حول العراق مؤخراً، إن الوقت قد حان للحديث الى سوريا لمطالبتها "بتعاون كامل" حول الملفات الاقليمية المختلفة وحول تطبيق قرار مجلس الامن الخاص بلبنان.

وفي تعليقه على إقرار محكمة الحريري في مجلس الأمن، رأى داليما أن هذه المحكمة ليست ضد سوريا، واعتبرها "امراً ايجابياً لكشف كافة ملابسات الجريمة ".

وأشار داليما في تصريحات أخرى إلى أنه "من الضروري اجراء حوار مع القيادة السورية وافهامها ان المبادرة (إقرار المحكمة في مجلس الأمن) ليست موجهة ضد دمشق"، ورأى ان"هذا الخيار بات لا بد منه بعد ان ثبت عقم أي خيار داخلي بديل" عبر المؤسسات السياسية اللبنانية.

ولفت داليما إلى اولوية "افهام دمشق ان محكمة الحريري لا تحمل في طياتها قطيعة مع سوريا بل جاءت لكي تجسد استقلال لبنان وسيادته ولهذا "فسيكون هذا هو اول ملف اطرحه مع القيادة السورية لدى زيارتي المزمعة إلى دمشق".

ولم يخفِ داليما مخاوفه "مما سيخلقه قرار مجلس الامن الدولي حول تشكيل المحكمة من توتر محتمل" مع سوريا، لكنه بيِّن ان هناك وجهاً إيجابياً "يكمن في ان الاستعصاء السياسي في لبنان تمَّ حله فالمحكمة ليست نقطة الوصول بل على العكس اذ يتوجب تشجيع الحوار وجعله اكثر رحابة".

مصادر
سورية الغد (دمشق)